الأربعاء، 08 شوال 1445 ، 17 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جهاز كشف الوطنية !!

الحارثي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

لو كان لدينا جهاز كشف الوطنية لتكشفت وجوه كثيرة وخرست ألسنة طويلة وتوارت أسماء مشبوهة خلف فضيحة تعريها من الوطنية وانكشاف دعاواها، وربما تمنت لو دفعت كل ما تملك دون أن تقف مثل هذا الموقف المخزي.

اضافة اعلان

لو كان لدينا جهاز كشف الوطنية لظهرت معادن رجال عظماء يُتهمون اليوم أنهم يخونون وطنهم ويوالون أعداءه، بينما يشهد تاريخهم أنهم أحرص الناس وأحناهم وأوفاهم وأصدقهم لوطنهم، ولتبدت حقائقهم الكريمة وظهرت أفعالهم التي تؤكد وطنيتهم الصادقة.

هناك هذه الأيام أناس يدندنون حول الوطنية ويضعون معايير خاصة ومواصفات محددة للوطنية كما يفهمونها طبعا، وليس كما ينبغي أن تكون، يتدثرون برداء الوطنية ويتخذونه مطية لتحقيق أهدافهم وتنفيس أحقادهم وتصفية حساباتهم، ويتمادون في الإضرار بوطنهم ووحدته وتآلف أبنائه، ليس لديهم عمل إلا تخوين الصادقين والناصحين والمحبين لوطنهم، ليس لديهم أيّ مانع أن يُوغلوا في الخصومة وأن يذهبوا إلى أبعد مدى في الفجور والظلم، ويشنوا حروبهم القذرة على أبناء الوطن ومحبيه لكي يصلوا إلى أهدافهم على حساب الآخرين وإيذائهم بكل الطرق والوسائل غير المشروعة.

للأسف لدينا الكثير من هذه النوعية البشرية الكارثية، فئة لا تفكر ولا تستوعب ولا تفهم ولا تريد أن تفكر ولا أن تستوعب ولا أن تفهم.. ثم تدّعي أنها تفهم أكثر منك ومن كل أحد !!

لدينا اليوم ظاهرة واضحة جدا وهي التسارع العجيب والهستيريا الواضحة نحو التصنيف والرمي بتهمة التآمر والخيانة وكراهية الوطن، شيء غريب فعلا، كيف يمكن لمواطن أن يتهم مواطنا مثله؟ من سمح له؟ لماذا حتى الآن لم يؤخذ على أيدي هؤلاء؟ لماذا يُتركون هكذا وكأنهم يفعلون شيئا مستحبا أو مرضيا عنه؟ إنهم يمزقون الوطن بتصنيفهم وتقسيماتهم وتخويناتهم المشبوهة، لست أدري من أين جاءت هذه العقليات المعوجة وهذه النفسيات المريضة؟ بأي حق يحكمون على مواطن أنه متآمر أو خائن؟ أو أنه ينتمي لهذه الجماعة أو تلك الفئة أو ذاك الحزب؟ ألا يوجد لديهم رادع أخلاقي؟ أليس لديهم ضمير؟ ألا يخشون الله؟ ألا يوجد قانون ونظام يلجم أفواههم ويكف ألسنتهم؟

لا بد أن نعيد تغيير المفاهيم وتربية النفوس وإحياء الضمائر وإشاعة جو الثقة والتناغم والتفاهم والتحاور بين الأفكار والرؤى والاجتهادات السياسية والفكرية والاجتماعية والدعوية، لا بد أن نعطي الفرصة لأبناء الوطن لكي يعبروا عن حبهم لوطنهم عن طريق نصحه والصدق معه ومعاتبته، دون أن يعني ذلك خيانة ولا تآمرا، لابد أن نسمح لعلمائنا ودعاتنا وكتابنا واقتصاديينا وإعلاميينا وأساتذة جامعاتنا أن يقدموا رؤاهم وأفكارهم بعيدا عن التضييق والتخوين والتهمة والريبة، إنهم يمارسون وطنيتهم الحقة بأسلوب صحيح وطريقة عملية وحضارية، لا بد أن تتدخل الدولة حفاظا على هذا الفئات الرائعة وحفاظا على الوطن ووحدته لإيقاف ظاهرة التخويف والتخوين المؤسفة التي لا تليق بمجتمع بشري فضلا عن مجتمع مسلم عظيم يتولى سدانة البيت وسقايته ورعايته، مجتمع يحمل له العالم تقديرا خاصا ويعترف له بالمكانة اللائقة.

أيها السعوديون.. فضلا.. أوقفوا التصنيف والتخوين والتخويف والظلم، أوقفوه قبل أن يتسع الخرق وينكسر الباب ونندم ولات حين مندم..

 
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook