الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أجواء رعب في إسطنبول خوفًا من "الزلزال الكبير"

زلزال -0- تركيا -0- فبراير 2023
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - وكالات:

رصد تقرير لوكالة "فرانس برس" كيف أن سكان مدينة إسطنبول التركية يعيشون هاجس وقوع زلزال كبير.

اضافة اعلان

ومنذ أن وقع الزلزال بقوة 7.8 درجات في 6 فبراير، والذي أسفر عن أكثر من 48 ألف قتيل في تركيا وخلف خرابًا في مناطق بأكملها، اتصل أكثر من 140 ألف شخص ببلدية اسطنبول من أجل فحص مبانيهم.

ويجول خمسون فريقًا من المهندسين المدينة ويفحصون نوعية الخرسانة وقطر قضبان البناء. وإذا اعتبروا أن الخطر "مرتفع جًدا" فإنه يمكن اتخاذ قرار بهدم المبنى.

ووقع زلزال 6 فبراير على بعد 800 كلم من هناك على فالق بعيد، لكن صور المدن المدمرة بكاملها تسبب بخوف مستشر في اسطنبول حيث سينهار حوالى مئة ألف مبنى أو ستتضرر بشدة في حال وقوع زلزال بقوة 7.5 درجات، حتى باعتراف البلدية.

وتقع بعض أحياء جنوب المدينة على بعد 15 كلم فقط من فالق شمال الأناضول وقد احتسب خبراء الزلازل احتمال وقوع زلزال بقوة تفوق 7.3 درجات قرب اسطنبول وجاءت النسبة 47% خلال ثلاثين عامًا.

اقرأ أيضًا:

ارتفاع أعداد ضحايا الفيضان بمنطقة الزلزال في تركيا

مخاوف كبيرة

وفي هذا السياق، يقوم مهندس يرتدي سترة زرقاء ويضع خوذة بيضاء بفحص الخرسانة في مبنى متواضع في منطقة باتشلار في إسطنبول، فخلال يومين سيعرف السكان ما إذا كانت جدران منازلهم معرضة لخطر الانهيار مع أول زلزال.

ويقول دورموش أويجون وهو صاحب شقة تقع في الطابق الرابع من المبنى، "لدي ثقة إجمالاً لكن أولادي غير مقتنعين، ولذلك نجري هذا الفحص".

وأضاف "اذا كان الفحص إيجابيًا، فسنتمكن من العيش بسلام. لكن من يعلم أين سنكون حين يضرب الزلزال؟ قد نكون في السوبرماركت أو في مكان عملنا، وهذا ما يخيفنا".

وعلى بعد شارعين من مبنى دورموش اويجون في حي محروم ومكتظ على الجانب الأوروبي من اسطنبول يبيع علي نزير منذ شهر صافرات للسكان الذين يتخوفون أن يجدوا أنفسهم في أحد الأيام تحت الأنقاض.

ويبيع أوغور اريسوغلو وهو تاجر جملة في اسطنبول ب 200 ليرة تركية (10 يورو) حقيبة حمراء صغيرة مصممة خصيصًا للزلازل وتحتوي على مصابيح وبطانيات للبقاء على قيد الحياة ومستلزمات طوارئ متضمنة "كل ما يمكن ان ينقذ".

وازدادت مبيعاته بشكل كبير ويقول "نبيع منها ألفًا شهريًا. منذ الزلزال تلقينا 15 ألف طلبية بينها ثمانية آلاف في اسطنبول".

اقرأ أيضًا:

رغم “أكذوبة 8 مارس”.. عالم الزلازل الهولندي يحذر من زلزال كبير خلال أيام

حالة تأهب

الخوف من "الزلزال الكبير" المترسخ أحيانًا منذ فترة طويلة لدى السكان الذين عاشوا زلزال اغسطس 1999 الذي أوقع أكثر من 17 ألف قتيل في شمال غرب تركيا بينهم ألف في اسطنبول، يدفع ببعض السكان الى السعي لنقل مكان سكنهم.

يقول محمد اركيك مدير عام زينغات وهي منصة إعلانات عقارية "هناك طلب قوي للانتقال إلى الاحياء الشمالية من اسطنبول البعيدة أكثر عن خط الفوالق وإلى منازل منفردة".

كما تزايد الطلب للانتقال إلى مدن مثل أدرنة وقرقلريلي الواقعة على بعد حوالى 200 كلم عن شمال غرب اسطنبول، والبعيدة عن هزات محتملة.

خطط للانتقال من إسطنبول

وتستقبل نيل آكات وهي طبيبة نفسية مرضى أيضًا "يخططون للانتقال من اسطنبول".

تقول "لم يعد كثيرون يشعرون بالأمان في منازلهم. إنهم في حالة تأهب دائمة. في الشارع يختارون الجانب الآمن من الرصيف تحسبًا لاحتمال انهيار مبنى".

وتحدثت الطبيبة النفسية مع زملائها عن هذا الأمر وتقول "قسم من مرضانا لم يعد قادرًا على التفكير بطريقة عقلانية".

وتضيف ان هذا الخوف يمكن ان يسيطر على "الجميع"، بدون تفرقة "بين عمر معين او طبقة اجتماعية".

وتفكر جيزل اكتيمور في مغادرة اسطنبول منذ فترة طويلة لكن زلزال 6 فبراير حول هذه الرغبة الى "أولوية".

وتقيم هذه الثلاثينية في الطابق ال12 من برج، وتتمتع بمنظر خلاب من شقتها.

وهي تفضل عدم تصور مشاهد الدمار التي ستشهدها في حال وقوع زلزال قوي قائلة "حتى لو لم يحصل شيء للمبنى الذي أقيم فيه، فلن اتمكن بدون شك من تحمل ما سأراه".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook