الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الزعاق يوضح حقيقة «الفَجْر الكاذب» وسبب الخلاف حوله

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - نايف الحربي:

أوضح الخبير الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، خالد الزعاق، أنه مع بداية الثورة الصناعية في القرن الماضي، والتي نتعاطى نتائجها الآن، وما نتج عنه من آثار تمثلت في الثلوث البيئي والضوئي, ظهر على السطح إشكاليات فلكية وفقهية حول مواقيت الصلاة والأهلة, وتعتبر من القضايا الفقهية الممتدة والتي لم تحسم حتى الآن.

اضافة اعلان

ولاحظ "الزعاق" أن هناك نوعين من القضايا من هذه الناحية، وهما أولاً قضايا قديمة ظهرت في العصور الماضية، ودرسها الفقهاء السابقون واجتهدوا بها كل بأسلوبه، وأعطوا فيها أحكاماً واضحة، كل حسب رأيه، ووصلت هذه الأحكام إلينا فالسلف اجتهدوا بناء على وضعية خاصة، ووصلوا إلى ما وصلوا إليه من الأحكام ومن التعسير على الناس سحب هذا الاجتهاد وتطبيقه على الواقع المعيش، مع تلاشي علته كحال درجات بزوغ الفجر الصادق والتي قال بها العلماء السالفون.

وأضاف "والثانية قضايا مستحدثة ظهرت في عصرنا الحالي وما زالت محلاً للنقاش والجدل، ولم تعطَ فيها أحكام واضحة، كقضية الاستنساخ وتفاصيلها، أو قضايا التلقيح الصناعي، أو نقل الأعضاء وموت الرحمة، والسفر بين الكواكب، وما يتعلق به من أحكام شرعية.. وغيرها".

وتابع، بين هذه وتلك يجد المرء بعض (القضايا الممتدة)، وهي القضايا التي تطول دراستها، وتمتد عبر عصور طويلة، وتبقى قابلة في ذاتها لإعطاء حكم شرعي جديد فيها، وذلك بعد تغّير تفاصيلها، وزوال عللها الأولى، فمثلاً يمكن أن تكون قضية ما محرمة، في العصور السابقة، يتغير الحكم فيها إلى الحلية، بعد زوال علة تحريمها، ويمكن أن تكون قضية ما محللة، ثم تحرم لدخول علة فيها تستدعي ذلك.

وأردف أنه من القضايا الممتدة إثبات الشهور الشرعية عن طريق الرؤية الفلكية, ومواقيت صلاة الفجر والعشاء المرتبطة بالشفق بقسميه الأبيض والأحمر, وما سأتطرق إليه هو وقت صلاة الفجر, فقد حدد علماء الفلك المسلمين - رحمهم الله – كالصوفي، والبيروني، والبتاني، والطوسي، وابن الشاطر، وغيرهم على أن الوقت يحين إذا كان انحطاط قرص الشمس عن الأفق الأقرب ما بين 18 إلى 19 درجة قوسية.

وأضاف "الزعاق" بما أن باب السماء مفتوح لكل راصد، فقد تأبطت معداتي الفلكية والرصدية من قبل 25 سنة زمنية لرصده, وتم ما عقدت النية عليه على فترات متفاوتة، وأماكن مختلفة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، موضحاً أنه تبين له التالي: أن الفجر الكاذب يتخلق على شكل وادٍ يمتد ببطء من عرض السماء، وإذا وصلت حافته قرابة الأفق الأرضي حينئذ تظهر لطخة بيضاء خافتة لا يدركها إلا متمرس بالرصد علاوة على حدة بصره، ثم يبدأ بالتمدد ناحية الشمال والجنوب بسرعة متوالية، وخاطفة وخلال هذه اللحظة يبدأ الفجر الصادق بالتخلق، ويبدأ الفجر الكاذب بالانكماش, بمعنى أن البياض العرضي ينمو على حساب البياض الطولي، وعندما يكتمل الأخذ والعطاء يتضح الفجر الصادق للعامة, وهو خيط أبيض منسدح على الأفق فوق سرير أسود.

وبين "الزعاق" هذا السواد يغرف من حوض التلويث، فإذا كانت الأجواء صافية كان السواد نحيلاً, وإذا كان غير ذلك كان السواد عريضاً، وقال إنه بناء على رصده بنفسه غالباً وبمعية الإخوة المصاحبين له في أحايين ثانية اتضح له أن الفجر لم يشهده البتة والشمس على انخفاض 18 درجة, وأن الفجر يحين إذا ترعرعت الشمس على 16 درجة قوسية بالسالب على عرضنا الجغرافي, بمعنى أن التقاويم متقدمة على رصدي بمدة لا تقل عن عشر دقائق زمنية على أقل تقدير, وإلا في الغالب تزيد عنها، وهذا الفارق يختلف باختلاف الآفاق والأزمنة.

وأفاد أن ما ذكر في بعض كتب الفقهاء في شروحاتهم عن الفجر الكاذب، وأنه تعقبه ظلمة قبل ظهور الصادق غير صحيح، بل إن الفجر الكاذب يختلط بالصادق كما ذكر سابقاً، والسبب الذي جعل علماء الفلك رحمهم الله يبنون دراساتهم على 18 و 19 درجة هو لسببين: إما أنهم يعتمدون 18 درجة من أصل 400 درجة وليست 360 درجة، كما هو مستعمل وشائع في البوصلات القديمة، وإن صح ذلك فإن 18 من أصل 400 درجة تعادل 16 من أصل 360 درجة تقريباً، وهذا مقارب جداً لما توصلت إليه، أو أنهم يعتمدون وسائل رصدية بدائية.

وأشار إلى أن الفلكيين المعاصرين تبنوا دراسات البحرية البريطانية في تقسيم الشفق إلى ثلاثة أقسام، وهي: الشفق الفلكي، والشفق البحري، والشفق المدني، فحسبوا الشفق المدني على الفجر الصادق والبالغ 18 درجة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook