السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

فلسطين المستقلة.. على مفترق طرق!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - تقارير: في سجال متزايد ومتصاعد بين العالم العربي والسلطة الفلسطينية من جهة والعدو الصهيوني والولايات المتحدة من جهة أخرى، يبدوا أنه يلوح في الأفق والمستقبل القريب، نذر صراع دبلوماسي على نطاق واسع يهدف إلى البحث عن ممر نوعي ومختلف للحصول على الحقوق العربية المغتصبة من الحلف الصهيوني الأمريكي. لكن بين الجانبين، العربي بما له من حقوق مشروعة والصهيوني بما له من تاريخ دموي ساحق ماحق، يقف المجتمع الدولي أيضا بما له من مصالح متقاطعة واستراتيجيات متغيرة وأيدلوجيات متناقضة من أقصى الغرب الرأسمالي إلى أقصى الشرق المتنامي مرورا بأمريكا الجنوبية المتمردة. السلطة الفلسطينية على رمال متحركة السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن تمشي على رمال متحركة تحاول قدر المستطاع الوصول إلى حلول نوعية ترضي بها الشعب الفلسطيني المنقسم على نفسه أصلا بين الفصائل، ومن هنا كان قرار السلطة بأنها ستطالب اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط التي ستعقد اجتماعاتها على مستوى وزراء الخارجية مطلع يناير المقبل في نيويورك بدعم توجه السلطة للأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستصدار قرار من مجلس الأمن حول وقف جميع المشاريع الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، وإنقاذ عملية السلام بإعادتها إلى مسارها الصحيح. لكن السلطة لا تريد أن تظهر إما الرأي العام العالمي وهيئاته الأممية بأنها تنفض يدها بشكل كامل من عملية السلام، حيث أشارت مصادر من داخل السلطة، أنها ستحث اللجنة الرباعية الدولية الالتزام بتقديم ضمانات جدية لأية عملية سلام مرتقبة، وتتمثل في وقف شامل للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وإيجاد مرجعية سياسية واضحة تشمل دعم إعلان الدولة وإنهاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، فضلا عن حسم جميع قضايا الحل النهائي، وخاصة قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية. وكان الرئيس محمود عباس التقى أمس الأول في مدينة رام الله، مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط توتي بلير، إذ أحاطه بآخر مستجدات العملية السلمية، والاتصالات الجارية للخروج من المأزق الذي وصلت إليه بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان. وشدد أبو مازن على تمسك الجانب الفلسطيني بخيار السلام والمفاوضات، مؤكداً ضرورة تحديد مرجعية واضحة لعملية السلام تنبني على أساس حل الدولتين، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقف كل النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي. نشاط صهيوني محموم! وبالطبع فوسط هذا الكم المتزايد من الدول التي ترحب بإعلان الدولة الفلسطينية والأخرى التي أعلنت بالفعل اعترافها بفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس تعليماتها للسفارات الإسرائيلية حول العالم بالعمل «الفوري» والمستعجل لإحباط أية محاولة فلسطينية للتوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار يدين استمرار الاستيطان في الضفة الغربية وللاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967 من طرف واحد، وذكرت لصحيفة «هآرتس» يوم أمس، أن الوزارة طالبت السفارات بواسطة برقية سرية مستعجلة بالشروع بحملة دبلوماسية أمام صناع القرار والرأي العام لإحباط المساعي الفلسطينية في مجلس الأمن. وكتب مدير عام وزارة الخارجية، رفائيل براك، إنه في هذه الأيام توجد مساع فلسطينية دبلوماسية نشطة على ثلاثة مستويات لاستصدار قرار في مجلس الأمن لإدانة استمرار الاستيطان وللاعتراف بالدولة الفلسطينية ورفع مستوى الممثليات الفلسطينية في أوروبا وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية. التكتلات الدولية والدبلوماسية العربية والإسلامية لابد لنا إذا كنا فعلا راغبين في عمل دبلوماسي مؤسسي لحشد الدعم الدولي مع قضيتنا الفلسطينية أن نلقي نظرة على خريطة ومواقف دول العالم وتكتلاته تجاه تلك القضية. وهى خريطة يمكن أن نوجزها بطريقة مبسطة إلى ستة كتل لها ظروف وعلاقات متفاوتة مع العالمين العربي والإسلامي: أول تلك الكتل هي دول أمريكا الجنوبية التي فتحت الطريق على مصراعيه بإعلانها تأييدا مسبقا بالدولة الفلسطينية المستقلة، وهي دول تربطنا بهم ظروف متشابهه وصداقات ومواقف نضالية تاريخية لعل أبرزها ما قاله الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز عندما سئل عن العالم العربي، رد قائلا "أنا ناصري، أعرف عبد الناصر منذ كنت تلميذا بالمرحلة الابتدائية"، ولهذا فدول أمريكا الجنوبية في مجملها لا تحتاج إلى جهد شاق لإقناع البقية منها. الدول الأوربية بدورها كل منها له سياسة خاصة وإن جمعهم الاتحاد الأوربي، فلا يمكن مثلا مقارنة موقف النرويج الذي يتجه إلى الاعتراف باستقلالية فلسطين مؤخرا بموقف رئيس الوزراء الايطالي الذي قال "اشعر أنني إسرائيلي". ومن هنا تكمن الحملات الدبلوماسية لدراسة موقف كل دولة على حدة وتداخل المصالح العربية المشتركة للضغط على تلك الدول كل حسب ظروفه. ثم الدول الإفريقية، التي من المفترض أنها تقع تحت النفوذ العربي خاصة المصري بما له من رصيد تاريخي في قيادة الاستقلال أثناء الحقبة الاستعمارية، وصاحب العديد من الخبرات في استراتيجيات الدول الأفريقية رغم ما يقال عن تضاؤل لهذا الدور لصالح دول أخرى خاصة بعد تنامي نفوذ العدو الصهيوني في المنطقة. وتبقي الدول الأسيوية خاصة الصين واليابان والهند، ويمكن للدول العربية والإسلامية في القارة الأسيوية أن تؤدى دورا فاعلا خاصة الدور الرائد للسعودية بما لها من مصالح وعلاقات قوية مع تلك الدول. وقد أعلنت الصين على لسان نائب وزير خارجيتها أنها مستعدة للاعتراف باستقلال فلسطين عند اعتراف الأمم المتحدة، ولهذا يمكننا أن نبنى على هذا الدور الايجابي نوعا ما. وتلك الدول بالرغم من علاقاتهم ومصالحهم مع إسرائيل التي لا ينكرها صاحب نظرة، إلا أنها أيضا تعتبر أقرب إلى الدول والقضايا العربية والإسلامية منها إلى إسرائيل. وأخيرا، تبقى روسيا بمواقفها المعروفة لنا جميعا والتي يمكن الاستفادة من المصالح المتضاربة مع الغرب وخلافاتها مع إسرائيل وأيضا مصالحها العربية للوصول إلى أكبر قدر من المنفعة الدبلوماسية حتى إن لم تصل إلى حد الاعتراف المباشر الصريح في البداية. جولدا مائير.. والانقسام الداخلي الفلسطيني ماذا قالت جولدا مائير عن المصريين إبان نكسة 1967؟ ، قالت " الشعب المصري يجب أن يغرق في الهموم لأنه لو أفاق سيشكل خطرا على إسرائيل". ولكن الله خيب ظنها وفاق الشعب المصري وتخلص النظام في حينها من الخونة والمهملين والفاسدين والذين يسعون إلى انقسام الصف والجري وراء المنافع والمصالح الشخصية، وكانت النتيجة أن نظم الجيش والحكومة والشعب صفوفه وساندته الدول العربية ، وكان على رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك فيصل عليه رحمة الله، بقطع البترول عن الدول الغربية وأمريكا، وانتصر العرب نصرا مبينا في حربهم عام 1973 ضد الحلف الصهيوني ومن والاهم. إذا، لا نصر بدون وحدة واتحاد وتماسك ورباط فيما بين جميع الفصائل الفلسطينية من جهة وبين الدول العربية مجتمعة من جهة أخرى، مهما كانت الاختلافات في الرؤى والخلاف في تحقيق الأهداف المشتركة، يجب البحث عن أرضية مشتركة راسخة على ثوابت وطنية وقومية، لأن الانقسام الحاصل الآن بين أكبر فصيلين في فلسطين هما فتح وحماس هو شوكة في حلق العمل الجماعي المشترك الناجح لإعلان الدولة المستقلة على الثوابت الوطنية للدولة الفلسطينية والحفاظ على المقدسات الإسلامية وهويتها العربية. وإذا جاز في علم السياسة أن تتحاور مع عدوك ومغتصب أرضك ووطنك ومن دنس مقدساتك، فمن باب أولى فتح باب الحوار مع شريك الوطن والكفاح والدم المراق، لا يمكن على الإطلاق الحصول على الاستقلال بدون الحوار الصريح الذي يهدف في الأساس إلي استعادة مقدسات الشعب وحقوقه. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook