الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تعليم الديانة الإسلامية في مدارس ألمانيا

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أحمد العبد الله – وكالات:
من المقرر أن يساهم قانون جديد في جعل تعليم الدين الإسلامي باللغة الألمانية مقرراً دراسياً مثل باقي المقررات في مدارس ولاية شمال الراين ويستفاليا، إذ لاتزال هناك مجرد محاولات لتعليم الإسلام في المدارس، ما هو السبب في ذلك؟اضافة اعلان
تشير التقديرات إلى وجود نحو 900 ألف تلميذ مسلم يتلقون تعليمهم في المدارس الألمانية، ولكن فقط نحو 5% منهم يستطيعون حضور دروس تعليم الديانة الإسلامية؛ حسب تقديرات الخبراء. هذا رغم وجود بند في الدستور الألماني ينص على حق المطالبة بتعليم الدين في المدرسة. ولكن ما هو السبب في عدم توفير حصص الديانة المخصصة للتلاميذ المسلمين في جميع أنحاء ألمانيا؟
السبب الرئيسي هو عدم وجود جهة لدى المسلمين يمكن التحاور معها ويكون موقفها وقرارها ملزما للآخرين ومعترف بها من قبل الجالية المسلمة. أما سبب عدم وجود هذه الجهة لدى الجالية المسلمة حتى الآن، فيعود حسب رأي ميشائيل كيفر، الخبير الألماني في الشؤون الإسلامية، إلى الشروط القانونية الصعبة جداً، ويقول كيفر في هذا السياق بأنه "لكي يتم الاعتراف بهذه الجهة لا بد أن تكون قائمة منذ مدة لا بأس بها ومستمرة في نشاطها" كما لا بد لهذه الجهة أن تضم أعضاء فعليين وأن تمثل هذه الجهة أغلبية أبناء الجماعة أو الجالية. وحين يتم الاعتراف بجماعة دينية فإنها تتمتع بنفوذ كبير لدى وضع مناهج تعليم الدين واختيار الكتب المدرسية المتعلقة بذلك.
هذا ولا ينتمي المسلمون في العادة إلى جمعيات إسلامية، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف المسلمين في ألمانيا غير منظمين في جمعيات أو منظمات معينة. رغم أن هناك اتحادات إسلامية في ألمانيا مثل المجلس المركزي للمسلمين ومجلس الإسلام، إلا أن هذه الاتحادات والجمعيات لا تمثل أغلبية المسلمين وأشكالها التنظيمية مختلفة، كما وتمثل اتجاهات وطوائف إسلامية مختلفة.
ولتجاوز هذه المعضلة حاولت الولايات الألمانية إيجاد حل مؤقت لدى وضع مناهج تعليم الإسلام في المدارس، وذلك بالتشاور مع الجمعيات المحلية الموجودة في الولاية ومع أهالي التلاميذ.
ففي ولاية شمال الراين ويستفاليا الآمال معلقة على اعتماد حل المجلس الاستشاري الذي يضم وزيرة التعليم في الولاية ومجلس التنسيق للمسلمين الذي يمثل عدة جمعيات إسلامية. كما ومن المقرر أن يشارك في هذا المجلس الاستشاري إلى جانب ممثلي الجمعيات والاتحادات الإسلامية، أشخاص عاديون مستقلون أيضاً. وإذا تم إقرار قانون المدارس الجديد خلال شهر سبتمبر / أيلول الجاري، يمكن حينها تسمية أعضاء المجلس واختيار المدرسين.
لكن ذلك لن يحل المشكلة حسب رأي الباحث الألماني ميشائيل كيفر، لأن "الحصول على رخصة التعليم تعتبر مشكلة كبيرة، إذ أن الشروط المطلوب توفرها في من يتقدم للحصول عليها غير واضحة: فمن هو المؤمن والمسلم المؤهل لكي يسمح له بالتعليم؟".
كذلك تأمل ولاية ساكسونية السفلى أن تحل مشكلة تعليم الديانة الإسلامية في مدارس الولاية عن طريق المجلس الاستشاري. أما ولاية بادن فوتنبرغ فماتزال تعتمد حل مشاركة الأهل واستشارتهم بشأن حصص التربية الدينية، إلى أن تنظم الجالية المسلمة في الولاية نفسها وتختار ممثلين لها، حسبما صرحت به باربارا ليشتنتيلر، خبيرة الشؤون الإسلامية لدى وزارة التربية في الولاية.
لم يتم بعد اعتماد تعليم الديانة الإسلامية باللغة الألمانية في المدارس كمقرر نظامي مثل باقي المقررات الدراسية، إذ هناك نقض كبير في عدد المعلمين المؤهلين. ويقدر كيفر عدد المعلمين المؤهلين لتدريس الديانة الإسلامية بما لا يتجاوز الـ 200 معلماً في كل ألمانيا.
ولكن إذا بدأت الجامعات الست التي أعلنت استعدادها لتوفير تخصص التربية الإسلامية، بتدريس هذا الفرع فعلاً سيكون هناك ما يكفي من المعلمين المؤهلين لتدريس الديانة الإسلامية في المدارس، حسب كيفر. الذي يرى أن اهتمام الولايات بتدريس الديانة الإسلامية يعود إلى أسباب عدة منها تحقيق المساواة بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى في تعلم طقوس وتعاليم دينهم في المدارس بشكل نظامي، وعدم بقاء الإسلام ديناً غريباً على البلاد، بالإضافة إلى المساهمة في إدماج المسلمين في المجتمع وعدم شعورهم بأنهم غرباء.
كما أن تعليم الإسلام في المدارس يعطي فرصة للحوار مع أمهات التلاميذ المسلمين، كما تقول باربارا ليشتنتيلر التي تضيف بأن "المسلمين يشعرون بالسعادة حين يتم توفير حصص تعليم الديانة الإسلامية باللغة الألمانية لأولادهم".

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook