الثلاثاء، 07 شوال 1445 ، 16 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

استعداد المملكة وتركيا للتدخل عسكرياً في سوريا يرعب الروس

0,,18342792_303,00
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - ترجمة:

يبدو أن روسيا لم تكن تفكر عندما قررت التدخل عسكرياً في سوريا في أن هناك قوى إقليمية أخرى قد تقوم بنفس الأمر؛ وهو ما تسبب في قلق المسؤولين والمحللين الروس الذين عبروا عن تخوفهم من وجود حشود عسكرية تركية بالفعل على الحدود مع سوريا.

اضافة اعلان

رعب روسي من تدخل المملكة وتركيا

وقال خبراء لوكالة أنباء "تاس" الروسية: إن هناك مخاطر من أن السعودية وتركيا سيقدمان الدعم لمجموعات مسلحة تقاتل ضد قوات بشار الأسد في سوريا، وذلك إذا شنت الرياض وأنقرة عملية عسكرية برية ضد "داعش" على الأراضي السورية.

وأشارت "الوكالة" إلى إعلان العميد "أحمد عسيري" المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي بعد وقف محادثات السلام السورية بجنيف أن القوات المسلحة السعودية مستعدة لشن عملية برية في سوريا كجزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأضافت: أن هذا البيان رحب به وزير الدفاع الأمريكي "أشتون كارتر"، وأخبرت مصادر سعودية صحيفة "جارديان" البريطانية بأن الآلاف من القوات الخاصة قد يتم نقلهم إلى سوريا بالتنسيق مع تركيا.

وقال "فلاديمير أخميتوف" الباحث بمعهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية: إن السعودية وتركيا لا تخفيان سعيهما للإطاحة ببشار الأسد من السلطة، مشيراً إلى أن هذا التحرك يتزامن مع بدء قوات "الأسد" في تغيير ميزان القوة على الحدود مع تركيا بدعم من سلاح الجو الروسي.

وأشار إلى أن المملكة قد تقدم الدعم اللوجستي والمساعدة المالية والأسلحة لتركيا، ومن غير المستبعد إرسال الرياض عدة آلاف من قواتها إلى سوريا من الحرس الوطني.

وتحدث "ألكسندر إجناتنكو" رئيس معهد الدين والسياسة في روسيا عن أن أنقرة لديها مصالح جيوسياسية في سوريا، ستقوم من أجلها بضم جزء من شمال وشمال غرب سوريا إلى الأراضي التركية.

ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن المحلل السياسي "يوري بوشتا" أن تركيا والسعودية يبدو أنهما على استعداد لإرسال قوات برية إلى ساحة الحرب السورية، وعلى الرغم من عدم بدء عملية تدخل عسكري مباشر منهما هناك، إلا أنهما يشاركان فعلياً لكن بشكل غير مباشر.

وتحدث عن أن أنقرة والرياض يبدو أنهما قررا التدخل بشكل مباشر في عملية برية بسوريا والإطاحة ببشار الأسد.

وزعم أن تركيا والسعودية سيعقدان بتدخلهما المشهد بشكل أكبر في سوريا في ظل ازدحام ساحة الحرب هناك.

من جانبه تحدث "بوريس دولجوف" الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية في موسكو لـ"راديو سبوتنيك" عن أن احتمال الاجتياح العسكري التركي لسوريا عالٍ جداً.

وأضاف أن هدف المملكة وتركيا هو جلب القوى السنية إلى السلطة في سوريا، مشيراً إلى أن هذا الهدف ما زال واضحاً في سياسات الرياض وأنقرة، بالإضافة إلى ذلك فإن تركيا تهدف لضم منطقة التركمان في سوريا التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية إليها.

السعودية جادة

وتوقع محللون في تصريحات لوكالة أنباء "فرانس برس"، أن تقوم السعودية وتركيا بإرسال أعداد محدودة من قواتهما البرية.

وأشارت إلى أن الرياض تركت الباب مفتوحاً أمام إمكانية إرسال جنودها إلى سوريا، وذلك بحديثها عن أنها ستسهم بشكل إيجابي، إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" القيام بعمل بري هناك.

وأشار الدكتور "أندرياس كريج" من قسم الدراسات الدفاعية بجامعة "King's College London" البريطانية، إلى أن المملكة تستقتل لفعل شيء ما في سوريا، مضيفاً أن المعارضة المعتدلة في خطر التعرض للهزيمة، إذا سقطت حلب في يد النظام السوري المدعوم من روسيا.

واعتبر "كريج" الذي يعمل مستشاراً للقوات المسلحة القطرية، أن هذا الوضع يمثل مشكلة للسعودية وقطر، خاصة أنهما استثمرا بشكل كثيف في سوريا، من خلال المعارضة المعتدلة التي تعمل بالوكالة عنهما على الأرض.

من جانبه أشار "مصطفى العاني" من مركز "Gulf Research Centre" المستقل، إلى أن المملكة تعتقد أن فرصة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية محدودة جداً.

وذكر أن المملكة ترى أنه لا يوجد ضغط حقيقي على النظام السوري لتقديم تنازلات كبرى؛ وبالتالي فإنهم يعتقدون أن الأمر سينتهي من خلال ساحة المعركة.

وأضاف أن تركيا متحمسة لخيار إرسال قوات برية، منذ بدء روسيا عمليتها الجوية ومحاولة دفع تركيا خارج المعادلة.

وأكد أن المملكة جادة في إرسال قوات برية كجزء من تحالف، خاصة إذا كانت القوات التركية ستشارك أيضاً، لكنه وآخرين توقعوا أن تكون المشاركة السعودية محدودة، لانشغالها بقيادة التحالف الذي يقاتل في اليمن منذ ما يقرب من عام، وحراسة الحدود الجنوبية للمملكة من هجمات المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران.

وأخبرت مصادر سعودية صحيفة "جارديان" بأن الآلاف من أفراد القوات الخاصة قد يتم إرسالهم إلى هناك، بالتنسيق مع تركيا.

ونقلت "الصحيفة" عن المصادر السعودية أن خيار استخدام قوات برية تم التلميح إليه في الماضي، إلا أن الإعلان الأخير رسمي وجدي.

فشل أمريكي

وتحدث موقع "ذا ديلي بيست" الأمريكي عن أن المسؤولين الأمريكيين ليست لديهم خطط حالياً لمساعدة معارضي بشار الأسد، حتى أولئك الذين دعموا من قبل لوقف تقدم جيش النظام السوري.

وأشار إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين أدانوا روسيا لعملها على دعم نظام "الأسد"، لكنهم في نفس الوقت أكدوا أن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة هناك لها هدف واحد وهو قصف "داعش".

مصالح تركيا

واعتبرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير لها أن إرسال قوات برية سعودية إلى سوريا سيكون له تداعيات هائلة على الصراع في سوريا والمنطقة.

وأشارت إلى أن إعلان المملكة تزامن مع انهيار محادثات جنيف، والتصعيد من قبل قوات النظام السوري لتطويق حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية العنيفة.

وأضافت أن تركيا تتهم موسكو بالتواطؤ في محاولة فرض حصار تجويعي على حلب، في وقت يدعي فيه الروس أن الأتراك يخططون لاجتياح سوريا.

وذكرت أن أي قوات سعودية ستدخل سوريا ستجد نفسها في وضع قابل للاشتعال، فعلى الرغم من أن الهدف المعلن هو قتال "داعش"، إلا أن القوات السعودية قد تشتبك مع الإيرانيين ومقاتلي حزب الله اللبناني هناك، حيث ستجد المملكة حينئذ نفسها في مواجهة مع إيران وحلفائها.

وتحدثت "الصحيفة" عن أن هناك إمكانية لأن تنضم السعودية للأتراك إذا حاولت أنقرة إقامة منطقة عازلة، على غرار ما تم اقتراحه في الماضي، داخل سوريا.

وأشارت إلى أن مثل هذا التحرك قد يقود إلى اشتباكات مع "وحدات حماية الشعب" الكردية، أعداء الأتراك وحلفاء أمريكا ضد "داعش".

حرب عالمية ثالثة

وقالت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية في تقرير لها: إن محللين يخشون الآن من أن حمام الدماء في سوريا الذي بات أطول مما شهدته الحرب العالمية الأولى يتحول إلى حرب إقليمية واسعة.

وأشارت إلى أن تلك المخاوف ظهرت بعد تهديد السعودية بإرسال قوات برية، وسط تقارير استخبارية تتحدث عن أن تركيا تعد لاجتياح الأراضي السورية، في وقت تدرس فيه أوكرانيا هي الأخرى إرسال جنودها إلى هناك.

وذكرت "الصحيفة" أن تلك القوات إذا اشتبكت مع الروس أو الإيرانيين الذين هم على الأرض الآن، فإن حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ومن ضمنه بريطانيا، قد ينجر إلى حرب عالمية ثالثة مروعة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook