الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

زوِّجوني

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

دائماً نقرأ إحصائيات مخيفةً حول نِسَب العنوسة والطلاق بين فتياتنا، وفي المقابل نجد العزوفَ الكبير من الشباب عن الزواج المبكر من فتاة تكبره بأعوام كما فعل حبيبُنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم في زواجه من خديجة رضي الله عنها. ويردد الكثير قضية المال وأنه الحاجز الأكبر، والحقيقة أننا لا نرى زواجاً مبكراً حتى في أوساط شباب الأسر الموسرة. بل العكس أعرف نماذج رائعة، وللأسف قليلة جداً، لأصحاب الدخل المتوسط والأقل منهم وقد شجعوا أبناءهم على الزواج؛ فكان سبباً رئيساً في استقرارهم النفسي وتفوقهم العلمي والوظيفي.

اضافة اعلان

والسؤال/ ما المانع أن يتزوج شابٌ في مقتبل العمر وهو لا يزال في الثانوية أو السنة الأولى من الجامعة من فتاة في الثلاثين لم تتزوج من قبل أو تزوجت وقدّر الله عليها الطلاق؟

لماذا يبقى شبابنا يعيشون هكذا بدون زواج مع تعدد الشهوات المحيطة بهم وصمت الآباء على ما يرونه منهم، مرددين الكلمة المشهورة (الشباب في فتن) دون تحرك جاد لانتشالهم منها والحفاظ عليهم وإعانتهم؟!

أليس من الدين والحكمة والعقل أن نحث الشباب ونرغبهم في الزواج في سن مُبكر حفاظاً على دينهم وتحصيناً لفروجهم؟

ألم يقل عليه الصلاة والسلام " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج..." الحديث؟

لماذا لا يشير الوالدان على ابنهما الشاب في مرحلته الثانوية للزواج من فتاة في الثلاثين ما دام الكثير من الأسر لا يزالون يرفضون تزويج بناتهم في سن مُبكر ويتركونهن ما بين متابعة قنوات شبابية وسناب شات وغيرها من برامج التواصل التي خلخلت أفكارهن حتى صرن يعشن حياتهن في صراع مع الشهوات وضياعاً للأوقات؟ والأعجب من ذلك أن السبب في عدم تزويجهن (حتى تُكمل دراستها)!!

لكن أن يضيع وقتها على القنوات وتضعف في دينها وتتحمل ما لا تطيق من السيئات...لا بأس!!! المهم أن تُكمل دراستها لتضمن الوظيفة ولا تحتاج لأحد!!!

أليس هذا ما يرددونه؟

وهم بتكرار هذه العبارات يُنشئون الفتاةَ على اللامبالاة ببعض حقوق الزوج لعدم الشعور بالحاجة إليه.

مع يقيني بحاجة الزوج الماسة لزوجته وحاجتها له مهما كابر في هذا أحدٌ منهما.

يا عقلاء قومي/ أليس المجتمع مليء بالفتيات الرائعات ما بين الثلاثين والخامسة والثلاثين ولم يتزوجن لأمر وحكمة لا يعلمها إلا الله؟

أليس المجتمع مليء بالشباب الأكْفاء لقيادة الأسرة المسلمة وهم في سن السابعة عشر والثامنة عشر؟

دعوكم من الشاب المتهاون الذي تخشى الفتاةُ الزواجَ منه.

أنا أتحدث عن الشاب الخلوق والمستقيم في سلوكه وتعامله والمحافظ على دينه وهم كُثر ولله الحمد.

وما دام لدينا شابٌّ رائع...وفتاة رائعة فاتها قطارُ الزواج المبكر... فلماذا هكذا يُتركون؟!

ألا يخشى الوالدان على ابنهما الشاب من تراكم السيئات في رصيده جرّاء تأخير زواجه؟

لماذا يصمت الآباء وهم يرون ابنهم الشاب يصارع أمواج الشهوات ويرتفع لديه رصيد السيئات دون شعور بخطورة الأمر؟؟

ما المهم في نظرهم؟

أن يُكمل دراسته الجامعية ثم يحصل على الوظيفة ليقوم بحياته؟

تخيلوا... يُحاط بقنوات مُفسِدة ومقاطع مخلة وارتياد مستمر للأسواق مع صمت للآباء!!

والمصيبة التي يغفل عنها الآباءُ أن الشاب قد يموت مثقلاً بالذنوب بعد أن عاش صراعاً نفسياً مع شهواته مع قدرة والده على تزويجه ولم يفعل، ولذلك أخشى أن يقع الذنبُ على الوالد لتقصيره.

لم لا يتزوج شاب السابعة عشر والثامنة عشر ويعينه والده بمصاريف الزواج ويقف والد الفتاة معه بتيسير التكاليف أولاً، وبمساعدتهما في حياتهما حتى تستقر؟

ألا يريد والدة الفتاة سعادة ابنته؟

ألسنا نخاف على أبنائنا وبناتنا من الحرام؟

لماذا يبقى الأب متفرجاً ما دام يستطيع مساعدة ابنه على الزواج؟

لماذا يقف المجتمع مكتوفَ الأيدي وهو يرى الفتيات الرائعات ينتظرن الزواج ثم لا يقدمون أبنائهم لهن؟

أرجوكم/ اطرحوا فكرة الزواج المبكر للشباب وكرروها وناقشوها وقدموا لهم النماذج الحية الرائعة من الشباب الذين تزوجوا في سن مبكر ونجحوا في حياتهم.

شجِّعوا الشباب على الزواج، فمن لم يجد منهم فتاةً في نفس العمر فليتقدم لمن هي أكبر؛ فحتماً سيجد فيها رجاحة العقل واتزان الرأي أكثر من غيرها التي تصغرها وهنّ كُثر، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حين تقدم لخديجة، رضي الله عنها، وهي في الأربعين من عمرها ولا يزال شابًّا.

الواقع المؤلم الذي نعيشه يقول إن الفتاة التي وصلت الثلاثين من عمرها ليس أمامها إلا خيار الزواج من معدّد، أي تكون الثانية أو الثالثة وهكذا، أو تبقى بدون زواج كما تختاره بعض النساء بإرادتها لمعارضتها التعدد هداهن ربي ووفقهن لرضاه -ولست هنا أناقش قضية التعدد- بل لطرح رأيي حول أهمية تزويج الشباب المبكر.

فأقول للفتيات... إذا نجحنا في ترغيب الشباب بالزواج من فتاة تكبره بأعوام وزواجكن من معدّد هو الخيار الوحيد (في الغالب)، فلتقبل فتاة الثلاثين بالشاب الرائع لتعيش معه أولى سنوات زواجها وتنجب الأولاد إن كتب الله لها الذريةَ، وحتماً بعد سنين سيحتاج الزواج بالثانية ما دام الفرق بينه وبين الأولى العشر والخمسة عشر عاماً، وهنا عليها أن تحتمل هذا الأمر -مع يقيني بثقله على النساء- ولكنه الخيار الأمثل لهن بدلاً من أن نبقى هكذا مكتوفي الأيدي. فلا شبابنا يتزوجون في سن مبكر، ويتقدم العمر بفلذات أكبادنا من بناتنا دون زواج وذرية!

زواج الشباب المبكر هو أحد الحلول لاحتوائهم في مقتبل أعمارهم وحفظهم من الانجراف في بحور الشهوات وحبائل وسائل التواصل التي يجيش لها الجيوش لانحرافهم بنشر الرذيلة وخرق السفينة، فلنساهم في التوعية بأهمية الزواج المبكر ﻷن مجتمعاتنا ستجني تبعات التأخير وستكن فتنة وفساد كبير.

والسؤال المهم/ حتى متى سترفض الأسرُ تزويجَ الفتيات في سن مبكر؟!

أخيراً/ وحتى لا يخرج النقاشُ عن هدف المقال، أُذكِّر القراءَ الكرام بأن مقالي هدفه المساهمة في طرح أهمية تزويج الشباب المبكر وتحصينهم وحفظهم بالفتيات اللاتي أكبر منهم، بعيداً عن النقاش في التعدد وأهميته ﻷننا شبعنا نقاشات حوله، ويهمنا الآن بالدرجة الأولى التزويج المبكر للشباب.

الموضوع لا يكفيه مقالٌ، أسأل الله أن أكونَ قد وُفقت في طرح ما يفيد المجتمعَ وينفعه.

كتبه/ سلطان سعد الحسنية

[email protected]

تويتر

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook