الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

النور الموؤد

أسماء بنت يوسف العومي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في عتمات الظلام الذي أعيشه.... وبين تلاطمات الأمواج في داخلي... أبحرت في جوفها يوماً، لعلي أًهدّئُ روع تلك الأمواج... دخلتها فإذا هي مظلمة... كيف أُبحر في أغوارها والظلام يغشاها !!!؟؟؟... تلفتُّ يَمنةً ويسرة علي أجدُ بصيصاً من نور!!... فإذا بي ألمح نوراً عليه كُثُبُ رملٍ وبقايا أشرعةٍ متهالكة!!.. وهو يصارع للخروج من بين تلك الرمال...!!....اقتربت منه.... أًزحتُ بعض ماعلِق به.. فإذا بي أًبصِرُ من ذلك النور قليلاً !!.. استبشرتُ به... وأزلتُ بقايا تلك الأشرعة!!.. وبدأتُ ألحظُ اتجاه الأشعة... فوجدتها تتجهُ نحو الأعلى... فأخذتُ بالصعودِ نحوها... وإذا بها ترتفع بي رويداً رويداً حتى خرجت عيناي من تلك الأمواج... وإذا بشمس ساطعة التقت مع هذا النور فأضاءت عتمة تلك الأمواج....

اضافة اعلان

نعم... إنه النور الموؤد!!... نور الفطرة التي خلقنا الله عليها... إن أُشعلت فتيلته بنور القرآن قوي.. وإن تُركت ضعُف.. لكنها لا تموتُ... تصارعُ من أجل الحياة!!..

فهذا هو حال عقولنا... إن ألقينا عليها بتراب الأهواء وبقايا أشرعة الأفكار المُضللة انحدرت إلى قاع البحار وضعُف نورها.. وكلما أزحناه عنها رجع بصيصها وارتفع بنا إلى شمس القرآن.... فأضاء عتمة دروبنا... وخمدت نار حيرتنا!!... ولسان الحال يردد: الحمد لله الذي أحيانا.. وبصّرنا.. وهدانا... وأنار سبيلنا...

فالقرآن هو النور والمشعل لصلاح البشرية وحفظها.. وهو الأمان الفكري الحصين لها... فبالنور تنجلي الشبهات... وكلما أبصرتها على حقيقتها وجدتها كذرات التراب تطير بالهواء... أَبعِدها عن وجهك... وسر في طريق الحياة قوياً.. مبصراً.. ركيزاً.. فرحاً... مستبشراً... تدعو الناس إلى النور الذي أعطاك الله إياه ووفقك له... فلا تدعهم حائرين يتخبطون في ظلمات عقولهم!!..

هكذا تكاملت الشريعة الإسلامية بحفظ العقل؟؟ وبماذا حُفظ العقل؟ بالقرآن الكريم كلام رب البرية، هادي البشرية، خالق العقول ومنشِئها وموجودها... فالخالق للشيء أعلم به.. وبتدبيره وما يصلح له،... فأعمِل العقل في محاراته لا في مُحالاته، في محاراته من التفكير والتأمل والتدبر بما يصلح له، لا في مُحالاته بما لا تستطيع إدراكه العقول من الغيبيات التي أمرنا بالتصديق بها، وكانت أول صفات في المؤمنين في القرآن الكريم: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة - الآية 3]، لا كما في الفلسفات المادية الغربية التي ظهرت نتيجة الخواء الروحي الذي وجدته في الكنيسة لطغيانها على العلم؛ ولأن الروح جزء لا يتجزأ من النفس عادت تلك الفلسفات إلى الفلسفات الروحية الشرقية، لملء الفراغ الروحي الذي تعيشه، فلا اهتدت بعقلها كما زعمت، فالقرآن الكريم هو الذي احتواه حق الاحتواء بالإيمان والتصديق...

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook