الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أمهاتُ الطاعات

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في رمضانَ تجتمعُ أمهاتُ الطاعات، فالصلاةُ والصيامُ وزكاةُ الفطرِ، فيه فرائضُ واجبةٌ، ثم هناك تلاوةُ القرآنِ والذكرُ والدعاءُ والصدقةُ والعمرةُ وإطعامُ الطعامِ, ويضافُ لاجتماع هذه الطاعات اجتماعُ المسلمين لأدائها، فجماعيةُ الطاعةِ في رمضان تبعثُ في النفسِ نشاطًا وثباتًا.

اضافة اعلان

فرمضانُ هو الشهر الذي اختصه الله تعالى بنزول القرآن، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185], والقرآنُ كتابُ هذه الأمةِ، هو روحُها وباعثُها, ونحن في حاجةٍ لتعاملٍ مختلفٍ مع القرآن، نقرأوه لنطبقَه، لا يكون همُّنا كم مرةٍ ختمت، ولكن همَّنا كم آيةٍ طبقت.

وفي رمضانَ كان صلى الله عليه وسلم أجودَ ما يكون، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضانَ حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضانَ فيدارسه القرآن، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريحِ المرسلةِ).

ورمضانُ شهرُ الجودِ والبذلِ والعطاءِ، فالصدقةُ تطهرُ نفسَ المؤمن وماله، وتحفظ عليه النعمةَ، وتدفع عنه الآفاتِ والمصائبَ وتقيه مصارعَ السوء، وتكون حارسًا عظيمًا على نفسِه وأهلِه، وبالصدقةِ تأتلفُ القلوبُ وتزول الضغائنُ، حتى يستشعر المؤمنُ حلاوةَ الإسلام الذي دفعَ الغنيَّ لا للتصدقِ على الفقير، إنما لإعادةِ حقِّه الذي فرضه ربنا سبحانه في مالِ الغني.

ورمضان شهر الصبر، فإن الصبرَّ لا يتجلى في شيء من العبادات تجليه في الصوم، حيث يحبس المسلم نفسه: عن الأكلِ، والشربِ، والجماعِ، وغيره في النهار طوال شهرٍ كاملٍ؛ ولهذا كان الصوم نصف الصبرِ وجزاء الصبر الجنةَ، كما يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

وفيه ليلةُ القدرِ، التي هي خير من ألف شهر، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)} [القدر: 1 - 3], وإنه لفضلٌ عظيمٌ أن يدركَ العبدُ ليلةَ القدرِ؛ فيكون قد أدركَ فضلَ ثلاثَ وثمانينَ سنة أو أكثر، فوالله لا يُحرمُ خيرَها إلا محرومٌ، وقيامها فيه غفرانُ ما تقدمَ من الذنوبِ، فيالها من نعمة على المؤمنينَ سابغة.

وفيه دعاءٌ مستجابٌ، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ لله في كلِّ يومٍ وليلةٍ عتقاء من النار في شهرِ رمضانَ، وإنَّ لكلِّ مسلمٍ دعوة يدعو بها فيستجابُ).

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook