هذا أفضل قرار يمكن أن تتخذه الدولة منذ تأسيسها المبارك، بل أظنه أفضل قرار تتخذه أي حكومة على وجه الأرض، وأفضل منه على الإطلاق تعيين مسؤولين عاجزين فعليا عن الكلام، سيكون هذا قرار تاريخي بكل ما تعنيه الكلمة، تخيلوا معي أن كل المسؤولين عاجزون عن الكلام أو ممنوعون من التصريحات منعا باتا.
سيكون إنسانا عظيما من يتخذ مثل هذا القرار الإنساني، سيرحمنا نحن أبناء هذا الوطن العظيم ويعيد الحيوية إلى قلوبنا وعقولنا وأجسادنا، سيمنع عنّا بإذن الله كل أسباب القهر والغيظ والغضب والغليان والتعجب والدهشة والسخرية، لن نجد ما نسخر منه، لن نجد ما نجعله نكتة نتداولها، لن نقع في الغيبة، لن يكون هناك أمراض، لن يكون هناك سكر ولا ضغط ولا انهيار عصبي ولا انفصام ولا غيبوبة، وطبعا لن يكون هناك أدوية ولا حبوب ولا شرابات ولا إبر ولا أنسولين ولا مسكنات ولا مهدئات ولا جلسات علاج نفسي، لن يكون هناك أطباء متخصصين ولا معامل تحليل لهذه الأمراض المستعصية، سنوفر مليارات الريالات التي كانت تصرف على المستشفيات والأدوية والأطباء.
لن تجد الصحافة مادة تكتبها، لن تجد تصريحا واحدا، لن تجد مسؤولا يعشق التصوير والترزز وحضور الحفلات ورعاية المشاريع التي تبدأ ثم لا تنتهي أبدا، أو يُكتفى فيها بوضع حجر أساس ثم يبقى وحيدا فريدا في صحراء الفساد إلى قيام الساعة.
لن يكون هناك كذب أو وعود أو خداع أو فلسفة فارغة، لن تكون هناك صور ولا فلاشات ولا ظهور فارغ ولا كلام له أول وليس له آخر.
وإذا أحب مسؤول ما أن يصرح فيكون ذلك وفق شروط واضحة:
- ألا يصرح أكثر من مرة واحدة في السنة.
- إذا صرح بمعلومات غير صحيحة أو قدم وعودا غير صادقة أو مارس نوعا من الاستعراض ولو بنسبة ١ ٪ يقدم استقالته فورا ويعتزل العمل الحكومي ويحول للجهات المختصة لاتخاذ اللازم.
- أن يكون قد نفذ على الأقل عشرة مشاريع سنوية، وحصل على رأي ٣٠ ٪ من المستفيدين حول اكتمال المشروع وجودته ونجاحه وفاعليته.
بهذه الشروط فقط يكون من حقه أن يصرح أو يستمر في إمارته أو وزارته، وإلا فشكرا لخدماته ويعفى بناء على طلب المواطن.
لو تم هذا أيها المواطنون، ولو تفتح عمل الشيطان، ولكن لو تم هذا لقال السعوديون بكل صدق..
إنتي ما مثلك في هالدنيا بلد، ولجاء العالم الأول إلينا يسعى بدلا من أن تنقطع أنفاسنا ونحن نسعى إليه دون نتيجة تذكر.
وأخيرا صدق الشاعر:
إنّا نتوق لألسن بكم
على أيد فصاح
