السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

معرض الرياض للكتاب.. هل يستمر الجدل؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تزداد حدة الجدل في مثل هذه الأيام من كل عام بمدينة الرياض، التي تتهيأ لاستقبال معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، كأحد أكبر المهرجانات الثقافية، ويرتاده أكثر من مليون زائر سنوياً من المهتمين بشراء الكتب والمشاركة في الندوات والفعاليات المصاحبة له.

وتحول المعرض من فعالية ثقافية عادية تزدهر بها عمليات بيع وشراء الكتب في السنوات الأخيرة إلى منبر للحوار وساحة للجدل والسجالات الفكرية بين عدة تيارات ثقافية بالمملكة، تبدأ منذ الإعلان عن المعرض وتستمر فترة طويلة بعد إغلاق أبوابه أمام الجمهور.

وينقسم المواطنون حول محتوى المعرض ما بين متلهف للحصول على بعض الكتب التي لا تتوافر عادة بالسوق السعودي والاستماع لعدد من أهل الفكر والثقافة، ومتخوف من الكتب المعروضة، في ظل غياب الرقابة الكافية من وزارة الثقافة على محتوى تلك الكتب، ومتحفظ على بعض الممارسات السلبية التي شهدتها النسخ السابقة من المعرض.

عارضون جدد

اضافة اعلان
أعلن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، إنهاء كافة إجراءات قبول المشاركين الذين تم تسجيلهم في المعرض لعام 2013م.

وأوضح أن عدد الجهات المشاركة بلغ 957 دار نشر، وهيئة ومؤسسة حكومية وأهلية وخيرية من نحو 30 دولة عربية وأوروبية، ما يشير إلى ارتفاع نسبة المشاركة هذا العام عن مثيلتها في الأعوام السابقة.

تسويق أفكار مشوهة


تتصاعد الشكوى دائماً من قيام بعض دور النشر بترويج وبيع كتب لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية ويدعو بعضها إلى الإباحية والإلحاد بداعي حرية الفكر، ويتخوف كثيرون من تكرار المشكلة واستمرارها على النهج السابق ذاته في التعامل مع الكتب الممنوعة، ما يعيد إلى الأذهان تقارير العام الماضي، التي كشفت وجود كتب بها مخالفات فكرية وعقدية، ولا سيما تلك التي تشمل مخالفات شرعية صريحة وواضحة.

ملاحظات على المحاضرين


لاحظ بعض المختصين - حسب ماطرحوه في مقالات وتغريدات سابقة -  أن إدارة المعرض جلبت في السنوات السابقة عددا من المحاضرين من ذوي الأفكار التغريبية - على حد وصفهم - ، وأفردت لهم مساحات واسعة للحديث والحوار مع زوار المعرض من خلال الندوات التي تقام بصفة دورية، والتي تمتد لعدة ساعات طوال أيام المعرض، في لقاءات (مفتوحة)، ويطرح أولئك آراءهم وأفكارهم بكل جرأة، لأنهم يقدمون للمجتمع على أنهم رموز الفكر والثقافة، فيغتر بهم الشباب والفتيات بما يطرحونه من أفكار وما يبثونه من شبهات ويتلقف الشباب منهم آراءهم الغير سوية ويصغون إليهم بإعجاب وانبهار.

الاختلاط مجدداً


يفتح القائمون على المعرض الأبواب للجميع منذ افتتاحه وحتى يوم الختام، بدون تحديد أيام خاصة للنساء أو العائلات باستثناء المعرض الأول الذي خصص فيه أيام للرجال وأخرى (للعوائل)، ثم بعد ذلك ألغيت أيام (العوائل)، وبقيت الأيام المخصصة للرجال فقط.

وفي العام الأخير ألغيت الأيام المخصصة للرجال، وتسبب قرار السماح بدخول الجنسين معاً تحت اسم (الجميع)، في بعض التوتر، وحدثت ملاسنات كثيرة لكثرة المخالفات التي اعترض عليها المحتسبون، إضافة إلى اختلاط النساء بالرجال في الندوات والمحاضرات للمرة الأولى، ما أثار حفيظة المحتسبين ودفع الغيورين إلى بذل الجهد في مناصحة منظمي المعرض والقائمين عليه، وهو أمر يتوقع أن يتكرر في الأيام المقبلة لأن وزارة الثقافة والإعلام أعلنت أن الدخول للمعرض متاح للجنسين في أي وقت.

حلول مطروحة


يرى بعض المتابعين أن نوعية الكتب ومحتواها هي أكثر ما يثير الجدل حول معرض الرياض الدولي للكتاب، إضافة إلى قضية الاختلاط المبالغ فيه، مقترحين أن تطلب الجهة المنظمة للمعرض قوائم بأسماء الكتب من كافة الناشرين والعارضين من مختلف الدول أسوة بالمعارض العالمية، حتى تتمكن من فلترة هذا الكم الهائل من المطبوعات واستبعاد المخالف منها قبل المعرض بفترة مناسبة.

كما تقدم عدد من الناشطين والغيورين على دينهم بأطروحات لحل قضية الاختلاط تتمثل في مشاركة المرأة من خلال أيام وأوقات خاصة، إضافة إلى تقنين مشاركة النساء في مهامّ المعرض، مثل: البيع، الإشراف، النداء الصوتي، خدمات المتسوقين، المقابلات الإذاعية والتلفزيونية.

رأي متخصص وأكاديمي:


د.ناصر الحنيني المشرف العام على مركز الفكر المعاصر

قال الشيخ د. ناصر الحنيني المشرف العام على مركز الفكر المعاصر وعضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين ان السبب الرئيسي أن وزارة الثقافة والإعلام المشرفة على المعرض تخالف الشرع وتخالف سياسية الوزارة نفسها، فقط نحن نطالب أن تلتزم الوزارة بالأنظمة التي أقرت من الدولة والنظام الأساسي للحكم الذي هو قائم على الشريعة، فهي تخالفه صراحة وتضرب بالأنظمة عرض الحائط ونحن مواطنون لنا الحق أن ننقد ونعترض ونطالبهم بالالتزام بالسياسة التي وضعتها الدولة فلم نطالب بشيء ليس لنا أو ليس للمجتمع وهذا مطلب لكل المجتمع، فكيف وزارة تخالف سياستها وتخالف النظام الأساسي للحكم، هل النظام الأساسي للحكم وسياسية الوزارة تقر بيع كتب تخالف صراحة شريعة رب العالمين، فلا توجد سياسة تقر بذلك بل لا تسمح به.

وسياسة الدولة لا تقر بالاختلاط والتبرج الفاضح الذي يحدث كتكريم المذيعات المتبرجات أمام الناس. نحن لا نعارض مشاركة المرأة في الفعالية بل نؤيد مشاركتها حيث لها دور في تنمية المجتمع، ولكن تكون أمام النساء لأننا دولة تحكّم الشريعة ولسنا دولة أوروبية وثقافتنا وديننا يمنع هذا الحال فمن خالف نظامها الذي يحكم بالكتاب والسنة ترفضه. ووزارة الثقافة والإعلام تخالف سياستها وأعظم ما خالفته نظام النشر والمطبوعات.

رأي وزارة الإعلام:


قال أ.ناصر الحجيلان، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشوؤن الثقافية: إن مهاجمة معرض الكتاب الدولي طقس سنوي، وأوضح الحجيلان معلقاً على دعوات للمطالبة بمقاطعة المعرض، بأنه لدى الوزارة ضوابط للكتب المعروضة، ولا تسمح بالكتب التي تهاجم الأديان أو أنظمة البلد، لافتاً إلى أن الباقي من ذلك سيكون نسبياً يخضع لتقييم الأشخاص.

وأضاف الحجيلان: الوزارة لا يمكن أن ترعى ما يتعارض مع الدين والأخلاق، وان الحديث حول بعض الكتب التي تحتمل أفكارها اختلاف وجهات النظر.

 

نقطة اتفاق


رغم الاختلاف في وجهات النظر حول محتوى المعرض وأسلوب إدارته والطرق المناسبة لإخراجه بالمستوى المأمول، إلا أن جميع الأطراف تتفق على أهمية القراءة في تنمية الذات الإنسانية والارتقاء بالعقل البشري، امتثالاً لأول آية نزلت على رسول الأميين صلى الله عيه وسلم: "اقرأ"، وتطبيقاً للحكمة القائلة "خير جليس في الأنام كتاب".

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook