تواصل - فهد بن حافظ:

استطلاع «تواصل»: هذه أبرز حلول مواجهة جشع التجار والمطاعم

ترتبط أسعار ما تقدمه المطاعم والمطابخ بشكل مباشر مع قيمة المواد الغذائية التي تُكوِّن وجبة جاهزة للبيع وكذلك أدوات الطبخ مثل الغاز أو الحطب فضلا عن الخضروات والفواكة، وتدخل ضمن كُلفة الوجبة المقدمة؛ ومن خلالها نستطيع في النهاية تقييم القيمة المالية لهذه الوجبة المُعدَّة للبيع.

ومن الطبيعي أن تكون هناك موادٍ رئيسية وعالية الكُلفة في المقابل هناك موادٍ رئيسية ذات كُلفة أقل، بينما هناك مواد تدخل في تجهيز الوجبات ذات وأهمية أدنى، وذلك من باب أنَّ عدم توافرها لا يتسبب في فشل تكوين الوجبة الرئيسية الغذائية .

تأثير انخفاض أسعار اللحوم على المطاعم

وتعتبر المطاعم والمطابخ التي تهتم بالوجبات السعودية الشهيرة مثل "المظغوط" و "الحنيذ" و"المندي" وغيرها ، بالإضافة للوجبات التي تتشارك معاً في مواد التكوين كالأرز ولحم الأغنام - مواد أساسية - ، كليهما له تأثير على القيمة المالية للوجبة من ناحية الكُلفة.

يأتي هذا بينما تعتبر اللحوم هي الأعلى والأكثر تأثيراً بالقيمة المالية من الأرز - كما هي تسعيرة السوق - ، خصوصاً خلال الأعوام الماضية ، والتي شهدت إرتفاعاً كبيراً وصل لأسعارٍ قياسيةٍ لبعض أنواع الأغنام ، والتي عاودت مؤخراً للأسعار ما قبل 7 إلى 10 أعوام ، وكان من البديهي انخفاض أسعار وجبات تلك المحال كما حدث مع الارتفاع.

انخفاض أسعار الأغنام

وأدت ظروف ووقائع متعددة إلى انخفاض أسعار الأغنام تبدأ من تسعيرة الأعلاف والشعير ، ووفرة الناتج المحلي ، إلى فتح المجال لإستيراد المواشي من دول أفريقيا واستراليا ، وذلك منذ مايقارب الثلاثة أشهر ، في حين لازالت أغلب المطاعم والمطابخ تحتفظ بنفس الأسعار القديمة - وقت ارتفاعها - غير آبهين أو مكترثين بالقيمة المالية التي آلت لها أسعار الأغنام مؤخراً ، مقابل قيمتها خلال الأعوام الماضية التي تفاقم فيها سعر وجبة ( اللحم والأرز ) الى مبلغ 60 ريال للكيلو فقط ، ويتراوح سعر الذبيحة من 900 إلى 1800 ريال ، - بحسب النوع والوزن - .

أما إبقاء المطاعم والمطابخ على الأسعار المرتفعة القديمة، فيعود لأسباب مختلفة ؛ منها تعويضاً لخسائرهم التي نالوها بفعل ارتفاع الأسعار سابقاً لحدود قياسية ، كانوا في حينها يتحفظون على مجاراة ارتفاع أسعار الأغنام اكثر مما كانت عليه ، وكذلك لجزمهم على معاودة الأسعار السابقة مجدداً مع دخول شهر ذي الحجة القادم ، بالإضافة لعودة السوق للإنتعاش بفعل عودة المشترين لأضاحي عيد الأضحى المبارك .

معاناة المستهلك

إلى هذا، يتكبد المستهلك خسائر فادحة في ظل استمرار أسعار الذبائح في المطاعم والمطابخ بالأسعار القديمة وذلك مع انخفاض أسعار الأغنام الفعلية في السوق ، فيما يتوجس المستهلك خيفة بعد تداول أخبار تدل على احتمالية كبيرة لوقف استيراد الأغنام من الخارج ، مما قد يستدعي عودة الأسعار لسابق عهدها والتي قد تؤدي أيضاً لإرتفاع اكبر في المطاعم والمطابخ .

ومن ثم، يطالب الرأي العام بشكل عاجل من وزارة التجارة والإستثمار ، ووزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات ذات الصلة بتشكيل لجان لدراسة الوضع والعمل على شراكة تُفضي إلى تشديد الرقابة على محال المطاعم والمطابخ والبدء فعلياً في فرض العقوبات والغرامات على المحال التي تتلاعب بالأسعار ودفعها لخفض الأسعار المبالغ بها ، أو الحفاظ في أسوء الحالات على مستوى أسعار الأغنام في السوق لكي لا تدفع بأسعار الذبائح المطبوخة في المطاعم والمطابخ للإرتفاع اكثر .