الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

رسالة إلى «عريس»

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد: - النكاح من سُنن المرسلين (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً) - آية من آيات الله في البشرية. - سكن ومودة ورحمة (وَمِنْ آياتهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إليها وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً). - نعمة عظمى ومسؤولية كبرى. - ليس تجربة عابرة، بل ميثاق غليظ (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً) ‎- كم أنت -أيها الشاب المقبل على الزواج- بحاجة إلى من يرشدك ويذكرك وأنت على أعتاب بيت الزوجية... فإليك هذه الوصايا الجامعة نفعك الله بها..
  • •قبل الزفاف:
_ يرى جمهور العلماء أنّ الزواج أفضل من التفرغ للعبادة؛ لأنّ نفع العبادة قاصرٌ على صاحبها بينما يتعدى نفع الزواج إلى حصول العفاف للزوجين وتكوين أسرة مسلمة يُكثّر فيها سواد أُمة محمدﷺ. ولتكن هذه نيتك من الزواج سنة وإعفاف وتكثير لأمة محمد ﷺ. _ استبشر بأنك مُعان من الله بكل أسباب المعونة بوعد نبيكﷺ:(ثلاثة حق على الله عونهم.. وذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف)وهي معونة مالية ونفسية واجتماعية...
  • •ليلة الزفاف:
_ احرص على قراءة أذكار المساء بيقين وتدبر يحفظك الله. - ابدأ أول ليلة في حياتك الجديدة بطاعة الله ولتكن فرحتك خالية من المنكرات كالاختلاط والموسيقى والمعازف والإسراف، فأنت ربُّ الكلمة وسيّد الموقف.
  • •في بيت الزوجية:
١- عليكما بتقوى الله وطاعته تحلُّ على بيتكما الرحمات والبركات.. فالبيوت الخيّرة مدارس يتخرج منها - غداً- الأبناء الصالحون. ٢- كن صاحب القوامة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)أي أن الرجل خير من المرأة بكمال العقل وحسن التدبير.. وليس بالقوة أو التسلط وليكن لك هيبة في منزلك؛ حزم ولين كلٌّ في موضعه. ٣- حسن العشرة مع الزوجة: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) فهذه الآية من أبلغ التعابير الآمرة بالإحسان إلى الزوجات - ومن الإحسان إليهن تعليمهن أمور دينهن، وإلزامهن بها كارتداء الحجاب الشرعي. واللباس المحتشم عند الخروج- والرفق في معاملتهن، متأسياً بنبيكﷺ:(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) ٤- لتكن المصارحة والوضوح من أساسيات العشرة بينكما، فجميل أن يعلم كلٌ منكما ماذا يريد من الآخر ليستقر بناء الأسرة، فالغموض يفقد الشعور بالأمان والاطمئنان. ٥- عليك أن تتكيف مع ظروف الحياة الجديدة، وأن تجتاز العوائق التي قد تعترض حياتك بسبب اختلاف الطباع والنفسيات ووجهات النظر(وخاصة السنة الأولى من الزواج) وليكن شعارك الصبر والتضحية...وقد تتفاجأ بطباع أو عادات لم تألفها سابقاً أو لم تعلمها فهذا أمر طبعيّ لأن اختلاف الطباع سنة من سنن الله في البشر؛فقلّ أن يوجد زوجان متفقان في كل شيء... لكن مع مرور الأيام يزداد التقارب والتفاهم بينكما.. ٦- تعامل مع المشكلات بحكمة ورويّة ورفق فقد قالﷺ: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه) ولا مانع من استشارة أهل الرأي والحكمة عند الحاجة ولا تبتئس ولا تيأس فالبيوت لا تخلو من المشكلات، ولو خلت لخلا منها أطهر البيوت وأزكاها: بيت النبي ﷺ، وقد تكون المشكلة بذنب وقع فيه أحدكما أو كلاكما فسارعا إلى التوبة، قال بعض السلف:إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلق امرأتي وفي خلق دابتي. ٧- عليك بالتغافل وغض الطرف عن الهفوات الصغيرة، فالتغافل- كما قيل- نصف العقل.. وكثرة اللوم والعتاب وتصيد الأخطاء قد تجفف منابع المودة بينكما.. وإن كرهت منها خُلقاً فارض بآخر كما قالﷺ: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) لا يفرك: لا يبغض. ٨- فتح باب الحوار فقد أثبتت بعض الدراسات التربوية أن (٩٢٪) من المشكلات الأسرية سببها انعدام الحوار، فمن المؤسف أن بعض الأزواج يعيشان حياة أقرب إلى الانفصال الصامت بسبب فقدان الحوار بينها. وإن اشتدت الأمور فابحث عن كل الوسائل والسبل للإصلاح ولا تتعجل بالطلاق إلا عند انقطاع سبل الوفاق.. عندها (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) ٩- احفظ أسرار بيتك، فلا تطلع من حولك على كل شيء، وإن حدث بينكما طلاق فاكتم سرها... يذكر أن أحد السلف أراد أن يطلق زوجته، فقيل له:لِمَ تريد طلاقها؟ قال:العاقل لا يهتك سِتر زوجته، فلمّا طلقها قيل له:لِمَ طلقتها؟ قال: ما لي وللكلام فيمن صارت أجنبية عني؟! ١٠- أنفق على زوجتك محتسباً الأجر، فقد قالﷺ: (إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة) وإياك والإسراف الممقوت أو البخل المذموم، وعليك بالمشروع وهو ما بينهما. ١١- إياك والانشغال بالأصحاب والأصدقاء وكثرة الخروج والسهر معهم، فغيابك الطويل عن البيت يعرضك لخسران السعادة الزوجية. ١٢- لا تُقصر في حق والديك؛كن الابن البار الوفي المحسن إليهما بالزيارة والملاطفة وقضاء حوائجهما، ولاتكن زيارتك لهما من باب تأدية الواجب فحسب، بل برٌ وإحسان حتى الممات. ومن البرِّ بهما صلة إخوتك وأخواتك ولا تتنازل عن حق رحمك، وإن حدث خلاف بين زوجتك وأهلك فسارع إلى جمع الكلمة وردم الصدع.. ومن المؤسف عند بعض الأزواج أنه قد يوالي ويعادي من أجل امرأته، فيقاطع أخواته لخلاف بينهم وبينها، بل قد تصل القطيعة إلى والدته، وهذا من ضعف الإيمان وسفاهة العقل، والله المستعان! فحب الزوجة وحسن معاشرتها لا يتعارض مع بر الوالدين والإحسان إلى الأقارب. ١٣- أكثر من الدعاء بصلاح الزوجة، واسأل الله الذرية الصالحة، فمن دعاء الصالحين: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)
  • ••ختاماً أسأل الله لك التوفيق في حياتك الجديدة وجعلها الله حياة سعيدة مباركة.
إنّ ربي قريب مجيب..اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook