الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المفتي: الإنسان خُلِق لعبادة الله منذ بدء تكليفه

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - واس:

أوصى مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله حق التقوى، مستشهداً بقول الله جل جلالة "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، وقال في الآية حكمة عظيمة من إيجاد الإنس والجن وخلقهم لأجل عبادته فهو الخالق، الذي أنشأهم من العدم وأعطاهم النعم وله الفضل عليهم " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ".

اضافة اعلان

وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، قائلاً إن النعم عظيمة والأوامر واضحة، وهي عبادته ولا نشرك به، حيث أرسل سبحانه أنبياءه للدعوة إلى عبادة الله، قال جل وعلا: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ".

وتابع سماحته: أيها المسلم أنت خُلقت لعبادة الله، يقول جل وعلا " أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ" وقال تعالى: "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا"، وأنكر من دعا أن الإنسان سيترك بلا حساب، قال جل وعلا: "أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى " فهو خُلق للعبادة، وجاءت الرسل لتبين هذه العبادة والأوامر والنواهي، فلا تعبد إلا الله ولا تعبد سواه، قال جل وعلا "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ"، وقال: "وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

وأوضح أن الله تعالى خلق الخلق للعبادة، وهذه العبادة عدة أمور.. اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح، مشيراً إلى أن القلب يجب أن يعتقد حقا أن الله هو المعبود ويؤمن برسله وملائكته وأسمائه وصفاته.

وأكد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن العبادة ليس لها وقت محدد، فالمسلم مطالب منذ بدء تكليفه بهذه العبادات إلى أن يلقى الله بها، يقول الله تعالى " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ "، وقال إننا مخلوقون للعبادة ومأمورون بها ومحذرون من خلاف عبادته، وأركان العقيدة عظيمة هي الصلاة والزكاة والحج والصيام، تمثل حقيقة التوحيد، فكل ما عظم اليقين في قلب العبد أن الله لا معبود سواه أداها طاعة وقناعة.

وبيَّن أن الصلاة أمرها عظيم ومن تركها فقد تعرض للنفاق، لأن الله جل وعلا يقول " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً "، ويقول أيضاً في آية أخرى عن المنافقين " مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ "، فترك الصلاة هي علامة على الكفار والمنافقين، ويجب تأديتها في أوقاتها، موصياٍ الجميع بالمحافظة على الصلوات والقيام لله قانتين، يقول الله جل وعلا في موضع آخر " الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ".

ولفت النظر إلى أن الله شرع كذلك الزكاة ومن جحدها كفر ويجب إخراجها، لقوله تعالى " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ "، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الصدقة تطفئ غضب الرب، قال جل وعلا " الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "، وقال الله جل جلالة في آية أخرى " مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَالله يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " وقال جل جلالة " وَأَقْرِضُوا الله قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ".

وأوضح أن من العبادات كذلك صوم رمضان، مستشهدا بقوله تعالى " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ "، وقال إن هذا الركن أساسي ولو أعتقد شخص وجوب صوم شهر غير رمضان لكان ضالاً مضلاً، وهو شرع لأن الصوم عبادة لله، يقول الله في حديث قدسي " الصوم لي وأنا أجزي به "، وشرع كذلك الحج للناس يقول تعالى " وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً " وفي الحديث " من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه "، داعياً المسلمين إلى تقوى الله في أنفسهم ومحاسبة أعمالهم.

وحث سماحته المسلمين على شكر الله تعالى على أن أعاد الله عليهم العيد في سلامة وصحة في أبدانهم ودينهم وأن يديمها عليهم وأن يوفقهم على طاعته، سائلاً الله تعالى أن يديم عليهم هذه النعمة، التي يجب على الجميع معرفتها وتقدير أهميتها وفضلها وشكر الله عليها، قال تعالى " لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ".

ودعا الله أن يوفق جميع المسلمين ويتقل منهم صيام رمضان، وأن يغفر ذنوبهم، وقال: اشكروا الله على نعمه عليكم، فنعمة الإسلام وأمرها الشرعية هي نعمة من الله، يقول صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن، سائلاً الله أن يعيد رمضان بخير للإسلام والمسلمين.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook