الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المناحات الجنائزية والمحاضن التربوية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

في كل يوم تقريباً نقيم مناحات جنائزية على شبابنا الذين تخطفتهم يد العنف والإرهاب المسلح من ناحية، أو جرفتهم تيارات اللهو والعبث من ناحية أخرى، فيما القليل النادر من شبابنا الذين نجوا من تلك المحارق الشبابية.

اضافة اعلان

وفيما بين تياري العنف واللهو يأتي التساؤل الجاد: كيف ننقذ شبابنا من تلك المهالك، ونجعلهم ذخراً لدينهم ووطنهم؟

إن المحاولات التي تبذل في هذا الصدد بالتحذير من خطر جماعات العنف، وبيان انحراف تيارات الإلحاد والإباحية لا يمكن أن تقوم بدور متكامل في حماية الشباب؛ لكونها تركز على الجانب السلبي وهو المنع، ويظل الشباب متسائلاً عن الطريق الصحيح، ولا جواب صحيحاً هنا.

كما أن المحاولات التي تقع في دائرة الاستهداف الأمني، هي إجراءات لوقاية البلاد من خطر تلك التيارات جميعها، وبيان أنها تعمل خارج دائرة المسموح بها ديناً ووطناً، وعلى الرغم من ذلك يظل الشباب في حيرته وتساؤله، إذا كان هذا هو الخطأ فأين الصواب إذن؟!

تكاد تكون الإجابة الصحيحة في جملة واحدة, إنها المحاضن التربوية, التي تقوم بعدة أدوار في وقت واحد:

المهمة الأولى, صد موجات التغريب التي تستهدف شبابنا، والتي تقوم بها وسائل الإعلام الحديثة، ومن خلال بعض المفتونين من كتاب وصحافيين وفنانين وغيرهم, الذين هم بمثابة جسر يقوم بنقل تلك الثقافات إلى الداخلي العربي والإسلامي.

المهمة الثانية, صد موجات العنف والتطرف، وتشويه الدين الإسلامي التي يقوم بها أرباب هذا الفكر الذي يضرب بجذوره في تاريخنا الإسلامي لأسباب سياسية واجتماعية عديدة, قد نسعى مستقبلاً للحديث عنها بشيء من الاستفاضة.

المهمة الثالثة, توفير المناخ التربوي المناسب الذي هو العنصر الرئيس في منع الشباب من الانخراط في صفوف تلك الجماعات المسلحة ذات الأيدلوجية العنيفة, وكذلك الأخذ بحجزهم من الانجراف وراء تيار الإباحية والإلحاد والشذوذ بكافة أنواعه..

إن تلك المحاضن تحتاج إلى دعم قوي من الجهات الرسمية للدولة؛ كي تؤدي دورها بصورة جادة ومثمرة, من خلال رعايتها، وتوفير المناخ المناسب لها للنجاح في استغلال طاقات الشباب، فيما يعود بالنفع عليهم شخصياً، وعلى دينهم وأوطانهم.

وربما إعادة الهيبة والاحترام والتوقير للعلماء والقادة الاجتماعيين والمصلحين، وتجريم الإساءة إليهم هي الخطوة الأولى في هذا الصدد، من قبل الأجهزة الرسمية للدولة، يتلوها السعي نحو إقامة تلك المحاضن تحت أعين الدولة، ومن خلال العلماء الربانيين الذين هم محل ثقة الشباب، والذين تتوافر فيهم الصفات المؤهلة للعمل التربوي.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook