الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

صناعة الجسد في الإعلام

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تُشكِّل صناعةُ الإعلام مهنةً وحرفة، والكثير من الفضائيات العربية لم تقدم محتوى إيجابياً، حيث أصبح المحتوى الإيجابي نادرًا جدًّا، والسواد الأعظم مواد ترفيهية ومنوعات وإعلام يمجد التفسخ والانحلال ويرفع من قيم السحرة وبرامج تحمل مضامين سلبية ورسائل مشوهة.

اضافة اعلان

في إطلالة سريعة على ما يقدم من محتوى في الإعلام العربي تجد صورة الجسد الأنيق الصحي هي الحاضرة بقوة فلا يوجد في لغة التلفزيون البصرية جسدٌ مريض أو متعب أو كادح بفعل مطالب الحياة التي لا تتوقف فالجسد التلفزيوني جسد آخر لا يشبهنا، التلفزيوني صحي رشيق متألق جذاب، أما الجسد الطبيعي لا يظهر مطلقاً على التلفزيون.

ربما لم يبتكر عرابو الإعلام العربي هذه الصورة؛ فقد أخذوها من الآخرين وأضافوا عليها توابلهم الخاصة والمتمثلة في عرض العرب الإعلام حيث ظهر النجوم الذين نعرف أنهم تجاوزوا الخمسين وهم في صحة وشباب، ولا تسأل عن عوامل الزمان ففعاليات الشد والتجميل كفيلة بإظهار الجسد الصحي قبل بدء التصوير.

بفعل ذلك اختزلت كثير من برامج التلفزيون الجسد في شكله الخارجي بعيداً عن محتواه الفكري مما أوجد مواصفات خاصة عند الجمهور للجسد التلفزيوني، هذه البرامج نجحت في تقديم برامج لا تثير الفكر ولا تؤثر فظهرت الأصنام وانتصرت البلاهة الإعلامية على الحكمة ولم يعد أمام المواطن العربي الكادح إلا الصبر على برامج وأجساد لا تمثله.

هذه الصورة تنطبق على عموم المضمون (برامج حوارية نشرات أخبار دراما) حيث نجح هذا التيار في اختزال مواصفات الجسد الإعلامي في مكياج وتنورة قصيرة؛ عرّابو هذا النمط من الأعمال المنتجة يعتقدون أن ما يُقدم ويُبثّ من إعلام رخيص بهذا المستوى، فكل مناطق العالم أوكار للرذيلة والحقيقة أنهم أشبه ببائع خردة الجميع يلتفت حوله.. والجميع يدرك أنه ينادي على بضاعة بالية لا تستحق الوقوف.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook