الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«حفلات التخرج».. هل يلغي الالتزام بضوابط “التعليم” ما يصحبها من سلبيات؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- الرياض:

صارت حفلات التخرج في مدارس البنين والبنات والروضات، عادة وتقليداً سنوياً في الأعوام الأخيرة، وبدا واضحاً ما يصاحبها أحياناً من بعض الأمور المنهي عنها شرعياً: كالاختلاط، وتصوير الطالبات وأمهاتهن بالفيديو مما لا يؤمن معه اطلاع الرجال عليه، واستئجار الفرق الموسيقية، والمغنين والمغنيات، ومشابهة الكفار في لباس التخرج الكنسي، وحضور الطالبات بملابس متهتكة.

اضافة اعلان

بدورها، تستعرض «تواصل» وجهات نظر تربوية عدة حول حفلات التخرج وما يصاحبها ويستتبعها من سلبيات.

  • سلبيات جمة

مبدئياً، يقول الإعلامي ومعلم ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الدرعية يوسف الهاجري إن من أبرز السلبيات في إقامة حفلات التخرج، المبالغة في الفرح لهذا المنجز مما يشعر الطالب بأنه أنجز شيئاً مستحيلاً وصعباً وقاهراً والحقيقة عكس ذلك.

ويتابع أن من سلبيات تلك الحفلات أيضاً "المقارنات بين المدارس أو الطلاب أو العوائل فيما بينهم حول ما يقدمونه في حفلات التخرج مما تجر إلى الإسراف أو الوقوع في المحرمات من أجل المنافسة والتفرد".

وأكد أنها تساهم في "تعزيز الطبقية الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال القدرة على دفع رسوم المشاركة في حفلات التخرج بالمدارس سواء للطلاب أو الطالبات مما يجعل الأسر الفقيرة أو متوسطة الدخل في حرج شديد مع أولادهم".

ونوه إلى أن تلك الحفلات تؤدي إلى "التساهل بالاختلاط والموسيقى والرقص وربما التصوير للنساء والفتيات".

  • بين الفوائد والسلبيات

وإجابة على سؤال "هل توجد فوائد من وراء إقامة حفلات التخرج؟" أجاب التربوي سلطان الحسنية: "نعم توجد إذا كان الهدف من إقامة الحفل إخراج الطلاب للمسرح وكسر حاجز الرهبة لديهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم من خلال فقرات الحفل المنوعة كالإلقاء وغيره كمقدمات الحفل والنشيد وغيرها"

لكنه استدرك بقوله: إن من سلبيات هذا العمل: "المبالغ الكبيرة التي تصرف في عمل الدروع ويمكن الاستغناء عنها بشهادات الشكر والتقدير غير المكلفة، وتكرار إشراك المتميزين كل عام في الحفل وإهمال بقية الطلاب وعدم إشراكهم، والتكاليف الكبيرة التي تكلف المدرسة ماديا في تحضير الفطائر والعصيرات وكل ما يتعلق بالإخراج والتجهيزات".

  • اقتراحات للتطوير

واقترح الحسنية أن تكون آلية هذا النوع من الاحتفالات عبر الاحتفاء بالطلاب في حفل مبسط وغير متكلف، وإبراز أسمائهم في لوحات الشرف، ووضع لوحة كبيرة وثابتة في المدرسة وتوضع فيها أسماء الطلاب المتفوقين لذلك العام بحيث تكون اللوحة كالشجرة وفيها أسماء المتفوقين كل عام بحيث بإمكان الطالب يعود بعد 10 سنوات ويجد اسمه مكتوباً في لوحة الشرف يوم أن كان طالباً فيبقى اسمه طوال السنين.

وعن تكليف الطلاب والطالبات وأهاليهم بمبالغ نقدية، وطلبات عينية أخرى كزيّ خاص للطلاب والطالبات قال إن اللباس الموحد للجميع يضفي جمالا لاحتفالهم ولكن أن يكون مناسباً وغير مكلف مادياً ولا يكون المجال مفتوحاً للجميع بحيث يعطى كل واحد الفرصة ليرتدي ما يشاء.

وحول ما يصاحب حفلات التخرج أحياناً من بعض الأمور المنهي عنها شرعياً: كالاختلاط، وتصوير الطالبات وأمهاتهن بالفيديو مما لا يؤمن معه اطلاع الرجال عليه، واستئجار الفرق الموسيقية، والمغنين والمغنيات، ومشابهة الكفار في لباس التخرج الكنسي، وحضور الطالبات بملابس متهتكة، تساءل الحسنية: "كيف تدعي المدرسة تربيتهم وتوجيههم وهي أول من يأتي بالمنكرات ويخالف السنة؟" مجيباً: "لا بد للمدرسة أن تتحلى بكل فعل جميل وأن تكون المصدر الموثوق لتوجيه الشباب والفتيات".

  • رد من التعليم

من جانبه، قال المتحدث الإعلامي باسم تعليم مكة المكرمة، طلال الردادي، رداً على سؤال للصحيفة بأن: "التعليمات تمنع جمع أي رسوم من الطلاب والطالبات لحفلات التخرج في جميع المدارس الحكومية والأهلية وتشترط وتتم هذه الحفلات تحت إشراف ومتابعة الإدارة والتي حذرت جميع مدارسها الحكومية والأهلية والأجنبية من مخالفة ضوابط تنظيم الحفلات المدرسية الختامية التي أصدرها مؤخراً وأبلغت الإدارة جميع مدارسها الحكومية والأهلية والأجنبية ومكاتب التعليم التابعة لها فيما يختص بهذا الشأن".

وشددت الإدارة على عدم تعارض الحفل مع تعاليم الشريعة، وشمول الحفل فقرات تعزيز الولاء للمليك والانتماء للوطن، وعدم تكليف الطالبات بمبالغ نقدية أو طلبات عينية، ومنح مديرة المدرسة صلاحية اختيار الفترة المناسبة (صباحاً أو مساءً، وأن يكون موعد انعقاد الحفل خلال الأسابيع الأخيرة من الفصل الثاني، وكذلك منحها صلاحية تحديد مقر الحفل بعد أخذ موافقة مدير التعليم إذا كان خارج المدرسة، واقتصار المشاركة في فقرات الحفل على منسوبي التعليم.

كما نوهت بأن يتم تصوير مخَرجات برنامج الحفل من قبل المنسقة الإعلامية، مع التأكيد على عدم وجود الطالبات والكادرين التعليمي والإداري، وإدراج الحفل الختامي ضمن خطة المدرسة السنوي، وألا يؤثّر الإعداد والتدريب للحفل على سير اليوم الدراسي، مع مراعاة الشروط الأمنية والسلامة، وإتاحة الفرصة للجهات الداعمة والراعية بالمساهمة.

وأكَّدت التعليمات أن هذه الضوابط تلغي جميع ما يتعارض معها من تعاميم سابقة في هذا الشأن، كما تأتي التعليمات الجديدة انطلاقاً من حرص وزارة التعليم على تحقيق الأهداف المنشودة من إقامة الحفلات المدرسية الختامية وتقديراً لجهود بناتنا الطالبات وتعزيزهن وإبراز مواهبهن واستثمارها لكل ما فيه مصلحتهن التعليمية.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook