الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خفي اللطف

أسماء يوسف العومي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

عجبتُ من حـال الطير.. كيف تغدوا صباحاً... وهي لا تعلم مكان رزقها!!... ولا تعلم إلى أين ستذهب ؟؟!!..

اضافة اعلان

عجبتُ من حالها... كيف تغدوا وفراخها بالعش... ؟؟.. لا راعيَ ينوب عنها يحفظ أولادها ؟؟...

ثم تأملتُ عـراك الحيوانات في الزرق.. وهي صغيرة ضعيفة... كيف تقوى أن تُناضل بين الكلاب والأسود.. وهذا هو حجمها!!! ؟؟.. والأعجب حين تختلسُ رزقها من بينهم وتـذهب!!!.. ثم ترجع إلى فراخها غانمة سالمة!! ؟

مَن الذي حفظها بينهم ؟؟.. من الذي دبّرَ أمرها ؟؟.. من الذي رعى فراخها حال غيابها ؟؟!... كيف حصل هذا وذاك... ؟؟.. هكذا يكون اللُطف من اللطيف الخبير.. سبحانه...

أيضاً حال يوسف عليه السلام... حياته مليئة بالمصاعب والمخاطر... ومن بينها تأتي المنح!!.. والأعجب حين ختم حديثه في نهاية السورة: { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ }

هكذا هي حياتنا نحن البشر... قد تضيع آمالنا... والله يراعها لنا...

قد تخبو شمعتنا ونحن نناضل لأجل تحقيقها.... واللطيف يُدبَّر أمرك من حيث لا تشعر!!..

فقط وكَّل أمرك له... تُزرق كما الطير رُزقت!!..

لا تغرّنك الأحجام وتلك القوة... فالله يأخذ بيد ذلك الصغير الضعيف... ويدبر أمره...

لا تخشـى انقطاع الحبال!!... مادام قلبكُ بحبله متعلقاً!!..

كما ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد:

[ فَرِّغْ خاطرَكَ لِلْهَمِّ بما أُمرتَ به، ولا تَشغلْهُ بما ضُمنَ بك، فإنَّ الرِّزْق والأجلَ قرينان مضمونان، فما دامَ الأجلُ باقياً كان الرِّزقُ آتياً.

وإذا سدَّ عليك بحكمته طريقاً من طرقه، فتحَ لك برحمته طريقاً أنفعَ لك َ منه.

فتأمّل حال الجنين يأتيه غذائه – وهو الدم-من طريقِ واحدةٍ وهو السُرّة، فلما خرج من بطن الأم وانقطعت تلك الطريق، فتح له طريقين اثنين، وأجرى له فيها رزقاً أطيب وألذّ من الأول لبناً خالصاً سائغاً، فإذا تمت مدة الرِّضاع ِ وانقطعت الطريقان بالفطام، فتح طُرُقاً أربعةً أكمل منها، طعامان وشرابان، فالطعامان: من الحيوان والبنات، والشرابان: من المياه والألبان وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ، فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة....

لكنه سبحانه فتح له –إنْ كان سعيداً طرقاً ثمانيةً، وهي أبواب الجنة الثمانية يدخلُ من أيُّها شاء.

فهكذا الرًّبُ سبحانه، لا يمنعُ عبده المؤمن شيئاً من الدنيا إلا ويؤتيهِ أفضل منه وأنفع له.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook