الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

استحق مرض الضغط أن يعطى "وسام القاتل الصامت" بجدارة!!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
في دراسة محلية وجدنا أن حوالي 62% من مرضى الضغط السعوديين يكتشف مرض الضغط بالمصادفة!! وهذا يتوافق مع الدراسات المنشورة من دول أخرى في العالم، والمقصود أن المرض يكتشف بدون أعراض وإنما مصادفة عند قياس الضغط في العيادة، ولذلك استحق مرض الضغط أن يعطى "وسام القاتل الصامت" في العالم لأنه في البداية ليس له أعراض منذرة، أما الصداع والخفقان وضيق التنفس وتورم الأرجل فهي أعراض متأخرة جدا.. تبدأ عندما تتأثر الأعضاء الأخرى مثل القلب والكلى بارتفاع الضغط وبالتالي فإن ارتفاع الضغط المزمن مرض يجب ألا يهمل لأن علاجه سهل وعدم علاجه له عواقب وخيمة على القلب والأعضاء المهمة الأخرى في جسم الإنسان مثل الكلى والدماغ، ومن المهم معرفة أن الضغط ليس هو الوحيد القاتل الصامت وإنما من الأمثلة المشهورة الأخرى ارتفاع الكلسترول فهو على عكس ما يعتقده كثير من الناس لا يسبب الصداع والخمول وتنميل في الأطراف في بادئ الأمر ولا في نهايته بطريقة مباشرة. اضافة اعلان

وسأعرض لكم في طي هذه المقال عدة أمثلة من الأخطاء الشائعة في علاج الضغط والتي نراها بشكل يومي في عيادة القلب:

الأول:

بعض المرضى يقع بين خيارين أحلاهما مر، فهو لا يريد أن يبدأ دواء الضغط والانضباط عليه باقي عمره وفي نفس الوقت لا يريد إهمال الضغط ومعاناة عواقبه الوخيمة!! فيقرر حلا وسطا وهو أن يأخذ حبوب الضغط عند ارتفاعه فقط ويتركها عند رجوعه إلى مستواه الطبيعي، والحقيقة التي لا يريد أن يعرفها المريض أنه بهذا الأسلوب يخادع نفسه لأن الضغط بطبيعته متذبذب فقياس المريض للضغط في تلك اللحظة لا يعني أنه سيظل باقي اليوم أو باقي الشهر أو السنة، كذلك ولابد من بقاء الدواء في الدم فوق تركيز معين دوما ليتم الاستفادة منه في التحكم الدائم بالضغط، وإتباع الأسلوب المتقطع في أخذ الدواء يضر المريض حتى وإن كان حذرا في مراقبة الضغط فقديما قالت العرب (من مأمنه يؤتى الحذر).

الثاني:

إهمال صفير الرئتين، فقد تكون تلكم من علامات عدم التحكم بالضغط بالذات في من ليس معروفا أنه يعاني من الربو!! فارتفاع الضغط عندما يؤثر على القلب قد يأتي بأعراض ضيقة في التنفس وكحة وصفير في الصدر تماما كما في التهاب القصبات الهوائية وأزمة الربو، ولذلك فليس كل صفير في الصدر يعني أن المريض لديه (ربو شعبي)، وإنما قد يكون لديه ما يسمى (ربو القلب)Cardiac asthma الذي مصدره مرض القلب وليس مرض الرئة.

الثالث:

يتهاون كثير من المرضى في متابعة الضغط وعندما تسأله عن قراءات الضغط؟؟ يقول إذا مريت على أي عيادة وقسته يطلع زين!؟، والذي يجب أن يعرفه المصاب بالضغط أن الدواء وسيلة وليس غاية في حد ذاته ولذلك يجب الاهتمام بقياس الضغط ومتابعته بصفة دورية في المنزل يوميا في بداية كورس العلاج ثم بعد ذلك حسب تحكم الشخص بالضغط وحسب توجيه طبيبه ويجب عدم التراخي في معالجته ومتابعته مع الطبيب المعالج... فمعظم النار من مستصغر الشرر.

الرابع:

بعض المرضى إذا أصيب بفشل القلب أو قصور الكلى، أوقف الأدوية لأنه في فهمه الخاطئ أنه ليس هناك فائدة من العلاج، والحقيقة أنه لا يعني فشل القلب من عدم التحكم في الضغط نهاية المطاف فهناك أدوية فعالة وجديدة في التحكم بذلك الفشل ومساعدة عضلة القلب في أدائها، وتمكن المريض من العيش حياة طبيعية باقي عمره ولكن الوقاية في هذا المجال لا تقدر بثمن مطلقا فالصحة أعظم ما من الله به على عبد من عباده فقد قال صلى الله عليه وسلم (من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، فمعافاة الأبدان والمحافظة على صحتها من أعظم ما يجب المحافظة عليه والدفاع عنه بالغالي والنفيس.. حفظ الله عليكم لباس الصحة.

الدكتور خالد النمر
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook