السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

د.العمر: أحزننا ما سمعناه عن إقحام المرأة للعمل في الصيدليات

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - الرياض:

حذر الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين، من التسارع الغريب في وتيرة المنكرات والفساد وتتابعها التي بدأت تظهر في البلاد, مشيراً إلى ما قد ينتج عنه من بلاء وعقوبة في حال التساهل في التصدي لها.

اضافة اعلان

وقال "العمر" خلال درسه الأسبوعي الذي استؤنف أمس الأحد بمسجد خالد بن الوليد بالرياض: "إن هذه البلاد ليست بمعزل عن العالم فهي تتأثر بكل ما يحدث حولها من البلدان سلباً أو إيجاباً, لكن من أشد ما يحزن ويؤلم هو تسارع أهل الفساد في بث فسادهم وكأنهم يسابقون الزمن, وكأنهم يرون أن فرصتهم في تثبيت برامجهم المفسدة محدودة".

وأوضح د. العمر أن ذلك جعلنا نصبح ونمسي على أحوال وأحداث جديدة تتعلق بقضايا المرأة والتعليم, وأخرى متعلقة بالمجتمع والإعلام, وغيرها من قضايا تغريب المجتمع.

وتابع الشيخ العمر: "فمن المحزن ما سمعناه مؤخراً من إيقاف المحتسبين, وإقحام المرأة في العمل في الصيدليات, واعتزام بعض المدارس إلزام أبنائنا للذهاب إلى "الجنادرية" على ما فيها من مخالفات, وغير ذلك من المنكرات التي تسارعت وتيرتها والتي يقف وراءها المفسدون بدون كلل أو ملل مستغلين حماية مشاريعهم بقرارات وأنظمة لضمان بقائها".

وأبان الشيخ العمر أن هذا التسارع يحتّم علينا أن يقوم كل منا بواجبه في التصدي لهذه المنكرات كل بقدر استطاعته, فلا عذر لأحد, وكل ميسر لما خلق له. موضحاً أن العقوبة إذا نزلت فإنها لن تستثني أحداً, مستدلاً بما جاء في القرآن الكريم في سورة النمل حين قال تعالى: "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَة رَهْطٍ يفْسِدونَ فِي الأرْضِ وَلاَ يصْلِحونَ" ثم أوضح الله ما حل بهم وبقومهم من عقوبة وذلك في قوله: "فانظرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهمْ وَقَوْمَهمْ أَجْمَعِينَ".

وأوضح أن الوسائل للتصدي لذلك متاحة ومجالات ذلك كثيرة وليست محدودة بطريقة بعينها, مضيفاً أن الجميع يستطيع أن يقاوم هذا الفساد وتلك المنكرات من خلال الإعلام المفتوح الذي بات في متناول الجميع, موضحاَ أن من استغل هذا المجال بحكمة وبصيرة, بمقدوره أن يحدث أثراً كبيراً.

وأنكر الشيخ العمر ما يزعمه البعض من أن العلماء لم يقوموا بواجبهم تجاه هذه المنكرات, ويعمم ذلك على الجميع دون استثناء أحد, وقال: "أقول لهؤلاء ما قاله الله تعالى: بل كَذَّبوا بِمَا لَمْ يحِيطوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيله" مؤكداً أن العلماء والمصلحين "يقومون بواجبهم تجاه هذه المنكرات سرا وجهراً فمواقفهم وبياناتهم وآثارهم ظاهرة".

وبيّن الشيخ العمر أن من لم يظهر من العلماء موقفه من تلك المنكرات فإنه يحمل على محملين: الأول أن يكون هذا العالم ممن يؤثر القيام سراً بما يدين الله به من إنكار المنكر, ويرى أن من المصلحة أن لا يعلن ذلك, مستدلاً بمواقف كل من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمها الله من مناصحتهما لولاة الأمر وكتابة الخطابات تلو الخطابات في كل ما كان يظهر من منكرات.

وتابع: "وأما الوجه الآخر, فأن يكون هناك تقصير لدى البعض, لكن يجب أن يحمل هذا التقصير إن وجد بمحمل حسن, فقد يكون هناك عذر لم نعلمه نحن, كأن يكون ممن يرون أن ذلك من باب فرض الكفاية والتي إن قام بها البعض سقطت عن البقية, مؤكداً فضيلته أنه لا ينكر وجود التقصير والخطأ لدى البعض, لكن لا ينبغي أن يعمم ذلك على الجميع.

ثم حذر الشيخ العمر الشباب من الاندفاع الخاطئ في مثل هذه الظروف, مؤكداً أن عليهم الرجوع إلى مشايخهم وعلمائهم ليستدلوا بهم على الطريق الصحيح, كما أكد على تحري ما يشرع من الأعمال ومراعاة المصالح والمفاسد, ودفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى, والحذر من معالجة المنكر بمنكر أكبر منه.

وقال: "يجب على المرء أن يعمل بقدر ما يستطيع, فلا يكلف نفسه ما لا تطيق, فمن لم يقدر على المشاركة في دفع الباطل فعليه أن يكف شره عن الناس فإن ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم "صدقة منك إليك".

واختتم الشيخ العمر بقوله: "بهذا نرفع عن بلادنا البلاء ونوقف هذا التسارع لتدمير البلد والإخلال فيه من قبل المفسدين, مبيناً فضيلته أن "الله أعطانا أماناً إن قمنا بواجبنا, وذلك في قوله تعالى: وَمَا كَانَ رَبكَ لِيهْلِكَ الْقرَى بِظلْمٍ وَأَهْلهَا مصْلِحونَ"، فأنتم أهلها, فأصلحوا بحكمة وبعد نظر، فَسَيَكْفِيكَهم الله وَهوَ السمِيع الْعَلِيم".

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook