الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مجـالس الشيخ الطريفي الحديثية إحياء سنة ونفع للأمة ورفع للهمة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

قال صلى الله عليه وسلم: "من أحيا سنةً من سنتِي قد أمِيتَتْ بعدِي، فإن له من الأجْرِ مثل من عملَ بها من الناسِ لا ينقص ذلكَ من أجورهِم، ومن ابتدعَ بدعةً لا ترضِي الله ورسوله، فإن له إثمَ من عملَ بها من الناسِ لا ينقص ذلك من آثامِ الناسِ شيئاً".

اضافة اعلان

في زمن الغربة، وهجر السنة، تعم الفتن، وتحيا البدع، وينصرف العامة عن حياة القلوب ورياض الجنة، إلى حياة المادة ومجالس الدنيا، من أجلها يوالون ويعادون، ويعدلون ويجرحون، ويرفعون ويخفضون. رفعت الروحانية وسلبت الطمأنينة، وسادت النفعية، وتعلقت القلوب بالدثور والقصور، وتطلعت النفوس للشهرة والذكر.

واعتزلت هذه المجالس نفوس عالية وهمم سامية، فغردت بعيداً تبحث عما يشبع نهمتها ويسقي ظمأ روحها، ويزيل ما ران على صفحات حياتها، فيقدر الله لها أن تحط رحالها في مجالس خير وذكر، وتجد بغيتها في رياض غناء وصحبة أخيار, إنها مجالس الحديث، امتداد للأثر، واتصالاً بسند خير البشر، وإحياء للسنة والخبر.

ولله در هذا الشيخ الهمام، والحبر العلام، والعالم النحرير، فقد جمع الأمة على السنة، وأحيا القلوب بعد الغفلة، وسما بالنفوس لأعلى القمة، وأثار فيها الهمة.

ففي مجالس الحديث تشنفت الأسماع بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعطر المجلس بذكره، وطابت الأنفس بجوامع كلمه،

فأهل الحديث هم أهل النبي وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا

وفي مجالس الحديث بلاغة نبوية، وصحبة أخوية، ومشاعر حميمة، فكأن القوم أهل وأحبة، وقرابة وأسرة، ولكنها بركة وكرامة، لأهل السنة والجماعة.

وفي مجالس الحديث جنة الدنيا التي لا يدخلها إلا من ذاق حلاوتها، ولا يصبر عليها إلا من عرف حقيقتها ونال بركتها ولذتها, ومما يعلي شأن هذه المجالس، ويرفع قدرها ويعز أمرها، أنها جاءت في وقت هجوم على كتب السنة، وفي زمن كثرت فيه سهام المشككين والمرتابين، والحاقدين على السلف وأهل الدين، فكانت هذه المجالس نصراً مؤزرا وحجراً ملقماً وسهما صائبا. قال الإمام الشافعي رحمه الله: "عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صواباً ".

وإن نظرة خاطفة للصفوف المتراصة والجموع المتكاثرة والوجوه النيرة في هذه المجالس المباركة من رجال ونساء وصغار وكبار، لتملأ النفس ثقة واعتزازا، وتسعد القلب نشوة وافتخارا، وتعيد للأمة عزتها، وتسطر للتاريخ صفحات ذهبية وسيرة طاهرة ندية.

فقد تألقت هذه المجالس وتأنقت وفاقت كل التوقعات، فقد أثنى طلاب وطالبات العلم الركب الساعات الطوال للسماع والإفادة، وغالبوا الراحة والإجازة، وضحوا باجتماعات الأنس مع الأهل والأحبة، فحازوا قصب السبق، وتسابقوا نحو علا المجد. فتسامع الناس خبرهم، وأكبروا صنيعهم، وشكروا جهدهم، فلله درهم ما أعظم همتهم، وما أجمل صبرهم وتضحيتهم، فقد تأثر بهم الكبار والصغار، وإن شئت فقل الطير والأحجار، وشهدت عليهم الأرض والسماء، فهنيئا لهؤلاء الركب وأنعم بخير الصحب.

وجزى الله الشيخ الطريفي عن الأمة خيرا، وأجزل له المثوبة والأجر، ورفع الله له أفضل الذكر، وأحسن له النية والذرية، ورزقه الفردوس الأعلى وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ونيل شفاعته، فقد نفع الأمة وأحيا السنة ورفع الهمة.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook