الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

 شياطين لم تصفد

908
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

مع وجود أكثر من (1294) قناة فضائية عربية إلا أن هناك عدداً من القنوات هي القنوات الأكثر تأثيراً في المنطقة وتنال أعلى المشاهدات، وتُشكل إمبراطوريات إعلامية، وهذه المجموعات هي: روتانا، إم بي سي، سي بي سي المصرية، شبكة تلفزيون الحياة، مجموعة قنوات دريم، شبكة تلفزيون أبوظبي، تلفزيون دبي، التلفزة تونسية - تيتي التابعة لطارق عمار، المستقبل، الشبكة اللبنانية للإرسال LBC، قناة الرأي، قناة المحور، تلفزيون الجديد اللبناني newtvsat. تشكل هذه القنوات مختصر الحالة الفضائية في الإعلام العربي.

اضافة اعلان

في رمضان تحديداً، وهو الموسم الأكثر بروزاً عند المنتجين العرب، يرتفع الإنتاج العربي ليصل هذا العام 2015م برقم يتجاوز 100 مسلسل درامي كلها تبث على هذه الإمبراطوريات الإعلامية، وفي رمضان وهو الموسم الإعلاني الأبرز ضمن مواسم العمل التلفزيوني يتنافس المنتجون العرب على عرض قصص من نوع مختلف على عكس ما تمثله هذه الأوقات الفاضلة من العام وهو الوقت الذي تُصفد فيه الشياطين.

ويعمد المنتجون العرب في رمضان إلى تقديم أشكال مختلفة من الدراما، وكل عام جرعة الوقاحة والخيانة والتعري في ازدياد لا تتوقف فتجاوزت الخطوط الحمراء الخاصة باحترام المشاهدين المتابعين للمسلسلات، والنسبة الأكبر من المشاهدة تكون في هذا الشهر، ولا أستغرب من هذا الانفلات الأخلاقي الذي هو في ازدياد بشكل واضح في كل رمضان عما سبقه.

تتكرر المشاهد الفاضحة، القصص الخادشة للحياء، والتفاصيل المخجلة؛ بحجة أنها تمثل الواقع، وأنا أعيش على الأرض ولست من جزر في محيط، أو على كوكب آخر من هذا الكون، ولا أكاد أذكر أني سمعت في منطقتي عن جارة لي تعيش على لحمها، أو أحد المراهقين يتناول الحشيش مع أبيه وزوجة أبيه، أو أحد من المنطقة التي أعيش بها يعمل نصاباً محترفاً أو من رواد الملاهي الليلية هذا هو واقع التطور الدرامي العربي في السنوات الماضية؛ وهو ما يجعلني مندهشاً من الواقع الحالي الذي تُعبر عنه الدراما الشيطانية وكيفية التفكير فيه، واقحة المعروض غير موجودة فعلاً على أرض الواقع إلا في نماذج شاذة هنا وهناك والشاذ لا يُقاس عليه.

حسب خبراء الدراما والتقارير التلفزيونية ومشاهدتي الخاصة لمسلسلات 2015 تكرار سيئ بل وأكثر انحطاطاً وانحداراً للسنوات الثلاث الماضية، فلم تترك نوعاً من المعاصي والآثام إلا تم عرضها بشكل صريح وفاضح ووقح، بالإضافة إلى تكاليفها المالية الخيالية.

جنس، خيانة، عري، إرهاب واغتصاب… مواضيع جعلت من الإمبراطوريات الإعلامية العربية وعلى اختلاف صناعها، نسخة طبق الأصل من حيث المضمون في شكل سطحي استهلاكي من أشكال المنافسة الفارغة، وفي نفس الوقت ارتفعت حدة القبح وأصبحنا نسلط الضوء على الشر والخيانة والعرى والإباحية، والصورة العامة للمرأة هي المدمنة والمدخنة والمنحرفة والعاهرة.. والرجل هو القوي مفتول العضلات، أو الذي يعلم النصب والاحتيال قاتل بالفطرة؛ حفاظاً على مصالحة، ودائماً شرير يرمق اللحظة المناسبة للقيام بالسبع الموبقات.

من يقبل عرض مسلسل في رمضان يشرب فيه الممثل خمراً، أو تمشي تتمختر عارية الصدر والظهر تعرض أجساداً أكثر من عرضها دراما أو قضية، ومن يقبل بدراما تقدم الألفاظ النابية التي لا تمت إلى الفن والإبداع بصلة، ولا مانع من سب الدين أو الأم هنا أو هناك لزوم النص، ومن يقبل برمي النقود في الهواء على مجموعة من السكارى في الجو بحجة برامج المقالب، إننا نعيش وفي مرحلة تُقدم فيها دراما لا أخلاقية رديئة فنياً من دون قيمة عنوانها العام "البلاهة والعنف والجنس والابتذال الرخيص".

يا أصحاب الإمبراطوريات الإعلامية التي تدفع للمنتجين ثمن تفاهتهم، وتعديهم على أخلاقنا وقيمنا، قلة الأدب ليست فناً.. والعرى لا يوصل رسالة.. والحرية لا تعني الانفلات والإسفاف!

[email protected]

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook