"آسف نسيت أن أسلم عليك".. هكذا بادرت الجالس إلى جانبي في مقعد الطائرة والذي لم ألحظه في البداية لانشغالي في البحث عن مقعدي وترتيب أغراضي...

رد علي بابتسامة عادية "مافيه مشكلة"!

"اليوم جمعة وأنت مسافر إلى جدة.. هل أنت في مهمة عمل؟"

أجاب جاري قائلاً: أنا في مهمة عمل في الرياض وسأعود إلى مقري في جدة حيث أعمل في شركة للأجهزة الطبية.

"جميل.. أي نوع من الأجهزة تسوقون؟"

أجاب ضاحكاً: "أجهزة تخسيس ومعالجة الجسم والبشرة".

قلت له: ألها زبائن؟

قال: "يظهر أنك بعيد عن الساحة هناك إقبال غير عادي في المنطقة على مثل هذه الأمور".

"أتعرف أن نسبة كبيرة من الطبقة الوسطى وجل الطبقة العليا هم زبائن دائمون لنا!!"

"أنا أجهل مرادك، بالضبط ماذا تعملون؟".

"نقوم بتقشير البشرة، ونفخ الشفاه، وملء الوجنتين، ومعالجة التجعدات، وإخفاء الدوائر السوداء حول العينين".

"تقشرون البشرة!! " رددت عليه متعجباً!.

"نقوم بتقشير الوجه أي معالجة الوجه بمواد كيماوية لإعادة البياض والنضارة له".

"أيضاً نقوم بتكبير الأثداء و..."

قاطعته مازحاً وبسرعة.. " وماذا عن التصغير؟" أجابني جاداً "هذه نادرة جداً.. كما نقوم بعمليات تخسيس أي خفض الوزن ليس عن طريق شفط الدهون كما كان سابقاً والذي أثبت فشله وأضراره على الجسم ولكن بالموجات الصوتية حيث نسلط على الكتل الدهنية الموجات والتي تقوم بعملية تفكيك كامل للدهون فتخرج مع الفضلات من الجسم".

فكرت ملياً بالأمر وسألته: " كم نسبة النساء اللواتي يقمن بعمليات التجميل في المنطقة؟".

قال: عالية جداً.. تقريباً نصف النساء البالغات يقمن بهذه العمليات رغم أنها غير ضرورية.. فقط للتجمل والتباهي أمام الزميلات أو الزملاء!!.. ولا يفوتني أن أذكر لبنان حيث ترتفع هذه النسبة هناك عن دول الخليج.. ".

هل يمكن أن أتعرف على تكاليف هذه العمليات؟

أجاب: "ليست رخيصة تتراوح ما بين 200-300 ريال للجلسة الواحدة، ويختلف عددها بحسب طبيعة العملية، وهي تتراوح بين أربع إلى عشر جلسات وبعضها يحتاج تجديد بعد بضعة أشهر حيث يمتص الجسم المادة التي تم حقنها فيه فيحتاج إلى تعويض عن الفاقد".

سؤال آخر: ما تحليلك لهذا الإقبال لدى النساء خصوصاً على مثل هذه العمليات؟

أجاب باسماً: "طبعاً تتوقع أن أقول لك وفرة المال والترف والتقليد... وهذه أشياء صحيحة لكني أظن أن النساء في المنطقة يعتقدن أنهن محرومات ويعشن كبتاً وضغوطاً نفسية تتجلى في مثل هذه العمليات! والبنات بشكل خاص يحرصن على مثل هذه العمليات للتعبير عما بداخلهن وإعطاء انطباع حسن عن أجسامهن وملامحهن.. ! وفي البلدان الأخرى لجذب الجنس الآخر بالطبع!!".

سؤال أخير وأرجو ألا يكون محرجاً لك هل هذا النمط من الأعمال التجارية رابح؟!

رد بمكر ودهاء يتضح من محياه "بالطبع وبدون شك، خصوصاً لو أضفت لمثل هذا النشاط القضايا التناسلية!!".

بلغ حجم المبيعات العالمية في مستحضرات التجميل بما يقرب من 255 مليار دولار ومستحضرات العناية بالبشرة تأتي في مقدمة المبيعات، إذ تحظي بـ 27% من إجمالي الطلب.

في دول الخليج تقدر حجم الإنفاق بنحو 6 مليارات دولار! ما يقارب النصف في السعودية.