الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

استهداف حلب.. مخطط لترسيخ الطائفية المقيتة

CCgRsdKUMAA0WvO
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - الإعلام النوعي:

يشتعل الصراع للسيطرة على مدينة حلب بين الثوار السوريين ونظام الأسد وحلفائه الإيرانيين وميليشياتهم المتعددة، فقد استمر طيران نظام الأسد، الحربي والمروحي، هذا الأسبوع، في قصفه لمناطق متفرقة في مدينة حلب وريفها، موقعاً مزيداً من الضحايا، وواصل شن غاراته بمدينة حلب وريفها لليوم الخامس عشر على التوالي.

اضافة اعلان

وأسفرت غارات الأسد وحلفائه عن وقوع ما يزيد على 300 قتيل مدني بخلاف الإصابات جراء القصف الجوي والمدفعي الذي طال عدة أحياءٍ بالمدينة، وبلدات واقعة بريفها، إضافة إلى تهديم المنازل ومشفى ومراكز طبية، وأتت على الورش الصناعية والأسواق والمساكن، في أحياء السكري، والمشهد، والكلاسة، والمغاير، والقاطرجي، والفردوس، بالقسم الشرقي من المدينة.

وعلى الرغم من القصف المتواصل من قبل النظام السوري والطيران الروسي على حلب إلا أن الثوار استطاعوا أن يسيطروا على مناطق بريف حلب الجنوبي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.

وقدرت الخسائر الاقتصادية التي لحقت بحلب، بأكثر من 55 مليار دولار، موزعة على سرقة وتدمير منشآت مدينة الشيخ نجار الصناعية بأكثر من 25 ملياراً، والباقي على البنى والمنشآت الأخرى الموزعة على أطراف المدينة والمقدرة قبل الاستهداف والثورة بنحو 40 ألف منشأة في حلب.

وهنا يثور التساؤل: لماذا استهداف حلب؟

العرابي: هدف لأطماع إجرامية وسط تواطؤ دولي

يقول الكاتب السعودي عبدالرحمن سعد العرابي: "حلب كما هو معروف عنها فهي اجتماعياً سنية بالكامل.. وتتقاطع بالكلية مع النظام العلوي الفاسد وأعوانه حزب الله ونظام ملالي طهران، فالطائفية المقيتة التي يسعون إلى ترسيخها تدفعهم إلى السعي لمحو حلب وكينونتها السنية".

ويضيف: "حلب عُرفت بتاريخها العريق في كونها أحد أكبر مدن الشام التي قد تتجاوز دمشق ذاتها؛ وهذا جعلها منافساً لها وتتمتع بنخبة أرستقراطية وتجارية رفيعة جعلت لها قصب السبق في التكوين الشامي، وبقاؤها بمثل هذه الحمولة عبء ثقيل جداً على نظام إجرامي لا يرى غيره، خاصة أنه وُجد من قاع المجتمع الشامي ومن أقلية منبوذة".

ويتابع: "وحلب بموقعها الاستراتيجي المتميز تتفوق على بقية مدن الشام في كونها بوابة الشمال لتركيا وأوروبا والقوقاز، وفي ظل التقارب التركي مع المكون السني والشعبي للسوريين يجعلها مكمن خطر كبير، ليس على نظام بشار فقط، بل وعلى حزب الله وإيران وروسيا.. وهذا ما دفع نائب وزير خارجية روسيا إلى وصف ما يحدث في حلب رغم مأساويته ودمويته بأنه: «حرب على الإرهابيين»".

وبين أن: "المقومات التاريخية والحضارية والاستراتيجية لحلب جعلتها هدفاً لأطماع إجرامية كبرى، كما دفعت إلى تواطؤ دولي معيب؛ بغية تحقيق مكاسب عدة في مقدمتها ضمان تقسيم سوريا، وقتل الثورة السورية وحماية مصالح روسيا وأمريكا وإيران في منطقة حيوية جداً.. بغض النظر عن القيم والمبادئ والأخلاق".

الحبيل: مخطط ضخم بحجم حرب مسقطة للثورة

ويقول مهنا الحبيل، مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي بإسطنبول: "يجب التذكير أولاً بأن حلب هي قلب الثورة السورية، وأن تصفية الثورة يمر عبرها قبل غيرها، ولذلك هي تحت هذا الحصار الشرس سياسياً وعسكرياً، كما أن اختراق داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)؛ ومن يؤيدها من مجموعات من النصرة لبنائها الميداني، حقق تفتتاً لقوة ميدانها وتماسكها الاجتماعي العام كجسم للثورة السورية، وإن كانت الخلافات التي بين فصائلها قد فتحت الطريق لجحيم داعش الذي صُب على المدنيين وعلى الثوّار، ثم عاد المحور الدولي والإقليمي لاستثمار مساحة الفوضى التي حققتها داعش".

ويضيف: "ومنذ استنزاف وتفرق البناء الميداني للثوّار بدأ النظام ومرجعيته الكبرى في إيران التقدم لحرب حلب الكبرى، فهذه الحرب - وفق تصور هؤلاء - هي مخطط ضخم تتجاوز نتائجه آثار معركة إلى حجم حرب مسقطة للثورة السورية كلياً، غير أن هذا التصور لم يكن منفرداً لدى الإيرانيين، بل قناعة مشتركة في الوقت نفسه لواشنطن تبلورت في حرب داعش. ولكن ما مهمة التوافق الأمريكي الإيراني بعد حرب داعش الدولية؟ وما بوصلته؟ هنا العنوان الرئيسي في القضية، قرار حصار حلب الجديد وإسقاطها، جاء في تصريحات متعددة من الجانبين ضمن قرار التنسيق لفرض واقع جديد على المشرق العربي يبدأ بمسمى حرب داعش، ويعبر بواسطتها لتصفية الثورة السورية، وتقوية النظام الطائفي في العراق وإعادة صناعته من جديد من ذات الاحتلال المزدوج".

كوش: استهداف اقتصادي وديموغرافي

ورأى المحلل السوري عمر كوش: أن استثناء مدينة حلب من اتفاق وقف النار المؤقت، الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو الجمعة الماضية، يؤكد استهداف حلب ليتم الإجهاز على ما تبقى فيها من منشآت وبنى تحتية وبشر.

وأشار المحلل الحلبي إلى أن المدينة تتعرض للاستهداف، اقتصادياً وديموغرافياً، منذ عام 2012 للحد الذي حول اقتصادها إلى “حربي يعتمد على التهريب وبعض الورشات الصغيرة التي نجت من القصف والطيران".

وحذر من أن الأخطر فيما تعانيه حلب من استهداف الآن، إنما يأتي من استهدافها ديموغرافياً بعد تهجير معظم سكانها، لمشاريع تصب في مصالح الإيرانيين ومخططات الأسد، فضلاً عن فصلها عن تركيا التي تعتمد عليها، حتى بمعظم غذاء من تبقى فيها.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook