الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

القطاع الثالث.. كفاية دلع!

صحيفة تواصل-طارق السلمان
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

بعد إعلان "رؤية 2030" تواصل معي أحد الأصدقاء وقال لي: ما هذا الدلال للقطاع الخيري والاجتماعي، يا حظكم! قلت له: الواقع أن قطاعنا الخيري "ماكول مذموم" كما يقول العامة في أمثالهم!

اضافة اعلان

لكن لماذا هذا الانطباع عندي وعند الكثيرين ممن يعملون في القطاع الخيري؟

دعوني أصدمكم بالحقائق التالية:

  • الحقيقة الأولى: العاملون في القطاع الخيري والجمعيات الخيرية أصبحوا متهمين حتى تثبت إدانتهم! على الأقل على لسان وأقلام العديد من الكتاب أو في عناوين بعض الصحف دون حسيب أو رقيب، بل وأحياناً بلا محامين إلا من رحم الله، ولا تتعجب أن تقرأ عناوين مثل: (ثلاث وزارات تراقب الجمعيات)!، و(التحقيق مع قيادي بجمعية خيرية بتهمة إساءة استخدام تويتر!) لا أدري ما الرابط بين وظيفته وبين تغريداته إلا مجرد الوقيعة.. ، وعنوان آخر: (إلزام 735 جمعية بالإفصاح عن قوائمها المالية) وكأنها كانت مخبأة قبل هذا، وما علم هذا الكويتب أن القوائم معلنة ومعتمدة من المحاسب القانوني الخارجي، ومرسلة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في إجراء روتيني مستمر منذ عشر سنوات تقريباً!!
  • الحقيقة الثانية: العاملون في القطاع الخيري لا وظائف معتمدة، ولا تأمين صحياً، ولا خبرات محتسبة، ولا رواتب منافسة، ولا.. ولا.. ، ثم يقال احتسبوا!! قد بذلوا الكثير وتنازلوا عن الكثير.. فأكرموهم براحة البال.. ولا أقل من الصمت لمن لا يملك النصح بحكمة (أقلـوا عليهـم لا أبــا لأبيـكـم * من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا).
  • "نزاهة" تركت كل مجالات الفساد الظاهرة في كثير من القطاعات وفي المشاريع التي نراها معلقة ومعطلة، بل وحتى الهدر في المشاريع المليارية كما صرح بذلك ولي ولي العهد حفظه الله، كل هذا تركته "نزاهة" لتتجه نحو القطاع الخيري، وتقدم بلاغاً للشؤون الاجتماعية (آنذاك) بوجود عاملين في القطاع الخيري بمكافآت ولديهم وظائف حكومية أخرى ومن يخالف يعتبر مخالفاً للنظام.. فتقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بالتوجيه بإنهاء خدماتهم، هكذا تكون الانتصارات.. الورقية!

قد يكون هذا من جانب له وجاهته ووجهه، فالتفرغ له ثمرة كبيرة، كما أن العمل في وظيفة واحدة سيخلق فرصاً وظيفية لآخرين.. ولكنه من جوانب أخرى تستعجب منه حين مقارنته بالآخرين من كل الفئات، فمثلاً:

_ الطبيب يعمل صباحاً في المستشفى الحكومي، وفي المساء في عيادات خاصة.. لا مشكلة!

_المدرس والقاضي يعمل صباحاً في وظيفته.. وفي بقية يومه هو إمام وخطيب وواعظ وعاقد أنكحة.. لا مشكلة!

_الموظف الحكومي في العلاقات العامة في وظيفته صباحاً، ثم تراه يعمل صحافياً أو مراسلاً صحفياً لبضعة صحف.. لا مشكلة!

_وهكذا.. الأمثلة كثيرة ومتنوعة.

فهل هذا هو دلال العمل الخيري والعاملين فيه؟ كفاية دلع تكفون  !

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook