الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

وما ذنب الأسلحة الكيميائية؟!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

كانت طبول الحرب تقرع وتصم الآذان, من قبل الولايات المتحدة الأمريكية, وبعض القوى الغربية لمعاقبة نظام بشار الأسد على قتله المئات من شعبه في مدينة الغوطة بالسلاح الكيماوي, قبل عدة أسابيع, على الرغم من أن الآلاف قتلوا من قبل ذبحا, ولم يتحرك المجتمع الدولي.

اضافة اعلان

وعلى وقع تلك الطبول, جاءت المبادرة الروسية, حيث أعلن وزير الخارجية؛ الروسي سيرغي لافروف، عن مبادرة تقوم على وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي ثم تدميرها، وتوقيع النظام على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية.

كان التدخل الروسي, فيما يبدو، طوق النجاة بالنسبة للرئيس الأمريكي؛ باراك أوباما, الذي بدا منذ اللحظة الأولى للأزمة مرتعش اليد, في مواجهة النظام العميل, نظام بشار الأسد, حتى ذهب إلى الكونجرس, طالبا التفويض في توجيه ضربة عسكرية.

شكلت المبادرة الروسية, خروجا من الأزمة للرئيس أوباما, بتحقيق ذات النتائج, التي كانت محل اعتبار من قبل الرئيس الأمريكي, وبقية القوى الغربية التي ساندت فكرة توجيه ضربة عسكرية إلى نظام بشار الأسد, وهي تقليم أظافر النظام, مع الإبقاء عليه حيا, والقضاء على ما يمكن أن يشكل تهديدا مستقبليا لإسرائيل.

والتهديد المستقبلي هنا, لن يأتي من قبل نظام بشار, فالكل يدرك أنه نظام فقد مقومات البقاء, ولا خوف على إسرائيل منه, ولكن الخوف من أن يأتي إلى سدة الحكم, من تراوده فكرة تحرير أرض الجولان من الاغتصاب الصهيوني, ومن ثم توجه تلك الأسلحة إلى حيث يجب أن توجه.

هكذا جاءت فكرة معاقبة الأسلحة الكيماوية, باعتبارها الفاعل الرئيس, والجاني الحقيقي، الذي ارتكب تلك المذبحة الدامية التي راح ضحيتها العشرات, وليس معاقبة النظام العلوي المجرم, الذي استخدم بدم بارد تلك الأسلحة, في مواجهة شعبه الأعزل.

وهكذا وجدنا أنفسنا في حالة هزيلة، ومسرحية سيئة الإخراج, يجرى فيها الترويج على أن القتل أنواع, فالقتل قصفا لاشيء فيه.. والقتل حرقا لا حاجة للمجتمع الدولي بالتدخل لوقفه.. والقتل بالهدم من قبيل الأمور الداخلية التي لا يتحرك حيالها ضمير المجتمع الدولي.

سيتدخل المجتمع الدولي, على استحياء, حينما تقتل الشعوب فقط بالأسلحة الكيماوية, لإدانة تلك الأسلحة, وما عداها, فالقتل بها لا شيء فيه, وعلى الشعوب أن تتحمل حينها القتل, لأنه مشروع دوليا, كما أن القتل بغير الكيماوي, قتل رحيم, مهذب, تقره الشرائع والأعراف الدولية الأمريكية ـ الروسية!!

كما شكلت المبادرة الروسية قبلة الحياة للنظام السوري الذي وضع البلاد في مأزق شديد الخطورة, فلم يعد مسؤولا عن هؤلاء القتلى, لأن الجاني, وهي الأسلحة الكيماوية, سيتم معاقبتها, ومن ثم سيذهب الجميع مجبرا إلى مؤتمر "جنيف 2", حيث يتم التوصل إلى حل يضمن بقاء الأسد, وتدجين الثوار, ومحاولة استمالتهم ببعض المناصب السياسية العقيمة.

لقد ذهبت دماء تلك الضحايا سدى, بفعل المبادرة الروسية، التي أنقذت الرئيس الأمريكي أوباما, وأنقذت نظام بشار الأسد, وكافأت الاحتلال الصهيوني, وعاقبت الأسلحة الكيماوية على فعلتها المنكرة.

عزاؤنا للقتلى والشهداء..

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook