الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الخشلان: "رياضة البنات" ليست مجالًا للتصويت.. ونثق في رجوع ولاة أمورنا للعلماء (صوت)

unnamed
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – الرياض:

أكد الدكتور خالد بن سعد الخشلان، إمام وخطيب جامع بدر بالرياض أن أمور الحلال والحرام في ديننا ليست مجالًا للتصويت ولا يعرف حكمها كل من هب ودب ممن له علاقة بالشريعة أو لا، وإنما مرد هذه الأمور ومعرفة حكمها في الدين إلى العلماء الذين يقول عنهم الله عز وجل " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا".

اضافة اعلان

وحول تصويت مجلس الشورى لتوصية إقرار مادة التربية البدنية في مدارس البنات، قال في خطبة الجمعة اليوم: الذين يستنبطون أحكام الشرع من نصوص القرآن والسنة هم العلماء الربانيون، وفي فتاوى مشايخنا ومفتينا ما ينص على عدم جواز مثل هذا الأمر".

وأكد أنه حينما يحكم أهل العلم بتحريم أمر ما فليس هذا اعتباطًا ولا غلوًا ولا تشددًا ولا تزمتًا كما يقول من وصفهم بـ"غلمان الصحافة"، وإنما حكم مبني على أصول شرعية، مضيفًا أن الحكم بتحريم شيء إنما يكون تحريمًا لذاته أو لكونه وسيلة تجر إلى مفاسد غالبة وشرور مؤكدة.

وتابع الخشلان: "وتحريم إدخال هذه المادة في مدارس البنات من هذا الباب، فتدريسها للبنات يفتح بابا من الشرور لا تخفى على العاقل ولنا في الدول القريبة وليست البعيدة التي طبقت هذا الأمر عبرة وعظة، حيث تدرج الأمر من ممارسة الطالبات للرياضة في مدارسهم في قاعات مغلقة وبألبسة محتشمة حتى وصل الأمر وتطور شيئًا فشيئًا إلى تشكيل فرق نسائية في تلك البلدان تشارك في المسابقات العالمية والدولية بأوضاع مخجلة يراها الجميع ولا ينكرها إلا جاحد".

وقال: "ثم إن الدعوة التي من أجلها تمت هذه التوصية محاربة السمنة في صفوف الطالبات كما يزعمون.. ويا الله العجب أهذا منطق العقلاء.. أهذا منطق من ينظر إلى التجارب نظر اعتبار وتدبر.. ها هي الرياضة البدنية مقررة في مدارس البنين من عشرات السنين وها هي معدلات السمنة في أوساط الطلاب في ارتفاع وزيادة ولم تُجد تلك المادة في مدارس الطلاب شيئا في تحقيق هذا الهدف المزعوم".

وأوضح الخشلان أن الدول الكافرة وغيرها ممن طبقت هذه المادة في تعليمها من سنين تعد بعضها من أعلى الدول نسبًا في معدلات السمنة وتزايدها في أوساط الطلاب والطالبات.

وتساءل: "فهل يجوز لعاقل أن يقول بعد هذا أو أن يطالب بإدخال مادة التربية البدنية لمدارس البنات بهذه الحجة؟".

وواصل: "إننا كلنا أمل في ولاة الأمر الناصحين الحريصين على مصلحة دينهم وبلدهم ومجتمعهم.. فيمن ولاهم الله عز وجل أمرنا وأمر مجتمعنا والقائمين على التعليم في هذه البلاد أن يتقوا الله عز وجل في نسائنا وبناتنا وأعراضنا فهم مؤتمنون علي ذلك ومعالجة السمنة تكون بطرق كثيرة أجدى وأنفع من إدخال هذه المادة".

ووجه رسالة إلى المسؤولين، قائلًا: "ليتقوا الله عز وجل وليعلموا أنهم محاسبون أمام الله عز وجل يوم ينتقلون من هذه الدنيا فلا ينفعهم إلا عملهم الصالح، وأما سيئاتهم وما جروه على المجتمع من شرور وفتن وبلاء فتحمل بها ظهورهم.. نسألهم بالله عز وجل أن يتقوا الله في مجتمعنا ونسائنا وبناتنا ولا يفتحوا باب شر على المسلمين".

ودعاهم إلى أن يأخذوا بآراء أهل العلم المعتبرين الناصحين ولا يكونوا في تعاملهم مع العلماء وفتاواهم انتقائيين في أخذ بعض فتاويهم وترك البعض الآخر، على حد وصفه.

وشدد الخشلان على أن العلماء الناصحون مؤتمنون على شرع الله وهم حملة الميراث النبوي، وتخطي فتاويهم وعدم الأخذ بها في هذا الباب وغيره يفتح أبواب شر على المجتمع.

واتهم الخشلان من أسماهم "فئة من أبناء المجتمع" بأنهم "رضعوا لبن الغرب وأُشربت قلوبهم حب الغرب وتقاليده لا يفتأون أن ينقلون مجتمعنا إلى ما عليه تلك المجتمعات الغربية ظنًا منهم واعتقادًا خاطئًا بأن المدنية والحضارة لا يمكن أن يصل إليها مجتمعنا إلا من خلال تغريبه"، واصفًا تلك الفكرة بأنها "خاطئة وضلال مبين".

وتابع في وصف تلك الفئة: "إن هذه الحفنة من الكتبة والصحفيين وغيرهم من النافذين الذين يكتبون باسم المجتمع لم يبوئهم المجتمع هذه المكانة ولم ينصبهم متحدثين باسمه.. فمجتمعنا ولله الحمد يغلب عليه الصلاح والاستقامة وحب الخير والانتصار للدين وأحكام الشرع المطهر".

وأكد الخشلان أن الادعاء الوارد في قول البعض "تُطبق هذه المادة إذا أُدخلت بالضوابط الشرعية" مجرد كلمة تقال للتسويق وتخدير المشاعر، قائلًا: "ها هو تأنيث المحال النسائية قيل فيه يطبق مع مراعاة الضوابط الشرعية، فأي مراعاة للضوابط الشرعية لما طُبق هذا الأمر.. هذا هو الاختلاط والخلوات المحرمة بين البائعين والبائعات وهذه نسب التحرش في تصاعد وتزايد", وتساءل: "فما هي الضوابط الشرعية ومن الذي وضعها.. أهم العلماء المعتبرون أم غيرهم؟".

واختتم خطبته قائلًا: "نسأل الله أن يحفظنا بحفظه وأن يكلأنا برعايته وأن يديم علينا في هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والأمان وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook