------------------------------------------------------
في سياق آيات الصيام جاءت لفتة عجيبة تخاطب أعماق النفس، وتلامس شغاف القلب، وتسرِّي عن الصائم ما يجده من مشقة، وتجعله يتطلع إلى العوض الكامل والجزاء المعجل، هذا العوض وذلك الجزاء الذي يجده في القرب من المولى جل وعلا، والتلذذ بمناجاته، والوعد بإجابة دعائه وتضرعه، حين ختم الله آيات فرضية الصيام بقوله سبحانه) : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، فهذه الآية تسكب في نفس الصائم أعظم معاني الرضا والقرب، والثقة واليقين، ليعيش معها في جنبات هذا الملاذ الأمين والركن الركين.
كما أنها تدل دلالة واضحة على ارتباط الصوم بالدعاء، وتبين أن من أعظم الأوقات التي يرجى فيها الإجابة والقبول شهر رمضان المبارك الذي هو شهر الدعاء.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا؛ العفْو: الإزالة، والعطاء عن رضا، والله هو العفُو يمحو ذنوب عباده وآثارها، ثم يرضى عنهم، ثم يعطيهم بعد الرضا. والعفو أبلغ من المغفرة.
والله تعالى غفور وعفو. المغفرة أن يسترك في الدنيا والآخرة ولا يعاقبك، لكن الذنب موجود! أما العفْو فالذنب غير موجود أصلاً، والعفُو لا يُذكّرك بسيئاتك لأنه محاها، والغفور قد يغفر لك ولا يرضى عنك، أما العفُو فراضٍ بالتأكيد، فحتى الملَك لا يذكر هذا الذنب، وإن كان كبيراً وفاضحاً، مادام الله عفا عنك في ليلة القدر مثلاً، كأنك نقيّ منذ وُلِدت إلى أن مت؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم لعائشة إن أدركتِ ليلة القدر قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
برعاية مكتب الدعوة بالروضةhttps://twitter.com/arrawdah