تواصل - سامي الثبيتي :
استمراراً في رحلتها مع أئمة مساجد المملكة، التقت «تواصل» الشيخ سعيد الخطيب، إمام جامع سالم بن يماني، رحمه الله، بحي الورود بجدة، كاشفاً عن أصحاب الفضل الحقيقي، بعد الله، في ارتباطه بكتاب الله منذ نعومة أظفاره.
- بداية بماذا تقدم نفسك للقراء؟
أخوكم في الله.. سعيد بن عبدالله الخطيب.
إمام جامع سالم بن يماني، رحمه الله، بحي الورود بجدة.
بكالوريوس دراسات إسلامية.
متزوج، ولله الحمد، وأسأل الله الذرية الصالحة.
- أين ستؤم المصلين رمضان هذا العام؟
بإذن الله في جامع سالم بن يماني، رحمه الله، بحي الورود بجدة طيلة شهر رمضان المبارك.
- حدثنا عن رحلتكم مع القرآن وحفظه؟
كانت الانطلاقة بعد توفيق الله بتشجيع الوالدين، وحرصهما الشديد على التنشئة القرآنية وذلك بإدخالي إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ومتابعة الحفظ والمراجعة، وأنا في سنٍّ مبكرة حتى أتممت حفظ القرآن وأنا في الصف الثالث متوسط ولله الحمد، وذلك في عام 1424 هـ فجزاهما الله عني خير الجزاء، وبعد الانتهاء من حفظ القرآن وجهني والدي للمسجد معاوناً له في رفع الأذان بالجامع، ومن ثم الإمامة بالناس.
- هل تتذكر أول مرة قمت فيها بالإمامة.. وهل تذكر تفاصيلها؟
نعم أتذكر اليوم والتاريخ والتفاصيل كانت يوم الأربعاء 23/7/1422هـ في صلاة المغرب بمسجد الزاهد بحي الرويس بجدة، وكانت المشاعر آنذاك مختلطة بين الخوف والرهبة والمسؤولية وكنت حينها صغيراً في السن لم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري وأذكر أني تدربت على تلك الصلاة أكثر من شهرين وقرأت فيها سورتي الضحى والشرح، وبعد تلك الصلاة وجدتُ التشجيع القوي من والدي – مؤذن مسجد الزاهد – ووالدتي وأعيان الحي وأهالي الجامع؛ مما جعلني أسعى قُدماً لحفظ القرآن والاهتمام به، وقد تمّ تعييني إماماً لمسجد الزاهد بعد تلك الصلاة.
- من هم مشايخك الذين تعلمت على أيديهم القرآن الكريم؟
هناك من أشرف على خطة الحفظ والمراجعة، وتابعني فيها وهم كثر ولكن كان لشيخي وأستاذي يوسف جمال معلمي في المرحلة الثانوية بحلقات مسجد صحارى بحي الرويس بالغ الأثر؛ فقد حفظت على يديه أكثر من نصف القرآن، جزاه الله عني خيراً، وهناك من المشايخ من عرضت عليهم أجزاءً عديدة من القرآن، ومنهم الشيخ وليد المصباحي، والشيخ إسماعيل نور ولي، وغيرهم من المشايخ الفضلاء جزاهم الله خير الجزاء وأوفاه.
- من هو القارئ الذي تأثرتم به بشكل كبير والذي ترك فيكم أثراً بالغاً في التلاوة؟
أشعر بأني في عالم آخر إذا وقع سمعي على تلاوة الشيخ محمد صديق المنشاوي، رحمه الله، فقد آتاه الله صوتاً عذباً وأداءً سلساً وتمكناً عجيباً.
- ما الطريق الذي يجب أن يسلكه قارئ القرآن في حياته؟
الطريق الذي يجب أن يسلكه قارئ القرآن وغيره هو طريق الاستقامة على دين الله تعالى، وامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ولا يكون ذلك إلا بتطبيق كتاب الله تعالى وتدبره، فما الفائدة من القراءة وحسن الترتيل دون العمل والتدبر؟!
- نصيحة توجهها لحفظة القرآن الكريم وأئمة المساجد والجوامع؟
ثلاث نصائح أوجهها لنفسي أولاً، ثم لإخوتي ومشايخي أئمة الجوامع وحفظة كتاب الله، أولها إخلاص النية لله، وتجديدها بين الفينة والأخرى، وثانيها تعاهد القرآن ومراجعته وقراءة تفسيره، وأخيراً التواضع وخفض الجناح، وحسن التعامل مع الناس.
- كيف تستفيد من التقنية الحديثة.. وهل لديك موقع أو صفحات اجتماعية؟
التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير جداً على المجتمع في هذا الزمان، وأصبحت هي الشغل الشاغل لكثير من الناس لذلك لا بد من الاستفادة منها في الخير وفيما يرضي الله تعالى؛ ومن هذا المنطلق اقتحمت هذا العالم الجديد بهدف التواصل مع الناس ونشر التلاوات القرآنية في أغلب التطبيقات الاجتماعية فتفاجأت من إقبال الناس الكبير على القرآن وتنافسهم في نشره؛ مما دعاني لإنشاء فريق عمل لتجهيز التلاوات والإشراف على بعض الحسابات.
وهذه الحسابات الخاصة بي
تويتر: saeed_alkhateeb@
انستقرام: sa3eed_88
سناب شات: sa3ed_88
قناة اليوتيوب: saeedalkhateebTV
- ما هو الوقت المناسب لحفظ ومراجعة القرآن؟
أفضل الأوقات وقت السحر، وبعد الفجر، وكلاهما مجرب وفيهما بركة عجيبة.
- هل ترى أن الجوامع مقصرة لأن الكثير منها لا يختم القرآن طوال شهر كامل؟
كل مسجد بحسب أهله وجماعته، وإمام المسجد هو أدرى بالمصلحة، وهو من يحدد مقدار ما يقرأ ولا بد أن يراعي ظروف الناس وانشغالاتهم.
- علم القراءات يتخصص فيه المشايخ الآن ويضاف إليه أيضاً بعض العلوم القرآنية الأخرى.. فهل لكم أي قراءات أخرى غير رواية حفص عن عاصم؟
لا، فقط رواية حفص عن عاصم.
- البعض يلجأ إلى استخدام المقامات في التلاوات.. ما رأيكم؟
أي تلاوة يقرأ به القارئ فهي لا تخرج أبداً من أحد المقامات المعروفة، ولكن الخطأ أو المشكلة ليست في المقامات ولا في تعلمها، إنما في المبالغة والتكلّف في تلحين القرآن سواء كان القارئ عارفاً بالمقامات أو لا، فالأحرى بالقارئ أن يقرأ بما يفتح الله عليه ولا يتكلف.
- وأخيراً هل لك أمنية.. أو خاطرة؟
أمنيتي أن يرزقني الله الإمامة في أحد الحرمين الشريفين.
وخاطرتي هي لكم في صحيفة "تواصل"، ولك أنت خاصة أخي سامي، على جميل استضافتك، وحسن ظنك، لكم مني كل الود والتقدير، وجزاكم الله عني خير الجزاء.
