تواصل- ترجمة:

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها: إن الهنود أرسلوا قبل أيام رسالة لرئيس الوزراء "نارندرا مودي" زعيم حزب "بهاراتيا جاناتا" مفادها: ضع حدًّا لإشاعة الكراهية.

وأشارت إلى أن "مودي" يحقق إنجازات اقتصادية كبيرة، لكن أعضاء حكومته وحزبه السياسي يمزقون وعده بتحقيق الاندماج داخل المجتمع الهندي من خلال إشعال التوترات الطائفية.

وتحدثت عن أن تسميم السياسة بالكراهية الدينية يبدد تطلعات الهند الاقتصادية، في وقت ينبغي أن تلعب فيه نيودلهي دوراً أكبر وبناء بشكل أكبر في جنوب آسيا والعالم.

وذكرت أن تاريخ الهند حافل بالأمثلة على العنف والصراعات الدينية، لكن تلك الصراعات هدأت خلال فترة النمو الاقتصادي السريعة، ومع ذلك فإن كثير من الهنود يخشون الآن من عودتها.

وأبرزت الصحيفة خسارة "مودي" وحزبه الانتخابات التشريعية في ولاية "بيهار" شمال البلاد، التي يصل تعداد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، بحصوله على 53 مقعداً فقط أمام تحالف من الأحزاب العلمانية التي حصدت 178 مقعداً من مجموع مقاعد المجلس البالغ عددها 243.

وتحدثت عن أنه وقبل أشهر من تلك الانتخابات قام المتشددون في حزب "مودي" وفي المجموعات المرتبطة بالحزب بإشعال التوترات الطائفية في البلاد، حيث سعى المشرعون التابعين للحزب إلى فرض حظر على لحوم الأبقار في أنحاء البلاد حيث تعتبر الأبقار مقدسة لدى الهندوس، إلا أن تلك الخطوة أشعلت الانقسامات بين الهندوس والمسلمين، خاصة أن هناك من المسلمين من يأكل لحوم الأبقار في الهند، حيث قتل هندوسٌ متطرفون 4 مسلمين خلال الأسابيع السبعة الماضية، مما دفع المئات من الكتاب والأكاديميين وغيرهم للاحتجاج على تنامي الكراهية.

وأضافت أن "مودي" لم يدن بقوة قتل المسلمين على خلفية أكل لحوم الأبقار، على الرغم من الطلبات المتكررة من قبل المسلمين وأقليات أخرى، حيث تسامح مع خطابات الكراهية والتحريض التي أطلقها بعض وزرائه ومسؤولي حزبه، لدرجة أنه شخصياً سعى لاستغلال الانقسامات الطائفية خلال انتخابات "بيهار" عبر تخويف الناخبين من التصويت لمنافسيه على اعتبار أن فوزهم سيخدم المسلمين، وخرج مستشار مقرب له ليخبر الناخبين بأن فوز التحالف المنافس سيسعد الباكستانيين المسلمين.