الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الزواج العائلي هو الحل

عادل المحلاوي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

عندما تكون تكاليف الزواج سبباً ﻷلم، وأمراً مُنغصاً لمستقبل اﻷيام، وربما عاملاً مهماً من عوامل الطلاق...

يبقى اﻷمر يحتاج إلى إعادة النظر، وموضوعاً يحتاج إلى مزيد من التأمل وإيجاد الحلول.

اضافة اعلان

نعم أيها اﻹخوة واﻷخوات إن تكاليف الزواج الباهظة - التي نراها اليوم - وتبعاته المرهقة تحتاج منا إلى شجاعة ﻹيقاف هذا النزيف الكبير للمال ومنع آثار هذه العادات السيئة، والتقاليد المؤلمة، وهذه الرغبة الجامحة في مسايرة اﻵخرين، وعدم القدرة على مخالفة ما عليه الناسُ؛ مما كدس بناتنا في البيوت ومنع شبابنا من الزواج، وأجلب علينا آثاراً سيئة في مجتمعنا من آﻻم وأمراض للشباب والفتيات واﻵباء واﻷمهات.

إن هذه التبعات السيئة تتطلب من الجميع وقفة صارمة لتحقيق رجولة الرجل ونفاذ رأيه لما فيه صلاح اﻷبناء، ورحمة اﻷم الراغبة في مصالح بناتها وأبنائها وتقديم هذه المصلحة على مسايرة القريبات والاستجابة للغيرة المفرطة باللحاق ببنت فلانة أو فلانة، ومقدمة مصلحة أقرب الناس لها - أبنائها وبناتها - على تقليد اﻷخريات، واللحاق بهن وأن ﻻ يتفوقن عليها في زواجات أبنائهن وبناتهن.

قيسي فرحة ابنك أو ابنتك بستر الله عليهم وإنجاب اﻷطفال بفرحتك بليلة مزينة بكوشة ومعازيم وإسراف واجتماع يصطلي به ابنك وابنتك من تبعاتها ﻻ أقول شهوراً بل سنوات!!

قارني بين رغبتك بأن ﻻ يتفوق عليك أحد بحبس ابنك وبنتك سنوات طوال في بيتك وأنت تشاهدينهم أمامك بسبب عجزهم عن تكاليف زواج باهظة ما أنزل الله بها من سلطان!!

ﻻ أحب اﻹطالة في هذا بيان المساوئ فهو ألم يشعر به الجميع، ونار قد اكتوى الكثير بنارها، ولكننا نريد حلاً لها، والحلول كثيرة قد طرحت في مقاﻻت ودراسات ومنتديات ولكنها لم تجد الشجاعة من - الرجل والمرأة والشاب والفتى - لتطبيقها، ووالله إنها لسهلة لمن نظر إليها بعين العقل والرحمة لنفسه وولده ومجتمعه.

ولعلي أركز -هنا- على نقطة واحدة أراها تمثل حلاًّ كبيراً لهذه المعضلة آﻻ وهو الاختصار على:

( الزواج العائلي المختصر )

وأجزم إن شاء الله أنه سيكون جزءاً كبيراً لحل هذه المعضلة الكبرى لو فعلناه، وإني ﻷتعجب في كل مناسبة من حال زواجنا بهذه الصورة (اجتماع كبير، وسفر من مسافات طويلة، وضياع أوقات، وعشرات الآﻻف بل مئاتها تنفق ﻷجل ليلة واحدة ﻻ تتجاوز الساعات الخمس)

تخيلوا معي لو أن الزواج كان عائلياً كم سنربح من ورائه: (استراحة بسعر معقول، ولقاء عائلياً مباركاً، وبُعد عن غلبة وجلبة، ورحمة للناس اﻷبعدين من تبعات سفر ومصاريف وإنفاق... )

ولك أن تقارن بين تكاليف زواجين - حديثي هنا فقط عن الوﻻئم وتبعاتها وإيجارات القصور -

اﻷول والمعتاد: وليمة زواج مع مقدماتها من عشاء خطبة وملكة وعزايم ومقدمات قبل الوليمة الكبرى.

يكلف ما بين 150 - 200 ألف، وزواج عائلي مختصر ﻻ يتجاوز 25 ألفاً وهذه عملية حسابيه تقريبية بسيطة للمقارنة بينهما:

لو قلنا الزواج السائد هذه اﻷيام يكلف 200 ألف وعندك ثلاثة أبناء وأربع بنات ستكون تكلفة زواجهم مليوناً و400 ألف، ولكن لو كان زواجاً عائلياً مختصراً تكلفته 25 ألفاً فستكون التكلفة الإجمالية 175 ألفاً فقط مجموع تكاليف زواج السبعة، فتأمل الفرق!

فلنعقل ولنتق اللهَ في مَن هم تحت أيدينا، ولنطبق جزءاً من طوق نجاة، ولنكن رحماء في أبنائنا وبناتنا، شجعان عقلاء بجعل (زواجنا عائلياً مختصراً).

ولنسع في إخراجهم من حبسهم الذي أغلقنا بابه بمتابعتنا للتقاليد، ووثقنا ربطه بأيدينا الغليظة.

(ملحظ نغفل عنه عندما نخفف من التكاليف ألا وهو أثره في حياتهم بعد الزواج وهو: وتوفيرهم لماله في مستقبل أيامهم، فبدل أن يكون مديوناً بسببه سنوات فلا يستطيع بناء بيت أو راحة في معيشة، نساهم في أن يعيشوا حياة طيبة مستعدين لتبعاتها الشاقة )

- نقطة مهمة في مصيبة زواجاتنا الفوضوية هذه:

وهي أن الزواج بصورته الحالية، ليس فيه إثقال على الزوجين فقط، بل تبعاته تصل لكل مدعو له، وتكاليفه يصطلي بها الجميعُ، مما يجعل المجتمع كله يخسر فيه.

فالبلد كلها تحضره (المرأة وبناتها وجيرانها وجيران الجيران واﻷصدقاء، وأصدقاء الأصدقاء والعمال...) وغيرهم ممن نراهم قد تكدس بهم القصر؛ مما ألزم العريس بطعام يكلفه الكثير - نصفه يُرمى - ولباس جديد للنساء، مع تكاليف التزين لكل واحدة، وضرب اﻷسفار للحضور وإيجار باهظ لقصور أفراح... وتبعات ومهلكة أجزم أن الكثير الكثير كاره لها.

فالله الله في السعي في تغيير الحال.

الله الله في رحمة اﻷبناء والبنات

الله الله في أن تكون قدوة لغيرك في تطبيق هذا (الزواج العائلي المختصر)

تنويه:

لم أتكلم عن بعض اﻷمور المتعلقة بالزواج -وهي مكملة لقضية التيسير- مثل المهر وتبعات الزواج ﻷنني أردت معالجة ليلة الزواج فقط، وحتى ﻻ يطول المقال ولعلي أذكرها في مقال آخر.

ربّ سدد القلم واجعل لهذا المقال اﻷثر.

كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي

تويتر @adelalmhlawi

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook