الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قصة كفاح بطلها «معاذ الخلف».. سعودي يظفر بجائزة أفضل بحث عالمي للبرمجيات في أمريكا

CKOXl7_UEAAUz3H
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - خالد العبدالله:

في أسطر قليلة معبرة، تملؤها العزيمة والإصرار على النجاح، كتب "معاذ" عن تجربته مع المرض والدكتوراه، ووقوف زوجته بجانبه حتى تمكن من إنهاء رسالة الدكتوراه في مجال هندسة البرمجيات.

اضافة اعلان

"معاذ الخلف" دكتور علوم الحاسب جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا - جامعة الملك سعود، تلقى أمس رسالة من "جمعية الحاسبات الأمريكية" تبلغه فوزه بجائزة أفضل رسالة دكتوراه على مستوى العالم في هندسة البرمجيات لعام ٢٠١٥.

استهل "معاذ" حكايته في عدة تغريدات على حسابه الشخصي بتويتر: "في أواخر عام ٢٠١٢ بعد نشر ورقتين علميتين في مؤتمرين، وبعد أن أنهيت اختبار الدكتوراه قبل الأخير بدأت أشعر بمشاكل في الرقبة والظهر، بدأت هذه المشاكل تتطور إلى ضعف بحيث أصبحت لا أستطيع الوقوف أو الجلوس لأكثر من نصف ساعة. عندها توقفت تماماً عن البحث ولم أذهب للجامعة، أخذت الإذن من مشرفي "تيفك"، والذي قدم لي دعماً كبيراً وطلب مني أن أبحث عن علاج، بدأت أقضي وقتي في مراجعات بين المستشفيات في كاليفورنيا".

واستطرد في حكايته مع المرض الأليم: "انتهى بي الأمر لقسم الأعصاب في مستشفى UCLA الشهير بكاليفورنيا، لم يجدوا أية مشاكل عدا تصلب شديد في العضلات ونشاط مفرط في الأعصاب، أخبروني أن العلاج الوحيد هو العلاج الطبيعي، وأن المرض قد يستمر لسنوات، ذهبت لمراكز العلاج الطبيعي ولم أستطع أن أقوم بالتمارين، كنت شبه مقعد لا أستطيع حتى الجلوس لطاولة الكمبيوتر والعمل".

ولم ينس "معاذ" أن يشير إلى دور زوجته الكبير في دعمه، والوقوف إلى جانبه في أزمته: "كانت زوجتي تقوم بدور الأب والأم لعبدالله وديم، تذهب بهم للمدرسة وتشتري الأغراض للمنزل، في تلك الفترة كنت ملازماً للفراش طوال الوقت".

وعن ضرورة الموازاة بين الغيبيات والعلم الحديث وعدم الإغراق في الاهتمام بالعلاج من السحر والعين دون اللجوء للوسائل الطبية الحديثة، قال معاذ: "بدأ حديث الأقارب والأصدقاء عن العين وبدأت ترد نصائح العلاج الغريبة، كان الفضل لله ثم لتربية الوالد على التوازن الدقيق بين العلم الحديث والغيبيات في حمايتي من ذلك المنزلق، تربية عشتها أثناء مرض أخي بسرطان الدم قبل سنوات والذي شُفي منه ولله الحمد".

بعد مرور أربعة أشهر من المرض كان معاذ وزوجته أمام قرار صعب هل يرجع بشهادة ماجستير؟ ماذا يفعل؟ قال معاذ: "قررت أن الرجوع سيكون خسارة مضاعفة، وأنه لا بد من أن أكمل بأي ثمن. هذا كان من أهم القرارات التي اتخذتها".

ووجه نصيحته للشباب: "لا تيأس، الدكتوراه صعبة ومرهقة جداً، والكثير يمرون بظروف مختلفة أثناء هذه الفترة فلا تظن أنك الوحيد، كن شجاعاً ذا عزيمة وابحث عن حل بدل ندب الحظ، لا مشكلة بدون حل، طلبت من زوجتي أن ترجع مع الأولاد إلى السعودية بعد أن أعياها التعب وأنا سأتدبر أمري، ولكنها أبت إلا أن تبقى بجانبي ولن أنسى ذلك".

اتفق "معاذ" مع مشرف البحث أن يعمل من الفراش في البيت، ويزوره من آن لآخر حسب الاستطاعة مرة أو مرتين في الشهر: "بدأت أبحث في الإنترنت عن كيفية العمل من الفراش، بعد بحث لفترة بسيطة توصلت لحل بسيط وبتكلفة متواضعة".

وعن كيفية استفادته من الوقت أثناء البحث أوضح معاذ: "كان في تلك المِحنة منحتان عظيمتان، أولاً: تفرغت بشكل تام للبحث، لا أصدقاء، لا مناسبات، لا تلفزيون، بحث وبحث فقط، الإنتاجية ارتفعت بشكل مذهل اكتشفت عملياً أن العمل الجاد أهم بكثير من الموهبة، أنتجت في سنة أكثر من السنوات الأربع السابقة مجتمعة، ثانياً: بسبب بعدي عن المشرف لم يكن لدى الإمكانية في مراجعة كل صغيرة وكبيرة، كنت مضطراً لاتخاذ القرارات المهمة أثناء البحث في معظم الأحيان، اكتشفت أني أفضل من يعرف عن بحثي، وعن أدق التفاصيل فيه وبدأت تظهر نتائج متميزة جداً، واكتسبت ثقة كبيرة بالنفس كباحث مستقل، الثقة بالنفس من أهم ما ينقصنا كسعوديين عند الاختلاط بالكبار والأسماء اللامعة".

وأثناء انهماكه في البحث لم ينسَ العلاج: "في نفس الوقت لم أيأس من البحث عن علاج، وزرت ١١ طبيباً أبحث عن حل، ساعدني في ذلك تأمين الملحقية السعودية الطبي العظيم، فلهم مني جزيل الشكر".

بدأ "معاذ" يتحسن وينتظم بالجامعة: "في عام ٢٠١٤ تحسنت صحتي، وبدأت أذهب بشكل منتظم للجامعة، ونشرت الورقة البحثية الأخيرة التي قبلت في مؤتمر علمي، ثم تفرغت لإكمال كتابة الرسالة، ناقشت في مايو ٢٠١٤، ووقعت اللجنة على الرسالة عدا المشرف، كانت مفاجأة ولكن الدكتور "تفيك" أصر أن استمر في الكتابة والتحسين، رغم مرضي لقناعته بأن الرسالة متميزة وقد تفوز بجائزة".

واختتم "معاذ" حكايته الملهمة مع المرض والإصرار على الحصول على الدكتوراه: "لم يوقع المشرف الرسالة حتى ساعتين قبل موعد التسليم، وبعد شهر من المناقشة، راجعنا الرسالة معاً ٥ مرات على الأقل، سلمت الرسالة في ١٣ يونيو الساعة ٦ مساء، وتخرجت كان درساً مهماً من مشرفي في أهمية إتقان العمل، وبذل كل الجهد الممكن في سبيل ذلك".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook