تواصل - ترجمة:

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها: إن المدنيين المحاصرين في مدن سورية ما زالوا يتعرضون للمجاعة، على الرغم من وصول قافلتين للمساعدات الإنسانية إلى مضايا الخميس الماضي بعد أشهر من الحصار والتجويع.

وأشارت الصحيفة إلى وجود تساؤلات تتعلق بما إذا كان بمقدور التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة إسقاط المساعدات الغذائية جواً على البلدات المحاصرة إذا كانت هناك صعوبة في دخول المساعدات برا.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين اعتبروا أن عملية إسقاط المساعدات الغذائية جوا على المحاصرين أصعب كثيراً مما قد تبدو.

ونقلت عن "إليوت إنجل" عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس عن الحزب الديمقراطي أن إسقاط المساعدات جوا لا تبدو طريقة ذكية لإيصال الغذاء أو المساعدات الإنسانية في هذا الوضع بسوريا.

وتحدث عن أن هناك عقبات لوجستية من شأنها أن تجعل هذا النوع من المساعدة محفوف بالمخاطر، ومن بينها الخطر الذي قد تمثله قوات بشار الأسد للطائرات الأمريكية التي ستسقط المساعدات والضرر الذي قد تلحقه عملية إسقاط المساعدات على المحاصرين، فضلاً عن إمكانية وصول تلك المساعدات لأيدي الإرهابيين.

وذكرت الصحيفة أن قوات بشار الأسد لديها مضادات للطائرات، كما أن معظم البلدات التي تحتاج للمساعدات بما في ذلك "مضايا" محاصرة من قبل جيش النظام وحلفائه مثل حزب الله.

وتحدثت الصحيفة عن أن التبرير الأمريكي يتزامن مع قيام طائرات حربية أمريكية بشكل منتظم بقصف أهداف لـ"داعش" في سوريا، فضلاً عن قيام طائرة نقل أمريكية في أكتوبر الماضي مصحوبة بطائرات حربية بإسقاط 45 طناً من الأسلحة والذخيرة على الثوار الذين يقاتلون "داعش" في الحسكة، على حد تعبيرها.

وأضافت الصحيفة أن سلاح الجو البريطاني تراجع عن محاولة إسقاط المساعدات جوا في سوريا على الرغم من أنه قام بتلك المهمة مع اليزيديين على جبل سينجار في العراق العام الماضي، وهو التناقض الذي دفع "ديفيد بلير" الكاتب في صحيفة "تليجراف" البريطانية للحديث عن أن "مضايا" تقع على بعد 6 أميال من لبنان وتستغرق الطائرات البريطانية 40 ثانية فقط للوصول إليها، متسائلاً عما إذا كانت تلك المهمة التي تستغرق 80 ثانية ذهاباً وإياباً فوق طاقة سلاح الجو البريطاني؟