من أَجَلّ‬ الطاعات وأفضل القربات التي يحبها الله - عز وجل - قيام الليل، فقيام الليل دأب الصالحين وشأن عباد الله المتقين، كما أثنى الله عليه في كتابه المبين، وهذا الشهر - شهر رمضان - فرض الله - عز وجل - على عباده المؤمنين صيامه، وندب رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - إلى قيامه، فحري بالمسلم أن يشحذ همته لقيام هذا الشهر المبارك، اقتداءً وامتثالاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم، فهي سنة مؤكدة لما ورد في فضل قيام رمضان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه). "البخاري".

التراويح: مأخوذة من المراوحة وهي رفع الأقدام والمداولة بينهما من شدة القيام وطوله. وسبب تسميتها بهذا الاسم أن الناس كانوا يُطيلونها جداً فكلما صلوا أربع ركعات استراحوا قليلاً.

فعلى المسلم أن يحرص على صلاة التراويح، ويصبر على إتمامها مع إمامه، ولا يفرط في شيء منها، ولا ينصرف قبل إمامه، حتى ولو زاد إمامه على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة". وينبغي للإمام في صلاة التراويح أن يراعي صلاته، فيصلي صلاة الخاشعين، يرتل القراءة، ويطمئن في الركوع والسجود، ويحذر من العجلة لئلا يخل بالطمأنينة، ويتعب من خلفه من الضعفاء وكبار السن والمرضى.