تواصل - الرياض:
"عشوان الدوسري"، مواطن لم يوقفه تعنت بعض الجهات عن تحقيق أحلامه، بل قاوم وبذل أقصى جهوده في الوصول إلى أول سلم النجاح، ويثبت بعدها أن المملكة قادرة بأبنائها على تنفيذ ما لم يستطع الغرب تحقيقه.
وُلد في محافظة السليّل جنوب الرياض، وبعد نحو 15 عاماً توفيت والدته، فقرر مغادرة محافظته وهو لم يكمل الصف الثاني الثانوي؛ لينضم للقطاع العسكري جندياً، وبعدها انضم مع الفرق التي شاركت في حرب تحرير الكويت، ولم يكن في مخيلته أن الحرب سُتحوّله إلى مخترع من خلال فكرة بزغت في رأسه، وهي مساعدة الطائرات على الهبوط من دون عجلات.
وأوضح الكاتب الصحفي مفيد النويصر، في مدونته على موقع "بلوجر"، أن "عشوان" عقب عودته، عرض فكرته على الجهات المسؤولة ومراكز البحوث العلمية، وكان الجواب واحداً "لو كانت أفكارك نافعة، لسبقك إليها الأمريكان والأوربيون"، لكنه لم ييأس ولجأ إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فأخبره المسؤولون "أنت لا تمتلك شهادة علمية ولا تستطيع استخدام الحاسب، وفكرتك مسجلة في أربع دول متقدمة بطرق علمية".
لكنه مع ذلك، لم ييأس بل عاد إلى مقاعد الدراسة عام (1999)، واشترى جهاز حاسوب ليتعلم كيف يكتب أفكاره، إلى أن أنهى الثانوية وكتب مشروعه بالكامل وعاد لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من جديد وفاجأهم بمشروعه المختلف تماما عن الاختراعات الأربعة وحصل على براءة اختراع لمشروعه الأول في منتصف (2001)، وعليها راسل شركة إيرباص AirBus العالمية لبحث إمكانية تطبيق مشروعه، فجاءه الرد منها أن الاختراع فريد من نوعه وقابل للتطبيق وعرضوا عليه شراءه مقابل 66 مليون دولار "247 مليون ريال".
وبعدها طلب أن يلتقي المسؤولين العسكريين لأخذ الموافقة على هذه الخطوة، ثم انهالت عليه طلبات شراء براءة الاختراع محلياً، بعد تسرب خبر رغبة إيرباص لكنه رفض، وكان ثمن الرفض إصدار قرار بأن اختراعه غير مطابق للقياسات محلياً.
ومع ذلك، لم ييأس ولم يتمكن اليأس منه، بل قاومه والتحق بجامعة الملك عبدالعزيز "كطالب انتساب" في كلية إدارة الأعمال، وباع منزله وسيارته وأصبح يتردد على الصين لتطبيق مشروعه إلى أن حصل على براءة اختراع من الصين، وأثناء وجوده في الصين اتصلت به مؤسسة (موهبة) ليشارك في معرض (نورمبيرج) بألمانيا للمخترعين كمجاملة؛ وهناك أيضاً حصل اختراعه على الميدالية الذهبية عالمياً.
"عشوان الدوسري" الذي لم يتمكن من إكمال تعليمه الأساسي، أنهى تعليمه الجامعي والتحق بدراسة الماجستير في كلية الأمير نايف العسكرية وسيتخرج الشهر المقبل، ليبهر الجميع ويؤكد لهم أن الأمل يجعلك تحقق مالا يستطع الآخرون تحقيقه.
