الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المؤسسات المانحة والإعلام

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

لا أعلم بلدا اسلاميا يملك من الأموال الخيرية ما للسعودية ، عشرات المؤسسات الخيرية المانحة المتخصصة بالإنفاق على العمل الخيري عدا جهود الافراد المستقلين من رجال الاعمال الاخيار . السؤال المهم ما حجم تأثيرهم في المجتمع ؟ لا شك ان لهذه المؤسسات جهد طيب في اعانة بعض المحتاجين ودعم بعض الانشطة الدعوية بالذات للجمعيات الخيرية المحلية كجمعيات البر والتحفيظ والمكاتب التعاونية (طبعا مع الغياب الكامل عن الخارج) وايضا في التطوير الاداري لكن السؤال المهم ما هو حجم وجودهم في جانب الاعلام ؟ علما بان جل ان لم يكن كل القائمين على هذه المؤسسات المانحة من الشباب المتحمس الواعي المتفهم لحجم حضور الاعلام في حياة الناس اليوم ! لو اخذنا نسبة مئوية من حجم الاموال التي تنفق على مجالات البر لوجدنا الاعلام في ذيل القائمة بل هو غائب تماما لدى الكثير من المؤسسات المانحة ! احدى المؤسسات تنفق اكثر من 400 مليون ريال سنويا على الاعمال الخيرية ، قلت لبعض الاحبة لو خصصوا 20% فقط من هذه الميزانية للإعلام لكان لنا شانا اخر وغيرنا الكثير من واقع المجتمع ! .

اضافة اعلان

يأتي "سلفي1" فنهاجمه ويشاركنا في ذلك القائمون على المؤسسات المانحة ! ثم يأتي "سلفي2" ويشاركنا الإنزعاج هؤلاء الأفاضل لكن ليس عندهم أدنى استعداد لدعم مسلسل واحد بينما لا يتوانون عن انفاق الملايين على برامج تدريبية لا تدري شيئا عن نتائجها ! وأيضا على أنظمة ولوائح وخطط لا تعرف ما هو تأثيرها ؟ بعض المؤسسات المانحة تدعم بعض القنوات الاسلامية الضعيفة فتزيدها ضعفا لأنها لا تقدم الا القليل وأيضا لا تشترط الجودة فيكون المنتج ضعيف وإن وجد تأثير يسير فمن بركة الدعوة وحسن النية وليس من صحة الأسلوب وطريقة الإدارة وتميز المنتج . صرح مدير قنوات ام بي سي ان مجموعتهم هي النموذج الاعلامي الوحيد الناجح تجاريًا في العالم العربي ، وعلى فرض صحة هذا الكلام فان جميع القنوات العربية وهي تزيد عن ألف تعتمد نموذجًا من الدعم المباشر او غير المباشر . منذ زمن طويل ونحن نهاجم الظلام ونسب القنوات السيئة ونحذر من المسلسلات الرديئة لكن الجهات التي تملك الأموال من مؤسسات وأفراد ليس لديهم الاستعداد للمشاركة في تغيير الحال !. من الصعب على عامة الناس الانفاق على المشاريع الاعلامية لكن لن يتوانوا عن الانفاق على جمعيات التحفيظ وجمعيات البر فلماذا يستمر الهدر في الانفاق في هذا الجانب فحسب ؟!. مليارات الملايين من الريالات صرفت على الاوقاف وللأسف ليس للإعلام منها نصيب ! المشكلة ان القائمين على هذه الاوقاف يعلمون خطورة الاعلام ويدركون التأثير الخطير للبرامج والمسلسلات لكن ليس لديهم الاستعداد للإنفاق . نشكو اعلامنا ونتحسر على تغلغل المسلسلات التركية والكورية وحتى الهندية بين بناتنا لكن ليس لدينا استعداد لدعم منتج واحد منافس . في الغرب الكثير من الانتاج الدرامي يكون من دعم مؤسسات اهلية وحكومية لإيمانهم بالدور الثقافي والتأثير الاجتماعي للإعلام على المجتمعات ، بل اغلب الانتاج السينمائي المغاربي يكون بدعم من دول أوربية وعلى رأسها فرنسا هل هو حب في المغاربة ؟! لا انها توظف في التأثير الثقافي على شعوب المغرب العربي وقد نجحوا في ذلك . اشتغل في الاعلام منذ ربع قرن وبح الصوت بطلب الدعم وحاولنا مع المؤسسات المانحة لكن للأسف الشديد لا تجد اذنا صاغية ! وحتى من يدعم بعض البرامج الاعلامية (على استحياء) لم يكن لديه أي خبرة في التقييم في الجانب الإعلامي ولم يستعن باهل الفن فلم يؤت هذا الدعم بالفائدة المرجوة . طرحنا العام الماضي فكرة رائدة "حاضنة الدراما الامنة " لكن لم نجد أذنا صاغيا ! تفاعل معنا عامة الناس ممن يشاركونا الهم لكن اصحاب المال والمؤسسات المانحة لم تحرك شيئا . نعم وعدنا رجل اعمال بدعم مسلسل سعودي ذو فكرة ابداعية لكن اضاع وقتنا في النقاشات ولم يف بوعده ! لدينا شباب متوثب متحمس لدينه ولوطنه ولديه طاقات اعلامية فنية ابداعية والعروض امامهم من القنوات السيئة (احدهم يقوم باخراج مسلسل بدعم تلك القناة الصفيقة بعد ان وجد صدا واعراضا من الجهات الاسلامية) ونحن مازلنا نهاجم الظلام . انا اليوم احمل المؤسسات المانحة ورجال الاعمال الاخيار ما يتعرض له المجتمع من قبل الاعلام من تشويه وانحراف في الجانب العقدي والاخلاقي والفكري لأنهم قصروا في هذا الشان وبشدة . نعم نشكركم على بذلكم واعمال الخير التي تقومون بها لكن رجاءا لا تشاركون الصراخ والعويل عندما نأن ونشتكي من الاعلام الافسادي ولا ترفعوا اصواتكم عندما نجد مظاهر التغريب في المجتمع او انتشار الالحاد وتمكن الفساد .

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook