الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

رؤية حول داعش كنشأة ونصح للدواعش وداعشي الهوى

رائد بن حجاب الحربي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
قبل أن أتكلم عن الدواعش وداعشيّ الهوى، أحبُ أن أتكلم عن رؤيتي عن هذه الجماعة الباغية من حيث النشأة، فأقول: لم تكن هذه الفرقة كغيرها من الفِرَق العدوانية الأخرى كحزب الله والقاعدة وغيرهما، حيث إن هاتين الفرقتين لم يَكْن تكوّنهما بيومٍ وليلة بل تشكّلت شيئاً فشيئاً أسأل الله أن يعجل في انهيارها. أمّا داعش أو ما تسمى بالدولة الإسلامية (والإسلام منها براء) فكان قيامها وانتشارها وبطشها كان بشكلٍ سريع وبِعَتادٍ لا يمكن أن يحمله مبتدئ ولا يمكن أن يشكّله ضعيف!! فعندما نُرجع الذاكرةَ لبداية الأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية وبالأخص الأحداث السورية نجد أن ظهور داعش كان في ذلك الوقت، وكان ظهورها كما شاهدناهم في وسائل الإعلام ظهوراً سريعاً من جهة النمو وقوياً من جهة الأسلحة والمركبات، بشكلٍ يُستحال أن يكون صنيعة شباب جُهّال منحرفين ومعتدين ومتطرفين فكرياً وإن كانوا هم الذين نراهم في الصف الأمامي! لأن العقل والحس يرفضان ذلك تماماً فأنا شخصياً مقتنع تماماً أن هذه الفرقة إنما هي صنيعة استخباراتية أرادت إشعال المنطقة وتفكيكها وجعلها في حالة عديمة من الاستقرار، وإنما جعلوا في الصف الأمامي من هؤلاء الضالين المنحرفين من شبابنا وذلك بلباسها لباساً دينياً لماذا؟ لأنهم سوف يجدون أُناساً انحرفوا عن منهج الكتاب والسنة ولكنهم يَظنّون أنهم على منهج الكتاب والسنة، وسوف يُحقّقون كل ما يريده الاستخباراتيون من باب الاعتقاد والصدق في بذل النفس للموت بحثاً عن الجنة كما شرّع الجهل لهم ذلك، ومما يُقوي قناعتي بأنها صنيعة استخباراتية قول وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها (خيارات صعبة) كلاماً يدل على أن الإدارة الأمريكية هي من أسّست داعش، وأنا متأكد تماماً أن هؤلاء المتطرفين الذين في الصف الأمامي لا يعلمون عن ذلك شيئاً، فانطلقوا يَسعون في الأرض فساداً، يقتلون وينحرون ويُفجِّرون كل هذا باسم الدين، حتى وصلوا إلى بلاد الحرمين وقتلوا الآمنين المستأمنين في مساجدهم، فتارة يقتلون رجال الأمن، وتارة يذهبون ويقتلون المصلين الآمنين في مساجدهم. فهل بعد هذا الضلال من ضلال؟! نسأل الله العافية، ولكن الحمد الله كانت الدولة -حفظها الله- لهم بالمرصاد بعد توفيق الله، وما حدث في المنطقة الشرقية من تفجيرٍ في مسجدين في جُمُعتين متتاليتين وقبلهما من قتلٍ لرجال الأمن في الرياض هذا الخميس في مبنى قوات الطوارئ، كل هذا وأكثر يدل دلالة واضحة على أن مَن في الصف الأمامي ليسوا محسوبين على طائفة مُعيّنة، وإنما هم جُهّال حاقدون يُدارُون من الأعداء، وإنّما استَغلّوا الخوارج عن الهدى والطاعة لتحقيق مآربهم، وأعتقد أن هذا الأمر أصبح واضحاً للجميع، ولكن الله يُمهل ولا يُهمل وهو خير الحافظين من شرورهم، وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من شرهم. وأنا مُدْرِك تماماً أن الأجهزة الأمنية يَقظِة ومُتفطّنة لهؤلاء الضالّين ومَن هو فوقهم، فلذلك أقول للدواعش الذين هم في الصف الأمامي وكذلك لدواعش الهوى أقول لهم: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فُسحةٍ من دينه ما لم يُصبْ دماً حراماً). أسأل الله أن يجعلنا ممن يَحيى ويموت وهو في فُسحةٍ من دينه. عندما يُزهد في العلم، ويُهجر الوحي، ويُطعن في العلماء الراسخين، ويُطاع الهوى، وتُطْبِق الشُبهةُ على صاحبها، ويقول الجْهلُ كلمته فإننا نرى مثل هذا الصنيع الشنيع وأكثر، قال النبي صلى الله عليه وسلم قبل ١٤٠٠سنة عن هؤلاء الضالين الخوارج ومَن هو على شاكلتهم: (يقتلون أهلَ الإسلام ويتركون أهل الأوثان). رحمك الله يا عثمان ورضي عنك فأنت من قتلوك، ورحمك الله يا علي ورضي عنك فأنت من حاربوك. لا أحزن على مَن يقتلونه مثل هؤلاء السفاحين لأنه شهيدٌ بإذن الله وإن كان الحُزن لابدَّ منه، وإنما أحزن على هذا الضال الذي يسفك دِماءَ إخوانه ويتخذ ذلك قربةً يتقربُ بها إلى الله، يا ليتَ هذا السفّاح إذا فعل مثل هذا الإجرام أن يفعله باعتراف منه أنه عدوان وحقد، وأن لا يَفْعلَه ظناً منه أنه دين وعبادة، لأن هذا السفّاح سوف يقِفُ عليه قطارُ الموت فحينها ماذا سوف يقول للحَكم العدْل سبحانه وتعالى؟! أو أنه حينٌ من الدهر سوف يفيق من غيّه ويُدرك بشاعةِ جريمته ولكن بعدما وقع الفأس بالرأس، فحينها كيف يتجاهل هذه الصُّوَر العالقة في ذهنه من جرائمه التي تتمثل له صباحاً ومساءً؟ وحينها كيف يُقاوم ضَمِيرَهُ الجلاّد؟ وحينها كيف يعيش على هذه المعمورة الفسيحة مطمئن البال ساكن النفس؟ وحينها كيف يُحيي هذه النفس التي أزهقها بغير حق؟ يا أَسَفَى حينها على حالهِ، والله كأنني أراه وهو يعَضُّ أصابع الندم، وكأنني أراه وهو يتجرع الويلات، أما علمتَ يا هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله) وهؤلاء قد شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأقاموا الصلاة فماذا تريد منهم؟! هل غاب عنك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة) والمعاهد ليس مسلماً ولكن الشريعة عصمة دمه لأنه إنسان، فكيف يأتي هؤلاء وينحرون إخوانهم من أجل حجج واهية وتأويلات باطلة؟! إذا كانت امرأة دخلت النار بسبب هِرة لا هي سقتها ولا أطعمتها ولم تتركها تأكل من خَشاش الأرض، فكيف بمن ينحر رأس أخيه المسلم بل ويكبّر على ذلك، قلِ بربك كيف سوف تتحمل هذا الذنب الثقيل؟! صحيح أن التوبةَ تَجُبُّ ما قبلها، وصحيح أن التوبة إذا قَبِلها الله أبدَل سيئات صاحبها حسنات، وصحيح أن الله يُحبّ التوابين، ولكن السلامة لا يعادلها شيء، والعيش في هذه الحياة دون ارتكاب مظلمة على أحد يُشترى بماء العينين. أخيراً يا من تقرأ هذه الخاطرة يقول النبي صلى الله عليه للصحابة: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال صلى الله عليه وسلم: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).. (رواه مسلم). فتأمل هذه الصفات فإن لم تكن فيك يا من تقرأ هذه المقالة فاحمد اللهَ فقد أصبحت من الملوك، وإن لمن تكن عندك مملكة، وقد أصبحت من الأغنياء وإن كنت لا تملك إلا القطمير. قاربتُ على ختم هذا المقالة وقاربتُ أن أعتق سراح القلم بعدما حبِسْته بين إبهامي وسبابتي، وليس هذا كل ما أريد ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، واللبيب تكفيه الإشارة اللهم إني أسألك أن ترينا الحقَّ حقًّا وأن ترزقنا اتباعه، وأن ترينا الباطلَ باطلاً وأن ترزقنا اجتنابه كَتَبَ هذه الخاطرة وهو يعْصِرُه الألم مما رأى  اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook