الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أبو سعد يصلي التراويح

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

"يالله يا أم سعد الليلة بنصلي في مسجد بندر يقولون قرايته زينة وما هوب بعيد عنا.. "

"دقائق وأكون جاهزة.. الحمد لله ما نحتاج ماكياج ولا عطور ولا كعب عالي.. "

اضافة اعلان

في الطريق للمسجد ينبه أبو سعد زوجته قائلاً:

" بسرعة.. أول ما يسلم تطلعين.. قبل الزحمة.. ما أحب انتظر في السيارة.. "

بعد صلاة العشاء قام الإمام للتراويح ونبه الجميع للخشوع ومتابعة الإمام ليحصل الأجر.. "أعوذ بالله من الشيطان.. الصلاة سُنة.. لازم أكمل.. هذه فرصة لتجميع الحسنات.. "

كان أبو سعد يخاطب نفسه مشجعاً على إتمام التسليمة الأولى.

كبَّر الإمامُ مستفتحاً الثانية وأبو سعد جالس "يريح جسمه".. !!

ما إن كبر الإمام للركوع إلا وأبو سعد يقوم فزعاً للحاق بتكبيرة الركوع..

"العيد نقضيه في أوروبا.. لا غالية مرة.. تركيا معتدلة في الجو والأسعار.. لا لا الميزانية ما تكفي.. الإمارات حلوة ومو بعيدة.. بس يقولون الإيجار غالي مَرة وحتى الأسعار مرتفعة..

أحسن نروح للشرقية.. سياحة داخلية وأيضاً ضمن الميزانية.. "

الله أكبر.. ينزل أبو سعد للركوع وهو لا يدري ماذا يعمل فالهواجس أشغلته جداً..

عند القيام للثالثة أصر أبو سعد على المتابعة من البداية "وبلاش كسل ".. يخاطب نفسه!!..

أطال الإمام في القراءة وأبو سعد بدأ يشعر بالتعب.. حاول أن يقف على رجله اليمنى لكنها تعبت بسرعة.. حاول مع اليسرى، أيضاً لم يستمر.. قدم رجلاً وأخَّر الثانية لعلها تكون أكثر راحة لكنه لم يصمد طويلاً..

بجانبه رجل هَرِم جالس (لا يستطيع الوقوف)...

أخذ ينظر إليه أبو سعد ويغبطه ونفسه تراوده بالجلوس.. "عيب هذا شايب وأنا ما زلت شباب.. ايش يقول الناس عني.. "!

أخيراً ركع الإمام وأبو سعد يسابقه يريد الانتهاء ناسياً أنه بقيت ركعة من التسليمة..

"إن شاء الله ما يطول في الثانية.. العادة خفيفة وأقصر"...

استمر الإمام بالقراءة وأبو سعد يغلي من الداخل... أخيراً استسلم وجلس على الأرض..

بعد السلام سلم عليه جاره "عسى ما شر.. أشوفك تصلي جالس.. تعبت من الوقوف.. !! "

لم يُجب أبو سعد بل فر هارباً من المسجد محدثاً نفسه:

"صليت ثلاث تسليمات.. فيها البركة.. وأنا ما فيني حيل.. قراءة الإمام طيبة لكنه يطول.. "

جلس في السيارة ينتظر أم سعد لا يستطيع أن يتصل بالجوال فهو سيفضح نفسه وثانياً الوعد بينهما بعد انتهاء التراويح..

أم سعد في قسم النساء لم تكن أفضل حالاً إلا أنها أكثر جرأة.. بعد التسليمة الأولى قررت المواصلة جالسة مقنعة نفسها:

"يجوز في السُّنة الصلاة جالس حتى للقادر لكنه نصف الأجر.. وهذا فيه البركة.. شوي أجر مع راحة أحسن من لاشيء "...

مع ذلك لا تبادر أم سعد مع الإمام فهي تهرع مع التسليمة تتناول القهوة والشاي حتى يكبر للركوع وتقول في نفسها.. "ليش جابوه.. علشان نشرب.. واللي نشيط الله يقويه.. أنا ما اقدر على مواصلة الصلاة بسرعة.. "

بعد انتهاء التراويح أسرعت أم سعد كالظبي إلى السيارة ووجدت أبو سعد ينتظر.

"ما شاء الله عليك... وصلت قبلي.. أنا من سلم الإمام لفيت العباية وجيتك طايرة.. لا يكون

ما كملت الصلاة ؟!!"...

تلعثم أبو سعد وتهرب من الإجابة قائلاً:

"أسرعي.. نخرج قبل الزحمة.. وين تحبين أوديك اليوم ؟

فيه مركز تجاري جديد مسوي عروض بمناسبة الافتتاح.. "

"ما يحتاج تشاور.. على طول الحين.. ما نبي البيت.. لاحقين على شقا العيال.. وأنا عازمتك على كوفي بعد الجهد اللي بذلته في صلاة التراويح!! "

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook