الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تربوي: «عريس تبوك» رسالة لمن لا تحتجب عن شباب المتوسط بدعوى أنهم صغار

Screenshot_1
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – خالد الغفيري:

اعتبر الباحث التربوي سلطان سعد الحسنية، أن "عريس المتوسط" الذي أتم زواجه قبل يومين بمدينة تبوك، هو رسالة للنساء والفتيات اللاتي لا يتحجبن عن شباب المتوسط بدعوى أنهم صغار، كذلك للآباء والأمهات المتساهلين مع بناتهم اللاتي في المرحلة المتوسطة ويصفونهن بأنهن لا زلن صغاراً.

اضافة اعلان

وقال الحسنية لـ"تواصل": إنه "دائماً ما يردد المجتمع كلمة (صغار) حتى ظهر خبر عريس تبوك، فكان كالتنبيه للغافلين من الآباء والأمهات حول أهمية الزواج المبكر مع أهمية الاهتمام بحجاب الفتيات وسترهن، فيصل الشاب للمرحلة المتوسطة فيقال ما زال صغيراً".

وأضاف: "ثم يتدرج في مراحلها الثلاث ولا يزال وللأسف يدخل على النساء من غير محارمه كزوجة العم والخال والأخ، ويدخل على الفتيات ممن هن في عمره وأكبر منه والكل يردد (ما زال صغيراً) بل ويلاعب الفتيات في نفس مرحلته العمرية والكل يردد (ما زالوا صغاراً)".

وتابع الحسنية قائلاً: "كلمة (صغير) ستسمح له بالدخول على النساء، وستسمح للآباء والأمهات بالتهاون في حجاب بناتهن وسترهن، وستسمح بتهاون النساء بالحجاب مع هذا الشاب".

وأردف: "عريس تبوك صرّح لوالده برغبته بالزواج، واستجاب والده مشكوراً بالاهتمام بهذا الأمر وأخَذَ الأمر بجديّة؛ حرصاً على ابنه وخوفاً عليه من الوقوع في الحرام - كما هو حال كثير من الشباب - وتحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، فكم شاب الآن مفتون في الأسواق ووالداه مكتوفا الأيدي والحل هو الزواج ولا غير الزواج".

واستطرد بقوله: "طغت النظرة الدنيوية على أفكارنا فجعلنا تخرجهم من الجامعة شرطاً أساسياً للزواج، بل وصل الأمر ببعض الآباء بالتهاون والتساهل بمشاعر الفتيات وعدم مراعاة حاجاتهن النفسية والفطرية للزواج بمطالبتهن بإكمال الدراسة الجامعية، بل وصل ببعضهم بمطالبتها بإكمال الدراسات العليا على حساب دينها وعفتها وحيائها.. ولم يشرع الإسلام الزواج عبثاً بل هو أساس صلاح وتحصين الشباب والفتيات من الوقوع في العلاقات المحرمة".

وأوضح الباحث التربوي "لدي نماذج متعددة ورائعة لشباب أقدموا على الزواج في مثل سن عريس تبوك وكانت حياتهم مليئة بالنجاح الأسري والاستقرار النفسي والتفوق العلمي والوظيفي، كم من شاب الآن يطلب من والده الزواج فلا يجد إلا استهزاء وسخرية، وكم من فتاة غرس والداها في عقلها أن إكمال دراستها هي الأهم فيفوتها قطار الزواج وتتلاطمها الشهوات، والنتيجة هي ما نسمعه ونراه من إحصائيات مخيفة حول العلاقات المحرمة بين الجنسين بسبب تأخير الزواج".

وأشار إلى أن "عريس تبوك ووالده يسطران أروع المواقف، فالعريس يصارح والده برغبته الفطرية، ووالده يستجيب ويحقق رغبته ليحفظه من الانحراف والوقوع في المحرمات، وهذا الزواج يحمل في ثناياه رسائل مهمة، أولها أهمية تحصين الشباب والفتيات بالزواج المبكر بعيداً عن الأوهام التي في عقولنا عن مستقبلهم العلمي والوظيفي والذي قد تكفل به الله عز وجل مع أهمية عدم إغفال بذل الأسباب في طلبه".

وتابع سرد ما يحمله هذا الزواج في ثناياه بقوله إنه: "يجب على النساء الحرص على ارتداء الحجاب ممن غلب الظن على بلوغه من الشباب، وعدم السماح بدخولهم على النساء والفتيات والخلطة بهن - واستحسن العلماء التحرز ممن وصل عمره العاشرة - مع أهمية الحرص على الفتيات وحجابهن وحيائهن وعفتهن من الاختلاط بأبناء عمومتهن وخالاتهن بحجة أنهم صغار، خاصة مع تعدد وسائل الضياع وسهولتها، بل وتواجدها في أكثر بيوت المسلمين والله المستعان".

وأكد الحسنية: "يجب أن يتحول الهم الأكبر للأسر من الاهتمام بالتحصيل العلمي والوظيفي للشباب والفتيات إلى حسن تربيتهم وتحصينهم بالزواج المبكر، فحفظهم من الوقوع في الحرام وحبائل الشهوات سيقودهم بإذن الله إلى الاستقرار النفسي والأسري؛ ومن ثم سيتحقق لهم بلا شك التفوق العلمي والوظيفي الذي يبحثون عنه والنماذج الناجحة في هذا الأمر كثيرة ولله الحمد".

واختتم الحسنية تصريحه لـ"تواصل" بقوله إنه: "من يعرف واقع الشباب جيداً يدرك خطورة الأمر مع الصمت المفجع للآباء والأمهات، وهؤلاء أسألهم بالله: "إكمال الدراسة والحصول على الوظيفة مع صراع نفسي شديد مع الشهوات لسنوات، أم الاهتمام بتربيته وتحصينه وإعانته على الزواج، وحفظه من الوقوع في الشهوات والحرام؟".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook