الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الاختلالات الكبرى

أماني السويح
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
سؤال يردده المصلحون: لماذا تقدم الغرب وتخلفت الحضارة الإسلامية عن سلم الصعود والرقي، لماذا العالم مولع بتقليد الغرب، وكل يجتهد لبيان نقاط الانبهار وتبعاته؟! أعتقد أن هذه المساحات من المهم أن يلتفت لها بعض المتضلعين بالمنهجيات الإسلامية، والمطلعين بشكل دقيق على التراث الغربي، ولكن أعتقد أننا نحتاج لجهد أكبر لمعالجة الاختلالات الكبرى التي تركتها العصور على نسيج الإسلام الصافي، وبالتالي نستفيد من النقد الذي يوجه للمنتج الإسلامي التاريخي، بإعادة تسطيره بحيث يعكس روح الإسلام الصافية، التي تستعلي على الزمان وتخاطب الإنسان في كل عصر. فمدرسة الجبر في العقائد منتشرة بشكل لا نتخيله، وإلا لو درسنا النصوص الأصلية للمدارس الكبرى فهي ترفض مسمى الجبر، ولكنها تتبناه، ولا وجدنا نقاشات لم تعد مقنعة لأجيال متمردة تناقش كل شيء. ولو درسنا كتب السلوك لوجدنا تفضيلاً للجهل على العلم، وتفضيلاً للمرض على الصحة، وتفضيلاً للسكون عن العمل، وتفضيلاً لإهمال الأسباب عن الأخذ بها، وفكاً للسبب عن النتيجة، ولو قرأنا مدونات التفسير واطلعنا على ما ترسمه للمفاهيم الكبرى مثل: العدل، والحرية، والكرامة الإنسانية، والتعارف الإنساني، والمرأة من صور لوجدنا العجب. ولو بحثنا في المدونات الفقهية عن الزواج، وعن حقوق غير المسلم، لوجدنا العجب. حصوننا مهددة من الداخل، والآخر يقتات على ما تركناه من فراغات. فنحتاج لانفتاح عصر جديد لملء الثغرات التي يتسلل منها الخصومُ، بحيث حين يشعرون الخلل، فيأتي الشاب يجد أنه قد رتق وتم حله فتفرغ دعواهم من مضمونها. فنحتاج اليوم لجهد مزدوج ولكن لو وضعت نسبة وتناسب لقلت نحتاج للنهضة لمن يصلح مركبنا حتى يبحر ولا يتعرض للغرق الذاتي ثم أن يقف على أسواره لحمايته من العدو الذي يقصفه.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook