الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الكاتبة البشر تخطئ الشيخ الفوزان وتتهمه باستهداف الصحفيين ومخالفة منهج بن عثيمين

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أحمد العبد الله – خاص:
انتقدت الكاتبة الصحفية بدرية البشر في مقالة نشرت لها بصحيفة (الحياة) فتوى الشيخ صالح فوزان الفوزان التي أكد فيها أن «تزويج الصغيرة التي دون البلوغ من كفء سائغ إجماعاً». حيث قالت البشر:(الشيخ الفوزان لا يعتبر أن هذا الرأي هو رؤية فقهية يجوز الاختلاف فيها، بل اعتبر أن كل من يدعي بعدم جوازه من المخالفين للشرع).اضافة اعلان
وأشارت الكاتبة أنها لن ترد شخصيا ولن تخوض في مسائل الفقه، ولكنها سترد على الشيخ الفوزان بكلام للشيخ بن عثيمين حيث قالت:(أنا شخصياً لا أخوض في هذه المسألة من باب فقهي، ولن استحضر آراء الأئمة القائلين بخلاف ذلك، لكنني أريد أن أسأله إن كان الشيخ صالح بن عثيمين - رحمه الله - الذي يخالفه الرأي تنطبق عليه تهمة أنه من المخالفين للشريعة؟ ففي آخر الشريط السادس من شرح صحيح البخاري يورد ابن عثيمين منع تزويج الصغيرة، وأن ذلك متعين، ولكل وقت حكمه)، إذ يقول رحمه الله: «الذي يظهر لي أنه من الناحية الانضباطية في الوقت الحاضر، أن يمنع الأب من تزويج ابنته مطلقاً، حتى تبلغ وتستأذن، وكم من امرأة زوجها أبوها بغير رضاها، فلما عرفت وأتعبها زوجها قالت لأهلها: إما أن تفكوني من هذا الرجل، وإلا أحرقت نفسي، وهذا كثير ما يقع، لأنهم لا يراعون مصلحة البنت، وإنما يراعون مصلحة أنفسهم فقط، فمنع هذا عندي في الوقت الحاضر متعين، ولكل وقت حكمه».
واتهمت البشر الشيخ الفوزان بأنه لم ينظر إلى الأخذ بالأقوال المخالفة من أصحاب العلم الشرعي، ولم يأبه بقرار مجلس الشورى، الذي وافق على تنظيم يقتضي بمنع زواج السعودية أو السعودي من ابنة خاله العربية المسلمة على رغم أن هذا جائز شرعاً.
وقالت البشر أن ما عنى به الفوزان تحديداً هو ما تنشره الصحافة والصحافيين من فتح ملف زواج الصغيرات، ومعالجة ظاهرة المتاجرة بالفتيات من آباء غير مسؤولين، لأن الشيخ الفوزان يعتبر أن هذه الصحافة تخوض في ما ليس لها به علم، (على حد قولها).
وهاجمت البشر الشيخ الفوزان معتبرة أن الحديث دائماً من الشيخ يأتي عن الصحافة والصحافيون وكأنهم كتيبة غازية هبطت على أرض المملكة وفق مخطط تخريبي يستهدف النساء وإخراجهن من الدين. وقالت الكاتبة ينسى كثيرون أن الصحافيين والصحافيات هم أمهات وآباء وأزواج وزوجات وإخوة وأخوات، وهم قبل كل هذا مواطنين ومواطنات.
وقالت الكاتبة أنها توظف ما تعرفه لصالح مجتمعها خصوصا وأنها متخصصة في علم الاجتماع، مؤكدة أن من اهتماماتها الحديث في موضوع مثل هذا الموضوع – تقصد تزويج القاصرات – حيث قالت :( أنا شخصياً يهمني الحديث في موضوع مثل هذا الموضوع لأنني أفكر في مستقبل ابنتي وبناتها، هذا عدا دوري كمتخصصة في علم الاجتماع، أوظف ما أعرفه لصالح مجتمعي).
ومن باب تقديم الأدلة على كلامها أوردت الكاتبة بعض التقارير والمعلومات التي تنشرها منظمات صحية واجتماعية عالمية أشارت إلى أن زواج الصغيرات يعرضهن لمخاطر تنتج عن الحمل والولادة ومباشرة العلاقة الجنسية في وقت لم يكتمل فيه نموهن، وقد تصل هذه المخاطر للموت أو أمراض مزمنة، عدا الأعراض النفسية المدمرة التي تعيشها طفلة لم تتجاوز الطفولة في سياق مثل سياقنا اليوم، فمن في سنها يلعب ويتعلم، بينما هي تحمل مسؤوليات الكبار، كما أكدت التقارير أن الأم الطفلة التي اختطفت من طفولتها لا تعيش أمومتها بشكل سوي، بل تحمل شعوراً متنامياً بالظلم. وقد أثبتت الإحصاءات أن معظم الأطفال الذين يتعرضون للعنف غالبية أمهاتهم هن أمهات تم تزويجهن في الصغر. هذه الإحصاءات لا تتحامل على مجتمع ولا على دين، فهي دراسات تعني بمجتمعات مثل الهند وأفريقيا وآسيا التي تنتشر بها مثل هذه الأعراف.
وختمت الكاتبة مقالتها بالتعقيب على هذه التقارير مؤكدة أن هدفها هو مصلحة الوطن حيث قالت:( من هذه المنطلقات يتحدث كثير منا، من منطلق المصلحة الإنسانية للطفلة «الإنسان»، ومن منطلق المصلحة الاجتماعية للمجتمع، ومن منطلق مصلحة الدولة كي تحظى بمواطن مستقر الشخصية، خال من التشوهات، بل حتى من المصلحة الاقتصادية، فالأمراض التي يتسبب بها زواج الصغيرات تكلف الدولة الكثير لعلاجها.حين يصبح القول بعدم منع زواج الصغيرات ليس مجرد رأي، بل تهديد وتوجه للمخالفين بأنهم مخالفين للشرع، فإن هذا يجعل الأمر ليس مجرد ممارسات آباء فردية، ولا تفكير جمعي ينظر للنساء باعتبارهن سلعاً لا تصلح إلا للاستهلاك الجنسي، بل خطاب يفرض نفسه بالقوة، ويرفض التصالح مع مصالح مجتمعه، ويرفض تنظيمات مؤسساته، وإن كانت المسألة تتعلق برخصة موجودة في الدين، فهل بالإمكان أن يخرج علينا اليوم من يطالب بأن لا تقف التنظيمات الحديثة أمام استرقاق الناس بدعوى أن تحريم الرق مخالف للشرع)؟
يذكر أن (تواصل) قد نشرت في وقت سابق خبرا مأخوذا من مقالة الشيخ الفوزان التي تهاجمها الكاتبة، والتي أكد فيها الشيخ الفوزان على تحريم تحديد سن للزواج وحذر الصحفيين من التدخل في أحكام الشرع، كما طالب فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء؛ الذين ينادون بتحديد سن الزواج أن يتقوا الله ولا يخالفوا الشريعة أو يشرعوا شيئا لم يأذن به الله، مؤكدا أن الحكم لله عز وجل؛ والتشريع حق لله وحده لا يشاركه فيه أحد، كما اعتبر فضيلة الشيخ أن تدخل الصحافة والصحفيين في الأحكام الشرعية من غير علم؛ أمر يخاف من عواقبه على المجتمع، واستشهد فضيلة الشيخ بالتدخلات الأخيرة من قبل بعض الصحفيين في مسالة تزويج الصغيرة التي دون البلوغ من كفء يصلح لها، ومطالبتهم بتحديد سن لتزويج الفتاة، معتبرا هذا تدخلا في الحكم الشرعي.

ونحن بدورنا الإعلامي نعرض لكلام الكاتبة الذي ادعت فيه أن بين الشيخ الفوزان والشيخ بن عثيمين تناقضا، حيث استشهدت الكاتبة بكلام للشيخ العثيمين الذي تكلم فيه عن وجوب استأذان البكر قبل زواجها، الأمر الذي أقره الشرع بلا خلاف فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صمتها). في حين أن الشيخ الفوزان تكلم عن قضية أخرى وهي عدم جواز وضع قانون أو نظام عام لزواج الفتاة، لأن الزواج أمر فقهي يحكم فيه القرآن الكريم والسنة النبوية، وعليه نترك للقارئ الكريم أن يحكم في ما ذكرته الكاتبة.

ويستاءل بعض المراقبين هل هجوم البشر على الشيخ الفوزان يدخل تحت مخالفة القرار الملكي القاضي باحترام العلماء وعدم المساس بهم والتعرض لهم، تاركين للجهات المختصة المسؤولة أن تفسر هذا الشيء.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook