الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أكلات ومسلسلات

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

دخل أبو سعد منزله بعد صلاة العصر وصاح منادياً: "أم سعد.. يا الله السوبر ماركت.. تأخرنا.. نلحق قبل لا تفوتنا العروض بسرعة.. ".

اضافة اعلان

أم سعد ترد: "أنا جاهزة.. إيش رأيك آخذ الشغالة تساعدنا.. يمكن عربية وحدة ما تكفي.. !".

"ما فيه مانع.. بس عجلي علينا.. الوقت ضيق.. نلحق قبل الزحمة".

في السوبر ماركت الشهير والبعيد عن منزل أبو سعد يهرول الرجل مع الزوجة والشغالة يجمعون أكبر كمية من الأطعمة (مقاضي رمضان)...

أبو سعد رجل متوسط الحال (سابقاً لكن مع الغلاء أصبح محدود الدخل!) يهتم بالأسعار ويتابع العروض، ولا ينافسه في ذلك إلا أم سعد، لكنها عند الكماليات والملابس والعطور تنسى نفسها تماماً!

عند الكاشير يدفع أبو سعد عربة والشغالة عربة أخرى ممتلئة تماماً.

المحاسب يمتعض وينظر بشزر لهؤلاء الناس الذين هجموا عليه بهذه الكميات من الأطعمة المعلبة والطازجة والمجمدة كأن السوبر ماركت سيقفل غداً!

"إيدك على ألفين ريال.. !!".

يبادر المحاسب أبي سعد والذي يذهل تماماً..

"إيش تقول؟ ؟.. .. مو معقول؟ !!

يمكن حسابك غلط.. مستحيل.. أنا ما عندي غير ألف ريال.. ".

"أنا مررت حاجاتك كلها على السكانر وهو اللي يحسب.. أنت ناسي إن معك عربيتين!!".

"بس ما توقعت هذا الرقم!.. والأغراض أكثرها عروض خاصة برمضان يعني مخفضة.. ".

"بتدفع وإلا أنادي المدير، وإلا ترجع الأغراض كلها!!".

"أم سعد.. معاك فلوس!!".

"خذ هذي ألف ريال.. كل اللي عندي بس تكفى ما ترجع مقاضي رمضان.. الله لا يعاقبنا.. !".

في الطريق إلى البيت أبو سعد يكلم نفسه...

"ألفين.. مو معقولة.. باقي الشهر إيش نسوي؟ !".

"أبو سعد.. لا تهتم... عندي لك مفاجأة الليلة بس وسع صدرك.. !!".

"يا بنت الحلال.. أول مرة أدفع مقاضي بهذي القيمة.. نصف الراتب راح.. نسيتي العيد واحتياجاته والا... !!".

"ما نسيت بس الليلة عندي لك شيء يفرحك"...

خفية عن أبي سعد اشترت أم سعد رسيفر وجهزته مع العامل في صباح ذلك اليوم، وفي المساء دعت زوجها إلى غرفة المجلس وفتحت أمامه التلفاز.

"يالله فرفش.. جايتك ليال رمضان الحلوة.. هذا الدش يجيب 700 قناة قلت للعامل هذا كثير.. قال أنا أسوي مفضلة.. حط 20 قناة قال هذا كويس مدام.. فيه مسلسلات كثير.. !!".

"إيش رأيك يابو سعد.. تفرج وانس هموم الدنيا".

بهر أبو سعد بالتلفاز وقنواته المتعددة، ونسي نفسه وبدأ بالتقليب وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما.

"والله فله.. كل هذا في التلفزيون.. ليال رمضان - الله يشرفه - راح تكون في البيت.. ما فيه ربع ولا زيارات!!.. ".

في أول ليلة من رمضان تناقش الزوجان على وضع جدول لمتابعة المسلسلات..

"يابو سعد.. عندنا 46 مسلسلاً.. لازم نختار منهم.. ما نقدر نتابع الكل.. مرة كثير!".

"الحل عندي.. راح أسوي بحث في الإنترنت عن جميع المسلسلات واختار بناء على آراء الناس وطبيعة كل مسلسل.. ".

"أنا أحب الكوميدي والاجتماعي.. وإذا كانت محلية سعودية فزين على زين".

"يا مرة أنا أحب المسلسلات التاريخية ويقولون فيه مسلسلات عن الشخصيات العربية مثل جمال عبدالناصر.. بلاش اجتماعي سخيف.. ".

احتد النقاش.. وكانت البنت نورة ذات 16 سنة مع أمها.. أما سعد الشاب ذو 18 ربيعاً فكان متابعاً للنقاش من بعيد ولم يتدخل. !!

"أنا رب الدار وأنا أقرر المسلسلات اللي بنشوفها.. واللي ما يعجبه يفارق"

هكذا هدد وزمجر أبو سعد!..

"أنا اللي شريت الدش وأنا اللي جبت العامل ركبه.. واللي ما يعجبه يشوف له مكان ثاني!".

هكذا ردت أم سعد رافعة رأسها...

كان النقاش في صالة الطعام، ولم يكمل أحد طعامه، وقام الجميع غاضبين.

بعد ساعة ذهبوا للمجلس للتفرج على التلفزيون، والكل يكتم غضبه، ويخطط للمعركة القادمة، لكن كانت هناك مفاجآت..

الرسيفر اختفى وسلكه مقطوع..

صاحت أم سعد وتبعها أبو سعد:

"وين الرسيف!!!!".

أجابهم سعد (من بعيد!)... .

"ما فيه دش خلونا نعيش أيام رمضان مثل السنوات الماضية، نزور الأقارب، ونجتمع على الذكر، وبدون مسلسلات !!".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook