تواصل - فريق التحرير:
تعد إسبانيا بواية الإسلام في أوروبا، وهي أقدم دول القارة التي دخلها في بداية الفتح الأموي للأندلس في القرن السابع الميلادي.
وانتشر الإسلام بقوة في شبه الجزيرة الأيبيرية، حتى سقوط الأندلس في القرن الرابع عشر، وطرد المسلمين أو إجبارهم على اعتناق المسيحية، وهو ما أدى إلى تناقص أعداد المسلمين، إلى حد تلاشي ممارسة الإسلام كليًا في القرن التاسع عشر.
لكن بدأت الأعداد تتزايد تدريجيًا في القرن العشرين بسبب الهجرة وخصوصًا من المغرب ودول عربية وإسلامية أخرى، حتى بات مسلمو إسبانيا يمثلون 3 في المئة من عدد السكان البالغ حوالي 46 مليون نسمة وفقًا لإحصاء مارس 2015، أو ما يقرب من مليون و700 ألف نسمة.
اقرأ أيضًا:
تزايد أعداد المسلمين إلى 4 أضعاف في منطقة إسبانية
المسلمون في إسبانيا
وتتراوح أصول المسلمين في إسبانيا بين مغاربة (784 ألفًا) وإسبان (225 ألفًا) من جذور عربية أو باكستانية، ومن جزيرتي سبتة ومليلة، فضلاً عن مهاجرين مسلمين عرب وأفارقة وآسيويين.
ويضم إقليم كاتالونيا العدد الأكبر من المسلمين، حيث يبلغ عددهم 450 ألف شخص تقريبا، يليه الأندلس بـ 267 ألف، فمدريد بحوالي 250 ألفًا، ثم فالنسيا 176 ألفًا، ومورسيا 86 ألفًا، ويتوزع الآخرون على باقي المقاطعات..
ويمثل شهر رمضان فرصة للتقارب بين المسلمين في المجتمع الإسباني، ويحرصون على التواجد في المركز الثقافي الإسلامي بمدريد والمساجد المنتشرة في التجمعات الإسلامية، لأداء الصلوات خصوصًا التروايح والمشاركة في الأنشطة الدينية.
ويتجمع المسلمون بعد صلاة العشاء لتلاوة القرآن الكريم، تذكيرًا بأمجاد وذكريات الأجداد في الأندلس.
ويقوم المركز الثقافي الإسلامي بإعداد 500 وجبة إفطار يومياً، كما ينظم دروسًا في اللغة العربية ومناقشات لآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية وعلوم الشريعة وتصحيح التلاوة، خلال الشهر الكريم.
وتشجع العديد من المؤسسات والمراكز الإسبانية على الاحتفال بشهر رمضان وعلى رأسها "المركز الإسباني المغربي". ومن مظاهر هذه الاحتفالات وجود محاضرات عن الفن الإسلامي والعادات والتقاليد الإسلامية والصيام.
اقرأ أيضًا:
بقى منذ 1000 عام.. مسجد قرطبة الكبير في إسبانيا (فيديو)
تجمعات مسلمي إسبانيا في رمضان
ويجتمع ما يزيد عن 9 آلاف مسلم في مساجد مدريد في أول أيام رمضان لتناول الإفطار التي قامت السيدات بتحضيره في منازلهن. فيما تحرص الأسرة المسلمة في ذلك التجمع على تناول "الهريسة" بعد الإفطار.
ويقوم المسلمون بمدينة تيراسا بالتنسيق مع اتحاد الجاليات الإسلامية بكتالونيا بإعداد الإفطار خلال شهر رمضان.
ويحيي رواد أول جامع بُني بعد سقوط مملكة غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس، شهر رمضان قرب "قصر الحمراء"؛ حيث تأخذهم الأجواء الرمضانية هناك إلى أيام الأندلس قبل 500 عام.
ويجتمع مسلمو غرناطة في "الجامع الكبير" المقابل لـ"قصر الحمراء"، الذي بني عام 2003 أي بعد 5 قرون من سقوط غرناطة عام 1492. وإلى جانب حدائقه ذات المناظر الفريدة.
يتميز "الجامع الكبير" في غرناطة بعمارته الذي يصطحب الناظر إليه إلى أيام الحضارة الأندلسية. ويستقبل الجامع زواره بعبارة "لا غالب إلا الله" المنقوشة على أحجاره، وهي الشعار الرسمي لمملكة غرناطة، فيما يذكّر محرابه بـ"الجامع الكبير" في قرطبة.
ومع قدوم شهر رمضان المبارك، يستقبل الجامع المزيد من المسلمين الذين يفطرون في ظلال "قصر الحمراء"، أحد أعظم قصور الأندلس، والذي ظل مقرا للحكم لفترة من الزمن.
