الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قل أأنتم أعلم أم الله؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
   

كم في صروف الدهر من عبر..

ندعي الإيمان الكامل

ندعي بأننا متوكلون على الله حق التوكل

اضافة اعلان

ندعي حسن الظن بالله والثقة بكفايته

ندعي بر الوالدين

ندعي العمل بالقرآن

ندعي الصبر على المصائب

ندعي حب الله وحب رسوله

ندعي حب العلم

ندعي حب الخير للغير وأنا نتخلق بشيم المكارم

ندعي.. وندعي.. وندعي....

ما أيسر الدعاوى.. كلنا يتقنها، ومن رحمة الله بنا أنه لم يُسلمنا لدعوانا حتى لا نصدق كذبنا على أنفسنا، فلابد لكل دعوى نَدّعيها من برهان عيان ودليل قاطع على ثبوتها {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا: آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}.

استفهام استنكاري أظنَّ الناس أن يتركوا من غير افتتان يميز صدقهم من كذبهم لمجرد قولهم باللسان ؟!!

وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان، والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا الله، فابتلاء الأرواح وامتحان النفوس بمنزلة الكير، يميز خبثها من طيبها.

قد تزعم صدق التوكل فيبتليك أو يبتلي أحبابك بعرقلة أرزاقكم لينظر أين يلتفت قلبك ؟!

قد تزعم أنك تثق بحكمة الله فيبتليك بأمر تكره وقوعه لينظر أين ثقتك بحكمة الحكيم؟

قد تزعم أنك وأهل بيتك كلكم صالحون فيبتليك بابن يخالف منهجك لينظر أين تعلقك بالهادي واستمطارك لهدايته لك ولابنك؟ فالصلاح لم ترثوه كابراً عن كابر وإنما هو بمنة الله وفضله عليكم.

قد تزعم بأنك تؤمن بأن الله على كل شيء قدير وأنه لا يعجزه شيء، فيبتليك بداء عضال لينظر كيف تقابل قول الأطباء حين يخبروك الخبر؟

قد تزعم فيبتليك...

قد تزعم فيبتليك...

قد تزعم فيبتليك...

تقدس الرحيم الرحمن أن يعذب المؤمنين بالابتلاء، أو يؤذيهم بالفتنة، { وما الله يريد ظلما للعالمين }، والشكور سبحانه لا يبتلي عبده الشاكر المؤمن ليعذبه، حاشاه! بل ليجبره ويرفعه ويطهره {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما}

لكنه الإعداد الحقيقي للصدق مع النفس لتؤهل للقيادة وتحمل الأمانة، فالنفس البشرية تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث، وتطرقها بعنف فيشتد عودها ويصلب ويصقل، فتنضج وتصبح مؤهلة للإمامة، وقادرة على تحمل الأمانة التي تبرأت منها السموات والأرض على عِظم خلقهما.

وفي كل تلك الأحوال يتقلب العارفُ بالله في روضة العبادة يطرق مع السالكين أبواب القرب من ربه وخالقه في السراء والضراء، في النعماء والبلاء، لكيلا يحزن على ما فاته ولا ما أصابه، ليقينه بأن الأمر كله لله، سيبتلي ما في صدره ويمحص ما في قلبه.

وقد لا تتكرر تلك الأيام ولا يعاد له الاختبار ولا تتهيأ له فرص مماثلة.. فهنيئاً لمن ترقى في مدارج العبودية، واستسلم لربه الحكيم الخبير في اختياره وتدبيره وفوضه جميع أمره، لأنه سبحانه يعلم ما يُصلح كل عبد، ويقوّم اعوجاجه.

وكم تطرب أذني لعجائز نجد المتوكلات بالفطرة إذا وقع لهن أمر - ظاهره خير أو شر- قلن: (خِيرة، الله أبخص) ولسان حالهن { قل أأنتم أعلم أم الله }.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook