الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

د. نوال العيد: مشكلتنا في التربية أننا لا نعتبر التربية قيمة وإنما نعتبرها سلوكا

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل – متابعات: تتوالى فعاليات القسم النسائي في ملتقى خير أمة لليوم الثالث تحت شعار تعزيز القيم، من خلال استضافة العديد من الداعيات اللواتي أتين بعلمهن يحتسبن الأجر عند الله. محاضرة اليوم الثالث للفعاليات النسائية كانت للدكتورة نوال العيد تحت عنوان "التربية بالقيم" والتي بدأتها بشكر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واصفة إياها بأنها من الهيئات الفاعلة التي تمسك بسفينة المجتمع وتحميها من الغرق مؤكدة وقالت أنه من الواجب علينا أن ندعو لهم أن يوفقهم الله فيما يقدمونه من خير كثير للمجتمع. وقدمت العيد تعريفاً للتربية في اللغة بأنها تعني الزيادة والنمو، أما التربية في الاصطلاح فتعني عملية النمو بمعنى أن المربي لا بد أن يتعهد المتربي جسمياً وعقلياً وعاطفياً وروحياً واجتماعياً وتقدم له معارف وتكسبه مهارات؛ فالتربية هي عملية نمو لشخصية المتعلم بشكل متكامل وتتصف بالاستمرار فهي لا تنقطع في سن معينة أو مرحلة معينة من مراحل التعليم بل تمتد من المهد إلى اللحد، فلذلك هي عملية هادئة مخططة ذات طرق واضحة وأهداف محددة وهي عملية تفاعلية وليست سلبية. وشددت الدكتورة نوال على أهمية التربية بالقيمة لأن القيمة تتميز بالثبات ولا تتغير وبالتالي فإن السلوك نفسه يتكرر مهما اختلفت المواقف. وأكدت العيد على أن التربية هي بناء فكر وتغيير فكر وسلوك وغرس معتقد، مؤكدة على أهميتها في مواجهة تحديات العصر والتغييرات السريعة الحاصلة في المجتمع من عولمة، وغزو الثقافي ووسائل التقنية السريعة. وحذرت من عدم الحرص في التربية فقط على السلوك، وإنما الانتقال من السلوك إلى القيمة حتى إذا تغيير المجتمع نبقى ثابتين لا نتغير. وأشارت العيد إلى أن بناء الشخصية الإسلامية المتوزانة المتكاملة تكون بالتأكيد على القيم السلوكية والالتزام بها في القول والعمل، مؤكدة على أننا نريد جيل يتمثل بشخصية المسلم، جيل مصطبغ بصبغة الله موضحة أن صبغة الله تعني أن نكون مصطبغين بكل أمورنا في شعائر الله وطرحت الدكتورة نوال العيد تساؤلاً قائلة:"أين أثر القرآن في تعاملنا، أين صبغة الله في حياتنا؟ وأشارت العيد إلى نقطة مهمة للغاية وهي أن مشكلتنا في التربية أننا لا نربي أولادنا على أنها قيمة وإنما نربيهم على أنها سلوك وضربت في ذلك مثال عن الأهل الذين يستنكرون كذب أولادهم عليهم فيما لا يبالون وربما يضحكون إذا كذب أولادهم على الشغالة أو السائق. مجالات التربية: شددت العيد على الحرص على التربية المتكاملة المتوازنة عند تربيتنا لذواتنا وأولادنا ومن مجالات التربية الذي ذكرتها: 1- التربية الإيمانية الروحية وأكدت العيد على أهمية التربية بالإيمان وبالمعتقد ومراجعة النفس باستمرار. 2- التربية الأخلاقية وشددت على أهمية الأخلاق مبينة أن بعضاً من المتدينين يفتقدون إلى الرقة رغم أن وجودها دلالة محبة الله للعبد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن الذي أخرجه الطبراني عن أبي عنبة رضي الله عنه: (إن لله تعالى آنيةً من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها) 3- التربية النفسية وهنا نبهت العيد إلى أهمية فهم المراحل المختلفة التي يمر فيها الإنسان، خاصة مرحلة المراهقة وما يتبعها من تغييرات جسدية ونفسية، جاء في الحديث يعجب ربكم من الشاب ليس له صبوة 4- التربية العقلية التي تدعو إلى التأني والحكمة وقيمة التروي ونصحت العيد بالتروي قائلة لن تندم أنك أخرت أمراً غير الآخرة مؤكدة أن الكلمات التي تخرج من أفواهنا يجب أن تمر بمراحل وهي التفكير ثم التقييم ثم التفوه بها، وبينت العيد أن الحكمة والتروي وحسن التصرف تظهر وقت الأزمة وليس وقت الرخاء. 5- التربية المهارية 6- التربية الاجتماعية 7- التربية الاقتصادية قواعد تربوية مهمة: 1- إيجاد الدوافع للقيم السلوكية 2- الحرص على ترتيب الأولويات في اكتساب القيم. 3- الحرص على تصحيح التصورات التي أنشأت التصرفات والسلوكيات الخاطئة . 4- الحرص على التأكيد على السلوك الخاطئ حتى لا ينتقل السلوك إلى تصور وقيمة 5- التنويع في الطرق التربوية لتعلم القيم (محاضرات، تدبر القرآن،كتب، صحبة صالحة، الخبرة) 6- إظهار المساوئ الاجتماعية للسلوك السلبي والتحذير من تقليده. 7- تعزيز روح النقد الذاتي لدى من نربيهم، وتحدثت هنا العيد عن تجربة قامت بها مع مجموعة من الطالبات اللواتي يشاهدن القنوات التي تعرض مسلسلات وبرامج تهدم القيم، فكلّفت كل واحدة منهن أن تختار برنامجاً لتنقده فكانت النتيجة عند توزيع الاستمارات على الطالبات عما استفدنه من هذه التجربة أنهن انتقلن من دور المتلقي للمعلومة إلى دور الناقد ليس فقط وقت الدراسة وإنما أصبح هذا سلوكهن بشكل عام 8- تنمية روح الانتماء للوطن وبينت العيد أن أبناء السعودية لا يمثلون المملكة فقط، وإنما يمثلون الإسلام، وأن الحب لبلد ليس كلمة أو شعار وإنما فعل يتمثل بالإتقان في العمل وصون الأمانة. 9- المساهمة في معالجة الظواهر السلوكية. 10- اتخاذ أسلوب الإقناع ومجادلة الحجة بالحجة والدليل العلمي 11- مراعاة خصائص الفتيات في جميع مراحل نموهن خاصة المراهقة. 12- الابتكار في تنفيذ الأنشطة. 13- تكريم الأعمال الصادرة عنهم. وركزت العيد على أربع قيم مهمة لتربية الناس عليها: 1- قيمة الإيمان 2- قيمة الصدق 3- قيمة الحياء 4- قيمة الرفق وسلامة الصدر. مشاريع مقترحة لتربية الفتيات شددت العيد على أهمية تربية الفتيات من خلال عمل مشاريع منزلية أو مدرسية وقدمت بعض الاقتراحات التي تساعد على نجاح هذه المقترحات ومنها: - حددي القيم التي تريدين إكسابها لأولادك أو طلابك عندما تبدئين في عمل المشروع - رتبي أولوياتك؛ ما هي القيم التي ترين أهمية البدء بها من خلال تعاملك مع أولادك ومعرفتك لجوانب القصور لديهم. - لا تتعاملي مع الأمر كسلوك، تفاعلي كقيمة. - أرفعي شعار القيم وأجعلي لكل أسبوع قيمة. - أبدئي بالتنفيذ من خلال القراءة عن القيمة التي اخترتها من القرآن الكريم وماذا تحدث عنها، ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حاولي أن تطبقي هذه القيمة من خلال مهارات الأبناء ويمكن أن نعلق لوحة في المنزل أو المدرسة أو الجامعة ويكلف الأبناء بتقديم إنتاج معين يخدم القيمة التي يتم الحديث عنها ويتم وضعه على هذه اللوحة. - عمل المسابقات وتمحور الأسئلة حول هذه القيمة - إقامة ورشة مفتوحة خلال مدة تطبيق المشروع مع توفير خامات بسيطة لإنتاج الوسائل والبطاقات التوعوية ومختلف الأنشطة. - عمل معرض في نهاية الحديث عن كل قيمة لمنتجات الأبناء أو الطلاب. وختمت الدكتورة نوال العيد حديثها بأن هذه المشاريع من وسائل الدعم التي يمكن أن نقدمها لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذين يسعون جاهدين للمحافظة على قيمنا، وبالتالي فعلينا أن نبدأ من أنفسنا ومن ثم أسرتنا فمدارسنا والجامعات ومن ثم ننتقل إلى المجتمع، مؤكدة على أن الانترنت أصبح يعزز كثير من المشاريع الناجحة. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook