الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المملكة تخطت العالم في السمنة.. 24 عملية تكميم معدة أسبوعيًّا بمستشفى الملك خالد

السمنة
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – واس:

كشف أستاذ جراحة المناظير في كلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن ضحيان الضحيان، عن أن مستشفى الملك خالد الجامعي في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود بالرياض، يجري أسبوعياً ما يقرب من 24 عملية تكميم معدة لعدد من المرضى الذين لا تقل أعمارهم عن 18 عاماً معظمهم من النساء، ممن يعانون من أمراض السمنة المفرطة التي وصلت في بعض الأحيان إلى 300 كيلوجرام.

اضافة اعلان

وقال على هامش أعمال المؤتمر الثالث للجمعية الخليجية لجراحات السمنة المنعقد في الرياض حالياً: إن المملكة تخطت دول العالم في معدل انتشار أمراض السمنة بسبب الممارسات الخاطئة التي يرتكبها أفراد المجتمع في حياتهم اليومية خاصة من فئة الشباب المتمثلة في: تناول الوجبات السريعة، والسكريات، والمشروبات الغازية، وعدم ممارسة الرياضة الصحية التي تناسب سن وحالة الفرد الطبية، منبهاً الشباب من خطر الإصابة بأمراض السكري وضغط الدم التي عادة تصيب الإنسان ما بين 30 إلى 50 عاماً.

وأفاد الدكتور الضحيان أنه يجري عملية تكميم المعدة في مستشفى الملك خالد الجامعي مع أربعة أطباء سعوديين هم: الدكتور فهد بامحرز، والدكتور عمر العبيد، والدكتور محمد النعمي، والدكتور عويّد المالكي، وذلك بواقع 4 إلى 6 عمليات في الأسبوع، مبيناً أن لائحة قوائم انتظار المرضى الذين يرغبون في إجراء هذه العملية وصلت إلى عام تقريباً.

ولفت النظر في ذلك السياق إلى أنهم يعطون الأولوية في إجراء عملية التكميم للنساء اللاتي يعانين من العقم وهن في سن 35 عاماً ويرغبن في الحمل، أو المريض الذي يعاني من السكري أو ضغط الدم أو السمنة المفرطة التي تصل في الغالب إلى أوزان تتراوح ما بين 200 إلى300 كيلوجرام أو تتجاوز ذلك.

وتحولت عمليات جراحة السمنة من ضرورة ملحة لمرضى السمنة المفرطة إلى هوس اجتماعي رغب فيها البعض من أجل الوصول للرشاقة في وقت سريع خاصة من النساء دون تقدير مدى حاجة الجسم لها، لكن الدكتور عبدالله الضحيان أوضح أنهم يقيمون حاجة الإنسان لمثل هذه العمليات من خلال معرفة وزنه الذي يقسم على مربع الطول، فإذا كان الفرق بينهما يصل إلى أكثر من 40 كيلوجراماً تسمى هذه الحالة "سمنة مفرطة" ويحتاج الشخص إلى عملية تكميم أو تحوير ما لم يتجه إلى اتباع نمط غذائي ورياضي صحي يساعد في تخفيف الوزن الزائد.

وأضاف أنه إذا كان فرق وزن الإنسان يقترب من 30 كيلوجراماً فإنها تسمّى "سمنة عادية" تتطلب الانتباه وتغيير نمط الحياة المتبع وممارسة العادات الصحية التي تساعد على تخفيف الوزن، في حين إذا كان السمين العادي مصاباً بالسكري أو يعاني من أمراض المفاصل فإنه يحتاج إلى إجراء عملية تكميم معدة، ومن المتوقع أن يُشفى - بإذن الله - من السكري،

وأشار إلى أنه يوجد في المدينة الطبية بجامعة الملك سعود "مركز تميز أمراض السمنة والأمراض الباطنية المرتبطة بها" ويعد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعمل فيه 40 طبيباً في جميع التخصصات التي تتطلبها العمليات الجراحية لأمراض السمنة، ويستقبل مرضى السمنة من داخل المملكة وخارجها، كما يوجد برنامجاً لتدريب أطباء جراحات السمنة مدته 24 شهراً.

ونصح أستاذ جراحة المناظير في كلية الطب بجامعة الملك سعود مرضى السمنة في المرحلة الأولى إلى إجراء عملية قص المعدة التي يقدر حجمها بلتر وربع لتتحول بعد العملية إلى ما بين 100 إلى 200 سم، أو إجراء عملية "التحوير" التي هي عبارة عن فصل المعدة إلى قسمين ثم يتم توصيلها بالأمعاء ليؤدي ذلك إلى مضاعفة امتصاص المواد الغذائية، مبيناً أن فشل إجراء مثل هذه العمليات يعود لعدم تخصص وخبرة الطبيب التي يجريها، حيث تحتاج إلى جرّاح متخصص يقود فريقاً من أطباء الأمراض المعدية، والتخدير، والعلاج المركز، والأشعة، والجهاز الهضمي.

وقال الدكتور عبدالله الضحيان: إن عملية تكميم المعدة التي يفضل الأطباء إجرائها في البداية لأي مريض سمنة تتفاوت أسعارها في المستشفيات الخاصة لكنها في الغالب تبلغ (30 ألف ريال سعودي تقريباً) وتتم بطريقتين الأولى: يستخدم فيها 3 دبابيس من نوع " Titanium alloy " ومدتها 10 دقائق، والثانية من 6 إلى 8 دبابيس وهي الأدق والأصح - كما يصف الضحيان- خاصة لضمان نتائج إيجابية بعد العملية وتستغرق (ساعة)، في حين أن عملية تحوير المعدة التي توصل بالأمعاء يستغرق إجرائها (ساعة كاملة)، مفيداً أن فشل نتائج بعض عمليات جراحات السمنة تعود في الغالب لعدم التزام المريض بالحمية اللازمة وتناول السكريات بطريقة تجعل نزول الوزن صعباً.

من أجل ذلك استثمر مؤتمر الجمعية الخليجية لجراحات السمنة الثالث الذي تنظمه الجمعية السعودية لجراحة المناظير وجامعة الملك سعود في فندق الريتز كارلتون بالرياض هذا التجمع العلمي في تكوين ورش عمل نشطة لتدريب طلاب الطب السعوديين على كيفية التعامل مع عمليات الجراحة الخاصة بالسمنة، في خطوة أولى تهدف إلى إيجاد الكوادر الوطنية المتخصصة في ذلك المجال.

وبحسب استشاري جراحات السمنة والمناظير المتقدمة في مستشفى قوى الأمن في الرياض الدكتور عدنان بكر مفتي فإن المؤتمر عرض عدداً من عمليات جراحات السمنة التي أجريت في مستشفى الملك خالد الجامعي لاطلاع طلاب الطب في المراحل المتقدمة على طريقة إجرائها، بالإضافة إلى أنه كان فرصة سانحة لمناقشة أمراض السمنة التي شاعت في العالم مع المتخصصين في ذلك المجال عبر 54 ورقة علمية قدمها نخبة أطباء جراحة السمنة والمناظير والمختصين والمهتمين من مختلف قارات العالم، وبحث تطوير الممارسات الجراحية في المنطقة العربية.

ومن جانبه، أكد المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن بن محمد المعمر في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أهمية مثل هذا اللقاء العلمي المتخصّص الذي يتناول أحد أهم المشكلات الصحية التي يعاني منها الكثير من المجتمعات وهي أمراض السمنة، مؤكداً تميز المؤتمر بحضور ومشاركة نخبة من المختصين والمهتمين في مجال علاج وجراحة السمنة ليقدموا خبراتهم العلمية ويستفيد منها الجميع.

وفي مقابل ذلك الزخم العلمي، تنافست كبريات الشركات الطبية في معرض مصاحب للمؤتمر على عرض أحدث الأجهزة الطبية المستخدمة في عمليات التكميم أو التحوير بغية استقطاب المستشفيات لاقتنائها، وقدمت عبر لوحات ثابتة ومتحرّكة نماذج متعدّدة لطرق إجراء مثل هذه العمليات.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook