الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«الإبل السائبة».. قطاع طرق يحملون الموت!

19db1835643f41ab9ee3eea7091c25bc
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - تقرير:

لا تزال حوادث الإبل السائبة تتكرر في مسلسل دموي لا ينتهي في ظل اللامبالاة من أصحابها الذين تركوها تهيم على الطرق السريعة، لتتحول إلى هاجس يؤرق المسافرين وخطر يتربص بهم في كل مكان.

اضافة اعلان

وبالرغم أن هناك إلزاماً على ملاك الإبل بمنعها من الاقتراب من الطرق ووضعها في أحواش خاصة ليلاً، لكن لا حياة لمن تنادي، فكثير من هذه الدواب السائبة قضت على حيوات أسر بكاملها، وتسببت في تيتم أطفال وترميل نساء.

في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، تسببت إبل سائبة على طريق محافظة البدع الشرف بمنطقة تبوك في الساعة الواحدة صباحاً في وفاة أحد أفراد أمن الطرق، وإصابة آخر بإصابات خطيرة أثناء أدائهما عملهما.

الحادثة دفعت "تواصل" لفتح ملف المسؤولية الجنائية على ملاك الإبل التي تتسبب في حوادث خطيرة تخلف ضحايا ومصابين، ومراحل الإجراءات القضائية التي يمكن أن يسلكها المتضرر من حوادث الجمال.

بداية، فإنه لا يوجد نظام بالمملكة يحوي نصاً خاصاً وصريحاً للمساءلة الجنائية لصاحب الإبل السائبة، وإنما يرجع في مساءلته إلى القواعد العامة في الشريعة الإسلامية، مستندة إلى قرار مجلس هيئة كبار العلماء رقم 111 في 2/11/1403هـ، والذي تضّمن أن مهمل البهائم المتسببة في الحوادث على الطرقات "آثم"، حيث فُسّرت "آثم" في أنظمة المرور بأنه مذنب ويتحمل كامل المسؤولية المدنية لا الجنائية.

هل العقوبات رادعة؟

ويرى المطالبون بإضافة عقوبات على أصحاب الإبل السائبة، أن "هذه الإجراءات غير كافية، فضلاً عن صعوبة معرفة صاحب الإبل المتسببة بالحادث حال وقوعه".

أما الإجراءات التنفيذية، فتتلخص في عمل تقرير صادر من رجال المرور عن ملابسات الحادث، ومعاينة الموقع وعمل «كروكي» لمعرفة من المتسبب بالحادث؛ ومن ثم جمع المعلومات عن الإبل السائبة ومالكها، والتوجه إلى المرور لإثبات تلك المعلومات، وإحالة الموضوع إلى المحكمة المختصة.

هذه الإجراءات التنفيذية المتصلة قد تطول قضاياها بأروقة المحاكم إلى مدد قد تصل إلى سنتين أو أكثر.

IMG-20150211-WA0079

الجانب الآخر

على جانب مغاير تماماً، رأى مدير مكتب للاستشارات القانونية، أن حوادث الإبل السائبة لا تعتبر ظاهرة حتى الآن، وأنها لا تزال في دائرة الحوادث الشخصية؛ ومن ثم فإن كل مواطن متضرر لديه كامل الأحقية في رفع قضية على ملاك الإبل التي اعترضت طريقه كاعتداء وجناية.

وتابع، أنه "في معظم الحوادث لا يحمل ملاك الإبل الخطأ الأكبر في الحادث، وإنما من الممكن أن يكون صاحب السيارة أيضاً يتحمل نسبة من الخطأ؛ وبالتالي الفيصل في هذا الأمر هو تقرير المرور الذي يعطي كل ذي حق حقه".

اقتراحات لحلول فاعلة

يرى مراقبون أن من الإجراءات التي قد تساعد على الحد من آثار هذه الظاهرة ويمكن تطبيقها بالواقع العملي، صدور لائحة تنفيذية من الجهات المختصة تختص بشأن المواشي السائبة تحتوي على عقوبات تعزيرية تصل إلى سجن صاحب الماشية السائبة المتسببة بالحادث فضلاً عن التعويضات المالية.

كذلك يقترح قانونيون إسناد قضايا الإبل السائبة إلى جهة قضائية متخصصة في هذا النوع من القضايا، والاعتماد على تقرير المرور، ووضع إجراءات واضحة وعقوبات مقننة رادعة، إضافة إلى الحق الخاص وما ينتج عنه من أضرار، وغرامات رادعة لأصحاب الإبل السائبة قبل وقوع الحادث كأسلوب وقائي.

b0018

آخرون يرون ضرورة تطبيق وتفعيل نص المادة الثانية والستين من نظام المرور على ملاك الإبل السائبة في حال ثبت لرجال المرور تسببها في وقوع الحادث، شأنها شأن السائق المتسبب في الحادث؛ وما ينتج عنه من تلفيات مالية أو بشرية.

وجاء بالمادة ما نصه أن: (كل من أتلف نفس إنسان - كلاً أو بعضاً - في حادث سير متعدياً، أو مفرطاً يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة واحدة، وبغرامة مالية لا تزيد على عشرة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، دون إخلال بما يتقرر للحق الخاص)، حيث اعتبار مالك الإبل السائبة مفرطاً.

آخرون رأوا أن عقوبة التشهير بمالك الإبل ونشر اسمه يعتبر حلاً جيداً ورادعاً؛ إلا أن اعتراضات واجهتهم بكون التشهير يكون في القضايا الأخلاقية فقط؛ وبالتالي حوادث الإبل ضررها ناتج عن الطرفين مالك السيارة الذي يمكن أن يخلف الحادث أضراراً جسيمة في مركبته، بالإضافة إلى مالك الإبل والذي من الممكن أن يفقدها.

وتابع معارضو التشهير تعليلاتهم بأن هناك إبلاً يفوق سعرها أسعار السيارات؛ وبالتالي تعتبر باهظة وغالية الثمن؛ مما يجعل حرص مالكها عليها كبيراً جداً، وهذا ما ينفي نية القصد في وقوع الجريمة، بحسب رأيهم.

وتحدثت بعض تغريدات مواقع التواصل عن فرض "الوسم" على الإبل والتعريف بها وتقديمها في إمارات المناطق "مثل بطاقة هوية للجمل"؛ كي تكون الإبل معرفة، ويمكن تحديد مالكها خصوصاً في حالة وقوع حوادث تصادم.

وهناك من اقترح حلولاً هندسية مثل مصائد الإبل والمعابر العلوية والسياج الحديدي تقوم بها وزارة النقل على شبكة الطرق السريعة، وهي حلول ناجعة تقلل من حجم المشكلة لكنها ليست كل شيء، فلا بد من منع الإبل من الاقتراب للطريق أصلاً، وهذا دور إمارات المناطق والجهات الأمنية معاً.

wpid-9b74af20-c4d4-494f-affe-1e7a6300a44c

وتشمل الحلول الهندسية كذلك فكرة "الحزام العاكس"، سواء على جسد الجمل، أو رقبته، أو قوائم رجليه، فهي وسائل مفيدة تجعل من الجمل أكثر رؤية للسائق.. وهناك تجربة جيدة لجامعة الملك سعود في سيارة "غزال" حصدت على إثرها براءة اختراع في مواصفات واجهة السيارة لتكون متوافقة مع حجم وضخامة الجمل، وهذه المواصفة ممكن أن تضاف إلى المركبات التي تدخل المملكة خصوصاً تلك من حمولة 9 ركاب.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook