الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

"حذيفة وعبد الرحمن".. طفلان يخطبان بالمصلين في مساجد غزة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- الأناضول:

بجرأة وثقة، نهض الطفل حذيفة الشوّاف "9 سنوات" أمام المصلين مرتديًا "جلابية" وقبعة بيضاوين، ليخطب فيهم، ويعِظَهم.

اضافة اعلان

ولم يكن صغر سنه هو المدهش فقط بالنسبة للمصلين، فقد كان مفوها، وبليغا، بشكل لا يتناسب مع سنه الصغير، خاصة حينما صاح بصوت عالِ باكيًا، وهو يقول:"آن الأوان لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم (..) وأن تنصروا إخوانكم المستضعفين بكل بقاع الأرض".

وقد شدت الخطبة التي لم تتعدَ العشرة دقائق انتباه المصلين الذين زاد عددهم عن نحو 500 مصلي، في مسجد "حمزة" أكبر مساجد بلدة بني سهيلا شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وما إن انتهى "حذيفة"، من موعظته، حتى نهض شقيقه قصير القامة ذو البشرة الحنطية "عبد الرحمن البالغ من العمر "7 سنوات" مرتديًا ملابس مشابهة، ليخطب فيهم كأخيه.

وبدأ "عبد الرحمن"، خطبته بصوتٍ عالِ بعد أن ألقى التحية على المصلين قائلا: "هل تحب أن تكون رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة؟".

وتركزت خطبة الشيخ الصغير، على حث المصلين على إتباع سنة الرسول محمد صلى الله عليه، وسلم، وإتباع أوامره وعدم فعل ما نهى عنه من حسد وغش وغل وحفظ الأعين".

وفي نهاية خطبته التي لم تتجاوز الخمس دقائق دعا لعامة المسلمين بالخير والصلاح.

ويقول "حذيفة" لمراسل "وكالة الأناضول للأنباء": "تعلمت فن الخطابة مُنذ عدة سنوات من والدي الذي يعمل طبيبًا وإمامًا وخطيبًا، بجانب تعلمي على يد أحد المشايخ بمنطقتنا، بجانب المواظبة على حضور خطب المشايخ عبر المذياع والتلفاز".

ويضيف متبسمًا "بحمد الله أمتاز بالشجاعة والجرأة، ولا أجد صعوبة بالصعود إلى المنبر أو الوقوف أمام الناس وإلقاء الدروس الدينية، فخطبت بعشرات المساجد على مستوى القطاع، فوالدي يصطحبني معه عند ذهابه لكل مسجد، ويأمرني بالوقوف وإلقاء درس ديني أو موعظة".

ويشعر "حذيفة" الحافظ 12 جزءا من القرآن الكريم، بسعادة أثناء ممارسة الخطابة لما لها من أجر عظيم عند الله عز وجل، ويتمنى أن يطور من نفسه ويستمر حتى يصبح إمامًا وخطيبًا كوالده الذي علمه، ويأمل من جميع الأطفال ممن هم بسنه أن ينتهجوا الطريق التي يسير به حتى يُصبحوا أمثاله"-حسب قوله.

أما شقيقه الأصغر "عبد الرحمن"، فلا تختلف طريقة تعلمه للخطابة عن شقيقه "حذيفة"، لكن بدا عليه الحماس أكثر من شقيقه.

ويقول عبد الرحمن: "أبي علمني الخطابة، وأن أحب أن أواصل تعلمي لها حتى أكبر وأصبح شيخًا كوالدي، وسعيد لما أقوم به، ولا توجد لدي رهبة أو خوف من الوقوف أمام حشد المصلين، أي كان عددهم".

بدوره، يشير والد الطفلين، خليل الشوّاف، وهو طبيب وداعية، يقطن مدينة خان يونس جنوب القطاع إلى أن لديه أربعة أطفال يجيدون الخطابة أكبرهم لا يتعدى 9 سنوات وأصغرهم 4 سنوات، وبجانب اثنتين من الفتيات الحافظات للقرآن الكريم، وتجيدان كذلك الخطابة، وتتراوح أعمارهنّ ما بين 15-17 عاما.

ويوضح الشواف:"أولادي تعلموا لوحدهم الخطابة ويمتازون بالشجاعة، لكني ساعدتهم بذلك من خلال اصطحابهم معي أثناء خطب الجُمعة، بجانب مشاهدتهم للخطب عبر التلفاز والاستماع لبعضها عبر المذياع".

ويضيف الشوّاف الذي يعمل خطيبًا مُنذ 20 سنة، بحسب وكالة الأناضول للأنباء:" أقدم مكافآت لهم من باب التشجيع والاستمرار على هذا النهج، كشراء الملابس، وأخذهم معي للمساجد، فلم أترك مسجد تقريبًا بالقطاع إلا وأدخلتهم إياه وخطبوا بالناس، حتى أصبح الكثير من أولياء الأمور الذي أعجبوا به يتمنون أن يصبح أبناءهم مثلهم."

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook