الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بنوك الطعام.. نادى بها الاسلام وسبقنا إليها الغرب

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - تقارير: ترجع فكرة إنشاء بنوك الطعام إلى عام 1967 على يد "جون فان هينجل" الذي بدأت فكرته بتأسيس بنك "سانت ميرى" للطعام عندما كان يقوم منذ عام 1965 بارتياد صالات الطعام الفخمة وجمع ما يتبقى من الضيوف ثم قام بعدها بالاتصال بمخازن الأغذية ليحسهم على التبرع بالمواد الغذائية التي اقترب موعد نهاية صلاحيتها لكي يقوم بتوزيعها على الفقراء أثناء صلاحيتها بدلا من بقائها في المخازن وفسادها. وقد أصبح بنك "سانت ميرى" الآن واحدا من أهم بنوك الطعام في العالم والذي ينفق أكثر من 51,5 مليون دولار. ثم توالت بعدها في العالم الغربي سواء أمريكا أو أوروبا إنشاء مثل تلك البنوك لتقوم بدور حيوى وهام ليس فقط في إعالة الأسر الفقيرة والمحتاجين ولكن تطور ذلك الفكر إلى تقديم الدراسات التي تهدف إلى تقليل الفاقد وزيادة وعى المواطنين بكيفية الاستفادة من ما هو متاح لديهم من إمكانيات وتقليل الفاقد من الفائض عن الحاجة. لكن الغريب في الأمر أن الإسلام هو أول من نادى وكافح وأعلى من قيم التكافل والحث على تقديم الطعام للفقراء، بل إن الإسلام قام تقريبا بنفس وظائف بنوك الطعام الموجودة حاليا في العالم بأسره من خلال بيت مال المسلمين ودوره في توزيع الطعام والحبوب على الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والعجائز ومن ليس لديهم دخل، بل إن بيت المال بمعناه الديني والاجتماعي في الإسلام كان أعم وأشمل. ومن هنا كان قرار الأمير "سلمان بن عبدالعزيز" أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالرياض بإنشاء بنك الرياض للطعام تحت مظلة جمعية البر بالرياض الذي يهدف إلى توفير الغذاء للأسر المحتاجة وإيجاد فرص عمل لذوي الدخل المنخفض. ويأتي قرار الأمير سلمان بن عبدالعزير للتأكيد على عدة عوامل بعيدة المدى بجانب الأهداف المباشرة التي تتمثل في توفير الغذاء للأسر المحتاجة. ولعل أهم تلك العوامل هو ترسيخ مبدأ التكافل في الإسلام والذي حثنا عليه ديننا الحنيف ورسولنا صلى الله عليه وسلم في أكثر من موطن. كما أن بنك الطعام أيضا يحث الناس على عدم التبذير والإسراف والتفكير في حياة الفقراء والمحتاجين من الناس عن طريق التعامل مع الطعام بطريقه صحيحة وسليمة لعلم الناس أن ما يفيض عن حاجتهم لن يذهب إلى سلة المهملات وإنما سوف يتم تقديمه إلى أناس آخرين يعيشون بجانبهم. وكما قال الأمير الدكتور "عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن" أمين منطقة الرياض رئيس اللجنة التنفيذية بجمعية البر بالرياض بأن المشروع يأتي امتداداً للدعم المتواصل من الأمير "سلمان بن عبدالعزيز" للأعمال الخيرية ويقوم البنك بتقديم الغذاء للفقراء بطريقة علمية ومستدامة وتمكين مختلف شرائح المجتمع من الإسهام في دعم الفقراء والمحتاجين. كما أن البنك سيكمل نشاط جمعية البر في استقبال الأطعمة وتوزيعها حيث سيقوم البنك بجمع الفائض من طعام الحفلات والمناسبات التي تقام في قصور الأفراح أو الفنادق في مدينة الرياض وإعادة تجهيزه وتغليفه بطرق صحية وتوزيعه على الأسر الفقيرة والمحتاجة في نفس اليوم. ولعل البحث عن أفكار مبتكره لزيادة موارد البنك من أهم الخطوات التي تناولها الأمير "عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن" حيث قال: إن بنك الرياض للطعام سيقوم باستقبال التبرعات من فاعلي الخير من خلال فروع البنك بطرق عدة منها شراء بطاقات إطعام الفقراء والمساكين بحيث يتم مقابل تلك البطاقات الحصول على المواد الغذائية من المحلات والمراكز المعروفة بالرياض وإيصالها لتلك الأسر المحتاجة من خلال الجمعية. ولهذا فإن هناك قواعد أساسية لتحقيق الأهداف التي يسمو إليها بنك الرياض للطعام: أولها الاستفادة من خبرات الآخرين في هذا المجال خاصة في المنطقة العربية، ثم التعاون والتواصل مع جميع المؤسسات الخيرية في المملكة خاصة وأن لدينا العديد من تلك المؤسسات والتي تعد الأقوى والأهم في المنطقة العربية كلها. وأخيرا العمل على إدارة البنك بأحدث أساليب الإدارة العلمية والمهنية المحترفة بعيدا عن الفكر التقليدي المرتبط بالعمل الخيري لدينا. ولعل تجربة بنك الطعام بمصر خير دليل على إمكانية تجاوز العديد من العقبات خاصة تلك المرتبطة بالموروثات والعادات والتقاليد من خلال السعة إلى نشر ثقافة بنوك الطعام وأثرها وفوائدها على المجتمع خاصة بين القادرين ورجال الأعمال للاستفادة من إمكانياتهم، بالإضافة إلى تكوين قاعدة بيانات على مستوى المملكة. بنك طعام الشرقية.. أسلوب عصري وشراكة دولية كما أن قيام 49 من رجال الأعمال بتأسيس بنك الطعام السعودي في المنطقة الشرقية بميزانية مبدئية قدرها تسعة ملايين ريال سعودي كمبادرة لإطلاق البنك الذي من المتوقع أن يتم تشغيله عام 2011، خاصة مع اقتراب الحصول على الترخيص النهائي من وزارة الشؤون الاجتماعية أيضا إدراك مهم وإضافة حقيقية للعمل المهني في تقديم الطعام بطريقة سليمة وصحية للفقراء. ومع اختلاف الأساليب فإن الأهداف المرجوة من بنك الرياض للطعام والبنك السعودي للطعام بالمنطقة الشرقية تبدو واحدة ومتكاملة. فإن هدف الجمعية بالشرقية يتمثل في إيصال المعونات الغذائية لجميع شرائح المجتمع، والذين تنطبق عليهم الشروط اللازمة لذلك، وعلى رأسها عدم المقدرة على الكسب، في حين تتمثل رسالته في إيصال فائض الأطعمة الجافة منها والموسمية والأضاحي للمستحقين بأسلوب عصري حديث مع مراعاة خصوصية المجتمع. بالإضافة إلى أن إستراتيجية جمعية بنك الطعام الخيرية بالشرقية ربما تتبع أسلوب مختلف نوعا ما بعدما قام فريق من البنك بزيارة لبنك الطعام في مصر وجمعية حفظ النعمة في دول الخليج للتعرف على تجربتهم في هذا المجال. وإمعانا في الاستفادة من تلك الخبرات وقعت الجمعية مذكرة تفاهم مع بنك الطعام المصري للتوأمة وتوحيد المقاييس والمعايير، حيث تتمثل إستراتيجيتهم في عدم القيام بالأعمال، وإنما الإشراف على الأعمال من خلال الشركاء، والتوسع في كسب شركاء بدلاً من مزاحمتهم أو إلغائهم، إضافة إلى الحفاظ على الجودة، والحفاظ على صحة الإنسان وعدم المساس بها، كل ذلك طبقا لمعايير أداء عالية تنتهج الأساليب الإدارية الحديثة. كما أن بنك الطعام السعودي لن يقتصر على المفهوم الإغاثي فقط، وإنما سيتجاوز ذلك لتكوين منظومة متكاملة من العمل الخيري والاجتماعي، تكون نواته التدريب والـتأهيل والتوظيف، ودمج الأسر المحتاجة بالمجتمع لتصبح ذات قيمة مضافة، والتعرف ورصد خط الفقر في السعودية، وحصر الأسر وأماكن تركزها وأسباب فقرها. تعاون عربي لبنوك الطعام إن الظروف الحالية التي تمر بها العديد من الدول الإسلامية في ظل ارتفاع الأسعار والبطالة جعلت مثل تلك البنوك حاجه ملحة للاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة لدرجة جعلت العديد من البنوك والجمعيات الخاصة بالطعام تقوم بعمل شراكة فيما بينها حيث وقعت تكية أم علي ومقرها في الأردن وبنك الطعام المصري برتوكول تعاون وذلك حرصاً على تطوير العمل الخيري وتناقل الخبرات والتجارب بين مؤسسات العمل الخيري المختلفة في مختلف مناطق العالم؛ وذلك للعمل على تسهيل أعمال الجمعيات الخيرية المشاركة بهذا البروتوكول التعاوني وتطوير مستوى الأداء وتقديم خدمات أفضل للفئات المنتفعة من هذه الجمعيات، وحيث أن الجمعيات المشاركة بهذا البروتوكول تعتبر من الجمعيات المتميزة والمتخصصة في مكافحة الجوع التي تعنى بتقديم خدمات غير ربحية متعددة في كل من مصر والأردن. ويرى مراقبون أن قرار إنشاء بنك الرياض للطعام وأيضا بنك الطعام السعودي بالشرقية لهما خطوة على المسار السليم والعمل المهني العلمي في إقرار وإحياء قيم التكافل والترشيد في الإسلام الذي أول من نادى بهذا القيم الراقية وكافح من أجلها الصحابة وتابعيهم.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook