الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

شبت النار في حلب واحنا سوينا العجب..

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

اشتهر الإنشاد الديني عند الشيعة العرب وعرف باسم اللطميات، ويطلق عليها روادها اصطلاحاً بالقصائد العزائية أو الأدب العزائي، هذا النوع من الإنشاد الذي تروجه الفضائيات الشيعية قائم على الحماس الطائفي والتعبئة المذهبية ومليء بالخرافات والتجني والتحريض، وتستعين الفضائيات بثقافة (الحسينيات) لتعبئة أفرادها وتستقدم ملالي معممين وأصحاب صوت شجي ليقرأون المرويات الشيعية البكائية للتعبئة والتحريض.

اضافة اعلان

مؤخراً انتشر مقطع لقصيدة "شبت النار في حلب واحنا سوينا العجب" وهي قصيدة لـ "ثامر السراج الكاظمي" عنوانها "زينبيون زهرائيون" صدرت في النصف الثاني من عام 2013 أنشدها "حيدر العطار" من مواليد الكاظمية.

ما لفت انتباهي في هذه اللطمية الشعرية توقيت انتشارها على شبكات التواصل الاجتماعي الذي ترافق مع اشتداد الحملات المسعورة لقصف حلب وظهور هاشتاق #حلب_تحترق في رسالة واضحة أن الصراع الديني المذهبي هو من يقود الإعلام والمنطقة.

يتميز الصوت الشيعي في الشعر المغنى بتعدد الطبقات، فتجد الطبقة القوية والملحنة والحزينة مما يضفي هالة من التأثير، وخصوصاً عند ذكر آل البيت، والهدف التأثير على الحب الموجود لدى المسلمين تجاه أهل البيت، والانحراف به نحو ضلالات وخرافات.

والخطاب العاطفي في الحسينيات له تأثير قوي على نفسية المتلقين، فيحرك العواطف نحو الأمجاد التي يجب أن تسترد، وخصوصاً أنه يلامس العاطفة التي تقود تلك الحشود، وفي علم الاجتماع والفلسفة وعلم النفس السلوك يُعرف سلوك الحشد على أنه مزاج مشترك مُوجّه نحو ما يثير، ومن سمات الشخص المنخرط في جماعة: تلاشي الشخصية الواعية لصالح بروز شخصية لا واعية، والقابلية للاستهواء والتحريض، وانتقال عدوى العواطف والأفكار، والميل لتحويل الأفكار المحرض عليها إلى فعل وممارسة مباشرة، وبالنتيجة لا يعود الفرد هو نفسه، وإنما يصبح إنساناً قابلاً للتشكل وفق آلية التحريض التي يستمع لها.

الأسلوب العاطفي في الحشود الحسينية، والمتمثل في الصورة الحزينة المسيطرة على الشيعة، واستخدام المؤثرات لإضفاء طابع القوة، والتغني بالبطولات التاريخية ضمن نقلات عاطفية متتالية توظف الخطاب العاطفي وتتجاهل تماماً الخطاب العقلي، هي تؤثر بكل تأكيد في السلوك البشري، ولها نتائجها الواضحة على السلوك، وهو ما يتضح من خلال تلك الصور البشعة المتداولة لحالات سادية في القتل والمتمثلة في تقطيع وإحراق جثث المخالفين مذهبياً للتدفئة عليها!!

إن المستهدف من انتشار هذه اللطميات في الحسينيات ليس الجمهور الشيعي فقط؛ بل إضافة حشود لا واعية جديدة للطائفة الشيعية، وخصوصاً عند انتشارها في الخارطة الإعلامية كالفطريات، فهي كافية لبث سموم للاحتراب الطائفي بعد أن تحولت إلى أدوات سياسية ثورية مؤثرة، وتزداد أهميتها في ميدان الحرب النفسية المشتعلة في المنطقة، وعلى ما يبدو ليست هناك إمكانات لردع هذه الفوضى في الإعلام؛ لأن أغلبها ضمن مصالح استراتيجية.

الصورة التي تسعى الحسينيات إلى إظهارها في ميدان الإعلام تضخيم للكتلة الشيعية، وتجميل لصورة التشيع إلى أبعد مدى ممكن، فهم يظهرون على شكل صفوف يقودهم معممون ملتحون؛ مما يعطي انطباعاً بحالة إيمانية جارفة لتجميل الوجه القبيح للتشيع القائم على القتل والتحريض، يقود ذلك كثافة وانتشاراً لا يستهان به في عالم الفضائيات وأدوات التواصل الاجتماعي.

لذا فإن الحسينيات والقنوات الشيعية وما لف لفيفها تجسد أزمة لا يمكن السكوت عنها فهي المحرك لسياقات الاحتقان الطائفي التي أصبح عنوانها اللطم بينما ميزانياتنا الضخمة ورؤوس أموالنا تدفن رؤوسها في الرمال.

وأخيراً ليس لي إلا ذكر دعاء الحسين -رضي الله عنه- على شيعته يوم كربلاء: "اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا" اللهم أمين.

باسل النيرب

[email protected]

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook